السياقة تحت تأثير الحشيش
اذا كانت سياقة السيارة تحت تاثير المشروبات الكحولية بنسبة عالية امرا محظورا في جميع دول العالم ويعاقب عليه القانون بالغرامة او سحب رخصة السياقة او السجن، فان حظر السياقة تحت تاثير المخدرات، يظل امرا نسبيا حسب قوانين البلدان.
ستسمح سويسرا قريبا بالاستهلاك العام لاعشاب القنّب(Cannabis) وهذا يطرح اشكالا بالنسبة للعقوبات التي يتوجب تسليطها على سائقي السيارات الذين يقعون تحت تاثير هذا المخدر. فحظر السياقة في حالة تخدير منصوص عليه في القوانين السويسرية ومنذ مدة.
وحسب الدراسات، فان القنّب هو ثاني مخدر يستهلكه سائقو السيارات بعد المشروبات الكحولية، وهو ما دفع بمعهد الطب الشرعي في لوزان الى اجراء دراسة حول الموضوع، وبالخصوص حول تاثير تعاطي هذا المخدر على سلامة حركة المرور.
ويؤكد الدكتور مارك اوغسبورغر، رئيس مختبر الادمان في المعهد، ان الدراسة تهدف بالتحديد الى معرفة مدى تاثير المادة المخدرة في اعشاب القنّب على سياقة السيارة، مضيفا انه لا يتعين على المستهلكين او الباحثين، خلط الاشياء، اذ ان هنالك من يعتقد ان هذه المادة هي اقل خطورة من المشروبات الكحولية على سائق السيارة. ويستند الباحث السويسري الى دراسة اجريت مؤخرا في انجلترا واثبتت هذه النظرية.
تاثير المخدرات على تصرفات السائق
ويؤكد السيد اوغسبورغر ان المادة المخدرة في اعشاب القنّب، تؤثر مباشرة على تصرف وتفكير وحركات سائق السيارة، ما قد تنتج عنه عواقب خطيرة ومأساوية، ويضيف ان الخطورة القصوى تكمن في تعاطي هذا المخدر وفي نفس الوقت المشروبات الكحولية، اذ ان المادة المخدرة في الاعشاب، اذا ما اختلطت بالكحول، تكون لها تأثيرات مدمرة.
والسؤال هنا، ما دام معهد الطب الشرعي في لوزان يعلم هذه الحقيقة، فما الذي دعاه الى اجراء هذه الدراسة؟ يؤكد رئيس مختبر الادمان في المعهد، ان هنالك دراسات عديدة اجريت ومن الصعب التوفيق بينها الى جانب ان هنالك دراسات كثيرة غير دقيقة، وبالتالي يتعين، كما يقول، التأكد نهائيا من تاثيرات المادة المخدرة على رد فعل السائق وباي سرعة يتصرف اذا كان يحتاج الى استعمال الفرامل او الى تفادي وقوع حادث.
غير ان المشكل هنا يكمن في تحديد مدى التأثير، فهل استهلاك سيجارة واحدة محشوة بالمخدر يضاهي في تاثيره صفر فاصل خمسة مليغرامات من الكحول في الدم؟ وهي النسبة القصوى المسموح بها في معظم البلدان الاوروبية، مثلما هو وارد في قوانين السير الفرنسية، عند تحديد حوادث المرور القاتلة.
فضلا عن ذلك، يؤكد الدكتور اوغسبورغر ان نسبة المادة المخدرة في اعشاب القنّب المنتجة في سويسرا مرتفعة جدا، حيث ان هذه النسبة قد ترتفع من خمسة في المائة الى ما بين خمسة عشر وعشرين في المائة في الاعشاب السويسرية.
ومن غير المبالغة القول، ان هذا الموضوع سيقض مضجع قوات الشرطة التابعة للكانتونات والمكلفة بمراقبة حركة المرور، في انتظار ايجاد الاختبارات والفحوص الضرورية التي يجب اجراءها على مستهلكي القنّب، حيث تشير الدراسات الى انه بالامكان تحليل الريق وفيما بعد الدم، لمعرفة مدى حالة التخدير كما هو الامر لفحص مدى حالة السّكر. ويذكر هنا انه في حالات حوادث المرور القاتلة، تقوم الشرطة ايضا بتحليل البول لمعرفة نسبة التخدير.
خطر على الطريق
وتؤكد مختلف الاطراف ان هنالك ضرورة ملحة لتشديد المراقبة على الطرقات، حيث تبين الدراسات ان سياقة السيارات في حالة التخدير في تصاعد مستمر. لكن رئيس الشرطة في كانتون فو، يؤكد انه لا توجد احصائيات دقيقة لمعرفة نسبة السائقين تحت تاثير المخدر، غير انه يضيف ان نسبة الشباب الذين يخلطون بين تعاطي المخدر وتناول المشروبات الكحولية ترتفع بشكل مستمر، وهذا امر خطير يثير القلق والخوف.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.