الكويت تطرد دبلوماسيين إيرانيين بعد إدانة خلية “إرهابية”
قررت الكويت الخميس طرد 15 دبلوماسيا إيرانيا بعد شهر تقريبا من تثبيت محكمة التمييز إدانة عناصر خلية “إرهابية” بتهمة “التخابر” مع الجمهورية الإسلامية، وفق مصدر حكومي.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس إن قرارا صدر كذلك بإغلاق البعثات العسكرية والثقافية والتجارية الإيرانية.
الا ان المصدر لم يوضح ما اذا كان السفير الايراني علي رضا عنايتي ضمن الدبلوماسيين الذين تقرر طردهم.
في غضون ذلك، هددت إيران بالرد بالمثل على قرار الكويت معتبرة اتهامات البلد الخليجي لها بالوقوف وراء الخلية بانها “لا أساس لها”.
وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن “ايران ابلغت اعتراضها الشديد للقائم بالاعمال الكويتي. كما كررنا أنها تحتفظ بحق اتخاذ اجراءات مماثلة”.
-المؤبد للعقل المدبر-
وكانت محكمة التمييز في الكويت قررت في 18 حزيران/يونيو السجن المؤبد ل”العقل المدبر” لما عرف ب”خلية العبدلي” بتهمة “التخابر” مع إيران وحزب الله اللبناني، وسجن عشرين متهما آخرين بين خمس و15 سنة.
وتقول الكويت إن المتهمين تلقوا تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني، الامر الذي تنفيه إيران.
وأبلغ مسؤول في الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الكويتي خلال الاجتماع إنه “من المؤسف أن المسؤولين الكويتين، في هذا الظرف الحساس في المنطقة، بدلا من بذل جهود لتخفيف التوتر الذي لا لزوم له … استهدفوا الجمهورية الإسلامية باتهامات لا أساس لها”، حسبما قال الناطق قاسمي في بيانه.
وأوضحت وكالة الانباء الرسمية أن هناك 20 دبلوماسيا حاليا في سفارة طهران في الكويت.
وقد خفضت الكويت بشكل كبير بعثتها الدبلوماسية في طهران مطلع العام الفائت بعد ان قطعت حليفتها السعودية بشكل كامل علاقتها مع إيران، لكنها ابقت على قائم بالاعمال ومسؤولين اثنين، بحسب الوكالة الايرانية
وتضم الخلية 26 شخصا، كلهم كويتيون، باستثناء شخص ايراني فار.وقد برأت المحكمة خمسة منهم.
من جهتها أفادت وكالة الانباء الرسمية ان الكويت طلبت “تخفيض عدد الدبلوماسيين العاملين في السفارة الإيرانية لدى البلاد وإغلاق المكاتب الفنية التابعة للسفارة وتجميد أي نشاطات في إطار اللجان المشتركة بين البلدين”.
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله الخميس انه “تم إبلاغ السفير الإيراني في الكويت بقرار السلطات الكويتية خفض عدد الدبلوماسيين العاملين بالسفارة وإغلاق مكاتبها الفنية وتجميد أي نشاطات في إطار اللجان المشتركة بين البلدين”.
بدوره، قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الاعلام بالانابة الشيخ محمد العبدالله الصباح لفرانس برس انه “بعد صدور حكم محكمة التمييز في القضية الخاصة بما يسمى خلية العبدلي، قررت حكومة الكويت اتخاذ إجراءات وفق الاعراف الدبلوماسية واتفاقية فيينا حيال علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية في ايران”. ورفض ان يعطي مزيدا من التفاصيل.
– تأييد سعودي “كامل”-
في الرياض أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن تأييد المملكة العربية السعودية “الكامل للإجراءات التي اتخذتها دولة الكويت الشقيقة تجاه البعثة الدبلوماسية الإيرانية، بعد صدور حكم قضائي بشأن ما يعرف بـ+خلية العبدلي+ ومشاركة جهات إيرانية بمساعدة ودعم أفراد الخلية”.
وتتزامن هذه التطورات مع محاولة الكويت التوسط لانهاء أسوأ أزمة دبلوماسية يشهدها الخليج منذ سنوات، بعد أن قطعت السعودية وحليفاتها العلاقات مع قطر التي اتهمت بالتقرب كثيرا من إيران وتمويل الاسلاميين المتطرفين.
وحذر محللون من ان الازمة يمكن ان تؤدي الى نهاية مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والامارات.
يذكر ان الكويت لم تفرض عقوبات على قطر، وقد وضعت نفسها كطرف محايد في الأزمة.
وكانت محكمة ابتدائية دانت المتهمين أوائل العام الماضي، لكن محكمة الاستئناف برأتهم بعد عدة أشهر وأطلق سراحهم.
والاثنين ذكرت صحيفة “السياسة” الكويتية ان 14 شيعيا كويتيا من عناصر هذه المجموعة فروا بحرا الى إيران.
وأوردت الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية رفيعة المستوى ان هؤلاء فروا الى إيران على متن قوارب سريعة بعد ان أصدرت محكمة التمييز قرارها النهائي بالسجن لفترات تصل الى 15 سنة.
واكدت وزارة الداخلية الثلاثاء ان 14 رجلا يعتبرون فارين لكنها اشارت الى انهم لم يغادروا البلاد من خلال منافذ رسمية.
وتم ضبط الخلية في آب/اغسطس 2015 مع كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، وفقا للسلطات الكويتية.
ودانتهم المحاكم الكويتية بالعمل لحساب الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، كما دينوا بتهريب متفجرات من إيران.
وكانت المحكمة الابتدائية حكمت مطلع العام الماضي بالاعدام غيابيا على الايراني الوحيد في الخلية.
وخلافا لشركائها الخليجيين في السعودية والامارات والبحرين، تحتفظ الكويت بعلاقات جيدة مع ايران.
وفي شباط/فبراير، قام الرئيس الايراني حسن روحاني بزيارة الى الكويت بعد شهر من بدء الإمارة حوارا مع طهران في محاولة لتطبيع العلاقات الخليجية الإيرانية.
وكانت محكمة كويتية دانت في اذار/مارس 2011 أربعة أشخاص بتهمة تشكيل خلية تجسس لصالح إيران. وأدى ذلك إلى طرد متبادل لسفيري البلدين لكنهما عادا الى منصبيهما بعد بضعة أشهر.
يشار الى ان الشيعة يشكلون ثلث سكان الكويت البالغ عددهم 1,35 مليون نسمة.