المحكمة الاوربية تؤيد قرار سلطات جنيف
ايد قرار صادر عن المحكمة الاوربية لحقوق الانسان، منع سلطات جنيف، مدرسة متحجبة من الاستمرار في عملها عام ستة وتسعين.
السيدة لوسيا دحلاب، مسلمة سويسرية عملت منذ عام تسعين في المدارس الابتدائية في كانتون جنيف، لجأت الى المحكمة الاوربية بعد استنفاد جميع الوسائل القانونية في سويسرا.
القرار بمنعها من ممارسة مهنة التدريس، صدر قبل خمسة اعوام عن وزيرة التعليم العمومي في كانتون جنيف، مارتين برونشفيغ غراف « Martine Brunschwig Graf » استنادا الى مبدإ الفصل بين الدين والدولة في الدويلة، وخاصة في المؤسسات التعليمية العامة.
القضية اثارت منذ اندلاعها، جدلا واسعا في جنيف وفي المناطق المتحدثة بالفرنسية، نظرا لحداثة العهد بازمة الحجاب في المدارس الفرنسية المجاورة وبسبب الاختلاف الواضح في المعالجة بين البلدين.
فسويسرا، وباتفاق جميع وزارات التعليم المحلية وبدعم القرارات الصادرة عن المحكمة الفدرالية العليا، ارتأت منذ عدة سنوات عدم منع المسلمات المحجبات من متابعة الدروس في كل مراحل التعليم، مستندة الى ان هذا الامر شخصي لا دخل للدولة فيه.
الا ان المسؤولين في جنيف، برروا قرارهم منع السيدة دحلاب، التي اسلمت في عام واحد وتسعين، بضرورة الحفاظ على حياد المؤسسة التعليمية تجاه جميع المعتقدات الدينية واعتبروا ان ارتداء مدرسة للحجاب، يخرق هذا الحياد.
وقد اقتنعت محكمة سترازبورغ بتبريرات سلطات جنيف، وقالت في الحكم الصادر عنها “انه يبدو من الصعب التوفيق بين ارتداء الحجاب الاسلامي و رسالة التسامح واحترام الاخر والمساواة وعدم التمييز، التي يجب ان يبلغها أي مدرس في نظام ديموقراطي الى تلاميذه” حسب ما جاء في نص قرار المحكمة.
وشددت المحكمة، وهي اعلى سلطة قضائية على المستوى الاوربي، على ان قرار الحظر الصادر ضد المدرسة المسلمة، “لم يكن موجها ضد معتقداتها الدينية، لكنه هدف الى حماية حريات الاخرين اضافة الى النظام والامن العموميين”، وهو تبرير سيثير بلا شك المزيد من الجدل، لان هذه القضية لا تعني سويسرا فحسب، بل كل البلدان الاوربية بدرجات متفاوتة.
وزيرة التعليم العمومي في كانتون جنيف، عبرت عن ارتياحها لقرار المحكمة الاوربية – الذي لا يمكن الاعتراض عليه – واعتبرت انه جاء مؤيدا لقرار وزارتها. لكنها حرصت على التذكير بالموقف الرسمي من التلميذات المرتديات للحجاب، وهو موقف لا يعارض استمرارهن في الدراسة، شريطة متابعتهن لجميع المواد بدون استثناء.
يشار الى ان السيدة لوسيا دحلاب، لازالت تعمل ضمن وزارة التعليم العمومي في جنيف، وانه لم يتسن لنا الاتصال بها لغيابها حاليا عن سويسرا.
كمال الضيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.