مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

النساء السويسريات يوحدن صفوفهن

بعد انتخابات الحكومة الفدرالية يوم 10 ديسمبر 2003، خرج آلاف النساء إلى شوارع سويسرا في مظاهرات احتجاجية Keystone Archive

لم تهضم النساء في سويسرا فشـل المُرشحات في انتخابات إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية التي لم تعُد تضُم سوى وزيرة واحدة.

وللمطالبة بتمثيل سياسي أفضل لهن، تحالفت نائبات ومسؤولات من الأحزاب الوطنية الرئيسية، يمينية ويسارية، لتحضير مؤتمر نسائي وطني من المفترض أن يعقد عام 2005.

تقول باربارا بيريارد النائبة في الحزب الراديكالي: “صُدمت بالطريقة التي تمت بها التضحية بِرُوت ميتزلر وكريستين بيرلي في انتخابات العاشر من ديسمبر الماضي. إنها لم تكن مسألة كفاءة، بل كونهما نساء لعب دورا هاما جدا”.

نتائج الانتخابات الحكومية الأخيرة كانت كافية لالتحاق النائبة بيريارد بنضال الحركات النسائية. ولم يكن هذا التيار يجتذب في السابق هذه المتحدثة باسم نائبات الحزب الراديكالي السويسري.

وقد انضمت النائبة بيريارد مساء الأربعاء 04 فبراير الجاري إلى عدد من السياسيات اللاتي اجتمعن في برن لإطلاق فكرة عقد مؤتمر وطني للنساء، سيكون السادس من نوعه في تاريخ البلاد.

وكانت 11 سيدة على موعد في العاصمة للتحضير لهذا الحدث: اثنان من كل حزب مشارك في الحكومة التي تضم أربعة أحزاب رئيسية، ونائبة من حزب الخضر وممثلة للحزب الليبرالي (يمين) ونائبة من الحزب الديمقراطي الفدرالي (اليمين البروتستانتي).

انضمام اليمين للنضال النسائي

التحاقُ نائبات اليمين بركب النشاطات والمطالب النسائية يعد أمرا جديدا. وتقول النائبة الراديكالية باربارا بيريارد في هذا السياق: “لم نعد نخاف من تلك الكلمة(أي النسائية). فبالنسبة لي، لا يتعلق الأمر بتحرك ضد الرجال، بل بالتزام من أجل النساء”.

وقد أعربت نائبة الأمين العام للحزب الاشتراكي كاترين شايديغير-أوغي، التي كانت حاضرة في برن، عن سعادتها لطرق نائبات اليمين أبواب العمل النسائي.

وتقول السيدة شايديغير-أوغي “في أحزاب اليسار، ليست لدينا مشاكل التمثيل النسائي التي تعاني منها الأحزاب البورجوازية. لكننا ناضلنا طويلا قبل تحقيق ذلك، وإنه لأمر إيجابي التمكن من إطلاع زميلاتنا على الأسلوب الذي انتهجناه (لبلوغ هدفنا).

وتضيف ممثلة الحزب الاشتراكي أنه من المهم أن تُظهر النساء أنهن “قادرات على إنجاز عمل مشترك بغض النظر عن انتماءاتهن الحزبية”.

المساواة لازالت بعيدة المنال..

وبعد مرور 30 عاما عن منح النساء حق التصويت والترشح على المستوى الفدرالي، و20 عاما عن تدوين مبدأ المساواة في الدستور، مازال الطريق طويلا في سويسرا لضمان المساواة بين الرجال والنساء.

وتستنتج النائبة الراديكالية باربارا بيريارد أن “المساواة تظل شكلية وليست مادية. وتقول: “اليوم باتت أوجه عدم المساواة أكثر دقة من تلك التي كانت سائدة في حقبة الصراعات النسائية الكبيرة التي لم تشهدها نساء الجيل الذي أنتمي إليه”.

من جهتها، صرحت نائبة الأمين العام للحزب الاشتراكي كاترين شايديغير-أوغي “إن صورة المرأة مازالت هي صورة الأم وربة البيت. عندما تسوء الأوضاع الاقتصادية، نلحظ عودة إلى قيم الماضي”.

زهاء عامين من التحضير..

ولم يتم لحد الآن تحديد موعد المؤتمر النسائي الوطني بصفة رسمية. لكن تقرر مبدئيا عقده في عام 2005. وترى النائبة الراديكالية باربارا بيريارد أن تاريخ 10 ديسمبر الرمزي قد يكون مناسبا.

وتعتزم النساء حشد الدعم لقضايا جوهرية مثل التأمين على الأمومة الذي من المقرر أن يطرح في استفتاء شعبي في أكتوبر القادم.

ولن يكون التحضير للمؤتمر الوطني مهمة هينة، حيث سيتم تشكيل فريق عمل سيتولى بحث جملة من المطالب الملموسة. وستعقد النائبات أول إجتماع لهن في منتصف شهر مارس القادم.

ومن بين هذه المطالب اعتماد نظام الحصص للنساء في مختلف الهيئات السياسية للبلاد. وكان الناخبون السويسريون قد رفضوا بنسبة 82% مبادرة شعبية بهذا المضمون في 12 مارس عام 2000. رغم ذلك ظلت النائبات الاشتراكيات متمسكة بالفكرة وقدمتها مؤخرا على شكل مقترح للبرلمان الفدرالي.

وتقول النائبة الراديكالية باربارا بيريارد إن هذه المسألة لم تعد من المحرمات، مشيرة إلى ضرورة “تقييم التجارب التي أُنجزت في الخارج، ليس فقط في المجال السياسي لكن أيضا في المجال الاقتصادي”.

غير أن الخبيرة في الشؤون السياسية ريغولا شتامفلي ترى أن عقد المؤتمر فحسب لا يكفي حيث تقول: “من الأجدر أن تتشكل حركة نسائية ملتزمة تؤثر في الملفات الصعبة مثل الإباحية والتمييز على أساس الجنس في الإعلانات”.

وتشدد الخبيرة على ضرورة أن تتبنى هذه الحركة لهجة حازمة وأن تقوم بحملات دقيقة. وأخيرا تعتقد السيدة شتامفلي أن “النساء ستحصل من خلال شغل مناصب هامة في المجال الاقتصادي والإعلامي والإداري على أكثر مما يمكن أن تحققه في الحقل السياسي”.

سويس انفو

تضم الحكومة الفدرالية الحالية المتكونة من سبعة مستشارين سيدة واحدة فقط هي وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي، بينما كانت تضم التشكيلة السابقة سيدتين.
لا تمثل النساء سوى 25% من إجمالي النواب في غرفتي البرلمان الفدرالي
لم تحصل النساء السويسريات على حق التصويت على المستوى الوطني إلا في عام 1971

منذ نهاية القرن 19، شهد تاريخ الحركات النسائية في سويسرا خمس محطات رئيسية:
-1896:اجتمعت رائدات الحركة النسائية في جنيف لعقد “المؤتمر من أجل مصالح المرأة”. وتركزت المطالب بوجه خاص على التكوين وولوج سوق العمل
-1921:انعقد مؤتمر ثاني في برن للمطالبة بحق التصويت والترشح الذي لن يُمنح لهن على المستوى الفدرالي إلا بعد مرور خمسين سنة!
-1946: شاركت المزارعات والنساء الاشتراكيات والنساء الكاثوليكيات لأول مرة في المؤتر الثالث الذي انعقد في زيوريخ. تمحور اللقاء حول حفظ السلام والالتحام الوطني
-1975: أطلقت النساء في مؤتمر برن فكرتين: الأولى كانت على شكل مبادرة تطالب بالمساواة تمخض عنها إضافة بند في الدستور عام 1981، والثانية دعت إلى إنشاء جهاز فدرالي مختص بشؤون المرأة. وقد رأى هذا الجهاز النور في عام 1988
-1996:انعقد المؤتمر الخامس في برن أيضا تحت شعار “المستقبل النسائي”. صادق على 75 قرارا من أبرزها التأمين على الأمومة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية