الطفلان بيباس ووالدتهما بين أربع رهائن تتسلم إسرائيل جثثهم الخميس

أعلن منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين الأربعاء تبلغه بوفاة الطفلين أرييل وكفير بيباس ووالدتهما شيري الذين سيكونون بين الجثامين التي ستسلمها حركة حماس الخميس.
من جهتها، أعلنت حماس أنها مستعدة لإطلاق سراح كل الرهائن الإسرائيليين المتبقين دفعة واحدة في المرحلة الثانية من التهدئة في قطاع غزة.
وتنفذ إسرائيل وحماس حاليا المرحلة الأولى من الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها في 19 كانون الثاني/يناير، وما زالت صامدة رغم تبادل الجانبين الاتهامات بارتكاب انتهاكات.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الثلاثاء إنّ المفاوضات ستبدأ “هذا الأسبوع” بشأن المرحلة الثانية من الهدنة، بعدما كان من المفترض أن تبدأ في الثالث من شباط/فبراير.
والأربعاء، قال المستشار الإعلامي لرئيس حماس طاهر النونو إن حماس “أبلغت الوسطاء أنها مستعدة ضمن اتفاق لإطلاق سراح كل الأسرى في المرحلة الثانية دفعة واحدة وليس على دفعات كما كانت الحال في المرحلة الأولى… في مقابل إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال”.
ولم يوضح عدد الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس أو فصائل مسلحة أخرى في قطاع غزة، ولا عدد الأحياء منهم بعد انتهاء المرحلة الأولى للتبادل.
وأوضح أن هذه الخطوة “للتأكيد على جديتنا واستعدادنا التام للمضي قدما في إنهاء هذا الموضوع وكذلك المضي في خطوات تثبيت وقف اطلاق النار وصولا للوقف المستدام”.
ووفق الاتفاق الهشّ، يتمّ خلال المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل. ومنذ بدء المرحلة الأولى من الهدنة التي يفترض أن تنتهي في الأول من آذار/مارس، تم إطلاق سراح 19 رهينة إسرائيليا و1134 معتقلا فلسطينيا.
وبعد مرور 500 يوم على احتجاز الرهائن، ما زال 70 شخصا محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
وكان رئيس حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية أعلن الثلاثاء أن الحركة ستسلم جثث أربعة إسرائيليين الخميس وستفرج عن ستة رهائن أحياء السبت. على أن يتم تسليم أربع جثث أخرى الأسبوع المقبل.
وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى، سيكون عدد الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة 58.
– “منع استئناف الحرب” –
وقال محمد شحادة، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إنه بعد أكثر من عام من الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة “تريد حماس منع استئناف الحرب بأي ثمن”، وإن كان ذلك مع بعض “الخطوط الحمراء” مضيفا أن “أحدها هو ضرورة استمرار وجودها، في حين أن موقف (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو هو أنه يجب تفكيك نفسها”.
ومنذ بدء الحرب، تعهد نتانياهو تدمير قدرة حماس على القتال والحكم، وهو ما رفضته الحركة.
لكن ظهور واشنطن الآن في توافق تام مع حكومة نتانياهو، كما بيّنته زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع لإسرائيل، عزز يد رئيس الوزراء الإسرائيلي في المفاوضات، بحسب مايكل هورويتز، الخبير في مجموعة “لو بيك إنترناشونال” لاستشارات إدارة الأخطار.
وأوضح هورويتز أن ذلك يمنح نتانياهو “مجالا أكبر للضغط على حماس”، مضيفا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يفضل أن يمضي الاتفاق قدما، لكنه يترك المجال مفتوحا لنتانياهو… طالما تم احترام وقف إطلاق النار”.
– “متمسكون بالأمل” –
وأوضح خليل الحية أن الحركة قرّرت “تسليم جثامين أربعة من أسرى الاحتلال يوم الخميس (…) على أن يُفرج العدو يوم السبت عمّن يقابلهم من أسرانا حسب الاتفاق” مضيفا “يُستكمل تسليم باقي الجثامين المتفق عليها في المرحلة الأولى في الأسبوع السادس من الاتفاق”.
ومن بين هذه الجثامين أرييل وكفير بيباس ووالدتهما شيري التي اختطفت معهما في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يوم هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل.
وكان والدهما ياردن بيباس أُخذ رهينة بشكل منفصل في ذلك اليوم، لكن تم إطلاق سراحه حيا خلال عملية تبادل سابقة.
وفي حين قالت حماس إن شيري بيباس وولديها قُتلوا بغارة جوية إسرائيلية في وقت مبكر من الحرب، لم تؤكّد إسرائيل ذلك، بينما ما زال كثر من داعمي الأسرة يرفضون تصديق ذلك.
إلا أن منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين أعلن الأربعاء تبلغه بوفاة الطفلين بيباس ووالدتهما.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس الأربعاء، اسم رهينة رابع ستسلم جثته الخميس في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الكتائب ابو عبيدة في بيان إنه سيتم غدا تسليم جثث أربع رهائن اسرائيليين، من بينهم ثلاث من عائلة بيباس، مشيرا الى أنهم “كانوا جميعا على قيد الحياة قبل أن يتم قصف أماكن احتجازهم من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني بشكل متعمد”.
وبعد فترة وجيزة، أعلن مكتب نتانياهو أنه تلقى أسماء أربع رهائن ستتسلم الدولة العبرية جثثهم من حماس الخميس.
واعتبر نتانياهو الأربعاء أن الخميس سيكون “يوما مؤلما” لإسرائيل مع تسلمها جثث أربع رهائن، وقال بحسب بيان لمكتبه “غدا (الخميس)، سيكون يوما بالغ الصعوبة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، يوما مؤلما، يوم حداد. سنعيد إلى الوطن أربعا من رهائننا الأحباء الذين توفوا”.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تؤدي دور الوسيط في عمليات التبادل، إلى تسليم جثث الرهائن بطريقة محترمة.
وأضافت “نكرر دعوتنا إلى إجراء عمليات إطلاق سراح الرهائن بطريقة كريمة، بما فيها تلك المتعلقة بتسليم الجثث”.
وأسفر هجوم حماس على إسرائيل عن مقتل 1211 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل ردا على ذلك عن تدمير القطاع بأكمله وخلّفت ما لا يقل عن 48297 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
– توجيه اتهامات إلى جنود –
منذ بداية الحرب، أوقفت القوات الإسرائيلية المئات من سكان غزة، وأُطلق سراح بعضهم في جولات سابقة من عمليات تبادل رهائن ومعتقلين.
والأربعاء، وجهت النيابة العسكرية الإسرائيلية لوائح اتهام ضد خمسة من جنود الاحتياط بإساءة معاملة معتقل فلسطيني في معسكر سديه تيمان في تموز/يوليو 2024، بحسب بيان للجيش.
وجاء في البيان “قدمت النيابة العسكرية اليوم لائحة اتهام ضد خمسة جنود في خدمة الاحتياط بتهمة التسبب في إصابة خطيرة وإساءة معاملة في ظروف مشددة ارتُكبت بشكل مشترك ضد معتقل أمني محتجز في منشأة احتجاز سديه تيمان” التي أقيمت خلال حرب غزة لاحتجاز المعتقلين من القطاع.
بور-سوم/الح/