اليمين المعارض لـ”شنغن” يـُهاجـم بـرن
قبل خمسة أسابيع من تصويت الناخبين السويسريين على اتفاقية شنغن ومعاهدة دبلن، ثارت جمعية العمل من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة على الحكومة الفدرالية.
فخلال تجمع لها يوم السبت 30 أبريل في العاصمة برن، طالبت الجمعية بأن تـُوقف برن دعايتها الـ”الموالية لأوروبا” وسياسة كم المعارضين للاتفاقيتين الأوروبيتين.
أمام حوالي ألف مشارك في تجمع التأم في العاصمة الفدرالية يوم السبت 30 أبريل الماضي، دعا رئيس جمعية العمل من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة (ASIN) بيرمين شفاندر إلى التصويت بـ”لا” يوم 5 يونيو القادم على الاستفتاء الشعبي حول انضمام الكنفدرالية لاتفاقية “شنغن” (المتعلقة بالتعاون القضائي والأمني) ومعاهدة “دبلن” (الخاصة باللجوء).
وشدد السيد شفاندر على أن المصادقة على الاتفاقيتين لن “تؤدي سوى إلى رفع نسبة الإجرام وفقدان سويسرا لسيادتها”، خاصة أن شنغن تُعد “القطار المباشر” نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على حد تعبيره.
وتعتقد جمعية العمل من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة أن أعضاء الحكومة الفدرالية وموظفي الكنفدرالية يعطون صورة مخادعة عن شنغن بهدف الضغط على المواطنين.
وقد صادق مندوبو الجمعية في نفس المناسبة بالإجماع على قرار يطالب الحكومة بإلحاح بـ”التوقف الفوري عن هذا التجاوز للسلطة الذي يسيء للديمقراطية”.
“حكومة مُدمرة للديمقراطية”
واتهم مندوبو الجمعية -التي تعتبر “قوة اقتحام” حزب الشعب السويسري اليميني المتشدد- الحكومة الفدرالية بتنفيذ “دعاية دولة” واصفين إياها بـ”مدمرة الديمقراطية”.
وورد في قرار الجمعية أن “الشرطة وحرس الحدود وموظفين آخرين معارضين لـشنغن تعرضوا للكم” وأن “ظروف النقاش حول شنغن تـُذكر بجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة”.
وحذر رئيس الجمعية بيرمين شفاندر، وهو أيضا عضو في حزب الشعب السويسري، من فقدان سويسرا لسيادتها ومن “الإجرام بلا حدود” اللذين سينجمان عن الالتحاق بشنغن ودبلن.
ويرى شفاندر أن إلغاء التفتيش على الحدود سيسمح لحوالي 140 ألف شخص من الذين يـُطردون سنويا من الكنفدرالية بالتسلل مجددا إلى التراب السويسري وبدون أية عراقيل.
من أجل “شنغن خفيفة”
وبمناسبة انتخابه في لجنة جمعية العمل من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة، ألقى النائب عن حزب الشعب السويسري أوسكار فريسينغر (من كانتون فالي) خطابا حذر فيه من ان الموافقة على شنغن ستؤدي إلى اتخاذ عدد متزايد من القرارات المتعلقة بالحياة اليومية للسويسريين في بروكسل. وأعرب فريسينغر عن دعمه لاعتماد صيغة “شنغن الخفيفة” التي عرضها وزير العدل والشرطة كريستوف بلوخر (من حزب الشعب السويسري) والتي تقترح الإبقاء على عمليات التفتيش في المناطق الحدودية.
وقد دعم المشاركون أيضا وجهات نظر البروفيسور غيرد هابرمان، مدير معهد للمقاولين في برلين. وقد أعرب هابرمان (وهو أصيل كانتون شفيتز) عن اعتقاده أنه “طالما لم يغير الاتحاد الأوروبي صورته الإمبريالية، فلا مجال على الإطلاق لانضمام سويسرا إليه”، مؤكدا على أن “أوروبا تحتاج إلى سويسرا مستقلة” حسب قوله.
وقال البروفيسور هابرمان إن السويسريين سيُقدمون يوم 5 يونيو القادم على اتخاذ قرار ستترتب عليه انعكاسات هامة، إذ سيختارون بين التضحية بمراقبة حدودهم أو البقاء “أسياد حدودهم” على حد تعبيره.
أما مدير جمعية العمل من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة هانس فير، وهو أيضا نائب حزب الشعب السويسري (في كانتون زيورخ)، فقد هاجم وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي التي تُجسد في رأيه “التفويت في استقلال البلاد بأبخس الأثمان”.
“لا” من الأحزاب اليمينية الصغرى
من جهتهم، دعا مندوبو حزب الاتحاد الديمقراطي الفدرالي بالإجماع إلى التصويت بـ”لا” على اتفاقية شنغن ومعاهدة دبلن.
وأعرب الحزب عن اعتقاده أن إلغاء التفتيش على الحدود سيعني “التخلي عن أحد رموز سيادتنا، وخطوة إضافية باتجاه الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي”.
أما حزب الحرية (يميني متشدد) الذي اجتمع يوم السبت 30 أبريل في رايدن بلوسيرن، فقد اعتبر القبول بشنغن ودبلن “خطوة أولى داخل الاتحاد الأوروبي سينجم عنها ارتفاع الإجرام”.
تحذير من انعزال متزايد..
ويشار إلى أن سبر الآراء الرابع الذي قام به معهد “GFS” في برن حول موضوع شنغن/دبلن لحساب هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية كشف يوم الجمعة 29 أبريل الماضي أن 62% من الناخبين السويسريين قد يصوتون بـ”نعم” على الاتفاقيتين، أي بارتفاع ملحوظ مقارنة مع الاستفتاءين السابقين.
وفي مدينة برن العتيقة، تجمع يوم السبت 30 أبريل أيضا حوالي خمسين عضوا من “الحركة الأوروبية السويسرية الجديدة” (NOMES). ودعت الحركة إلى المصادقة على شنغن ودبلن وأيضا على توسيع اتفاق حرية تنقل الأشخاص ليشمل الدول العشر الجديدة في الاتحاد الأوروبي (والذي سيطرح على التصويت في استفتاء شعبي يوم 25 سبتمبر القادم).
وتعتقد الحركة أنه يجب على سويسرا أن تتفادى المزيد من الانعزال وأن تدافع عن مصالحها عبر اعتماد “سياسة خارجية بناءة”. كما ترى أن المصادقة على شنغن ودبلن ستوفر أفضل الظروف لمناقشة إيجابيات وسلبيات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل.
سويس انفو مع الوكالات
تأسست جمعية العمل من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة (ASIN) في 19 يونيو عام 1986 من قبل أعضاء من حزب الشعب السويسري اليميني المتشدد.
تضم اليوم قرابة 46 ألف عضو.
كان وزير العدل والشرطة كريستوف بلوخر رئيسها الأول (إلى غاية 15 أبريل 2004) قبل انضمامه للحكومة الفدرالية
في عام 2004، حل محل السيد بلوخر السيد بيرمين شفاندر.
في عام 1992، حققت الجمعية أكبر نجاح لها عندما رفض الناخبون السويسريون انضمام بلادهم إلى المجال الاقتصادي الأوروبي (EEE).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.