اللاجئون الأفارقة: مسؤولية من؟
أمام تزايُد عدد طالبي اللُّجوء الأفارقة إلى سويسرا، شرعت السلطاتُ الفدرالية في التفاوض مع عدد من دول القارة السمراء بهدف التوصل إلى اتفاق يسمحُ بترحيل الرعايا الأفارقة الذين لا يستجيبون لمعايير اللجوء إلى الكنفدرالية.
بلغ عددُ طالبي اللجوء والأشخاص الحاصلين على إقامة مؤقتة في سويسرا خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام 1400 شخص، ليصل بذلك إجمالي هذه الفئة إلى 16500 شخص. وسجلت نسبة طالبي اللجوء الأفارقة في هذه الفترة ارتفاعا كبيرا، لا سيما من بلدان مثل نيجيريا وسيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا.
وتقول السلطات السويسرية المعنية بشؤون اللاجئين أن معظم طالبي اللجوء الأفارقة لا يستجيبون للمعايير القانونية التي تسمح بإعطائهم حق اللجوء إلى الكنفدرالية، وبالتالي يتعين مغادرتهم الأراضي السويسرية.
لكن المشكلة التي تواجهها السلطات الفدرالية في هذه الحالة هو عدم توفر هؤلاء اللاجئين على بطاقات هوية، فإلى أين ستُعيدهم؟ أمام هذا الوضع، بادر المكتب الفدرالي للاجئين بالتفاوض مع عدد من الحكومات الإفريقية بهدف إبرام اتفاقيات تعاون تسمح بعودة الرعايا الأفارقة، ممن رُفضت طلبات لجوءهم، إلى بلدانهم. وقد سجلت هذه المفاوضات التي انطلقت قبل سنة تقدما ملحوظا مع الحكومة النيجيرية، وتأمل السلطات السويسرية التوصل إلى نفس النتيجة في مفاوضاتها مع دول أخرى.
معضلة تحديد الهوية
لكن تحقيق هذا الأمل لا يبدو أمرا يسيرا خاصة وأن بعض البلدان الإفريقية ليست مستعدة بعد للتعاون مع سويسرا. ومن بين هذه الدول أنغولا التي ترفض التعرف على رعاياها تفاديا لتحمل مسؤولية التكفل بهم لاحقا.
لكن رفض سلطات أي بلد إفريقي التعاون في هذا المجال ليس العقبة الوحيدة التي قد تقف بوجه المساعي السويسرية لترحيل اللاجئين غير المرغوب فيهم، فهنالك أيضا افتقار بعض الدول الإفريقية لسجلات الحالة المدنية التي أتلفت خلال النزاعات المسلحة التي تشهدها بعض تلك البلدان. وفي هذه الحالة، يستحيل تحديد هوية بعض طالبي اللجوء.
ويوضح المتحدث باسم المكتب الفدرالي للاجئين دومينيك بويا أن عددا كبيرا من طالبي اللجوء يدّعون أنهم قدموا من بلد يعيش حربا أهلية منذ عقود، ثم يعطون السلطات السويسرية أسماء وهمية. وبطبيعة الحال، يصعب على السلطات التأكد من صحة أقوال هؤلاء اللاجئين، الشيء الذي يضطرها إلى التدقيق في اللهجة التي يتحدثون بها واختبار معلوماتهم حول البلد الذي يدعون أنهم قدموا منه.
ويشير المتحدث باسم المكتب الفدرالي للاجئين إلى أن التعامل مع هؤلاء الأشخاص صعب جدا، لأنهم لا يرغبون في العمل أو المشاركة في برامج لملأ أوقات الفراغ. فغالبا ما يقصد هؤلاء اللاجئون الأفارقة سويسرا لفترة قصيرة بهدف كسب بعض المال ثم يغادرونها باتجاه بلد أوربي آخر.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.