انتقاد وتحذير من جبهة البوليزاريو
اتهم ممثل جبهة البوليزاريو في أوروبا المغرب بممارسة "حرب استنزاف"، وانتقد تدخل فرنسا "لإفشال كل مخططات التسوية" الرامية إلى حل صراع الصحراء الغربية.
وقد نظمت جبهة البوليزاريو مظاهرة أمام مبنى الأمم المتحدة قوبلت بمظاهرة مضادة من تنظيم تجمع المغاربة في أوربا المنحدرين من الأقاليم الصحراوية.
إضافة إلى تطرق لجنة حقوق الإنسان لموضوع الصحراء الغربية في إطار بند حق تقرير المصير، ومصادقة اللجنة بمبادرة من رئيسها على لائحة مخففة تدعو كل الأطراف إلى العمل على تطبيق مخطط السلام المتفق حوله، وتسهيل مهمة مبعوث الأمين العام السيد جيمس بيكر، تم تسليط الأضواء على هذا الصراع المنسي من خلال حدثين:
الأول: الندوة الصحفية التي نظمها ممثل جبهة البوليزاريو في أوربا الوزير محمد سيداتي والتي ذكر فيها بمراحل الصراع الصحراوي والمراحل المتوقعة من مخطط السلام او ما تبقى منه. وهي الندوة التي تحدثت خلالها السيدة كريتسيان بيرغو ممثلة اللجنة السويسرية لدعم الشعب الصحراوي، عن المضايقات التي يتعرض لها المواطنون الصحراويون من قبل السلطات المغربية عندما يحاولون القدوم إلى جنيف لشرح وضعيتهم أمام لجنة حقوق الإنسان.
وقد ساهمت المحامية ميراندا نافارو من جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في إسبانيا في إلقاء بعض الضوء على بعض الممارسات القضائية المطبقة على الصحراويين في المناطق الصحراوية الواقعة تحت إشراف المغرب.
أما الثاني فتمثل في المظاهرة التي نظمتها جبهة البوليزاريو أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف صباح الجمعة 16 أبريل الجاري لدعم مطالب الشعب الصحراوي، والتي قوبلت بمظاهرة مضادة غير مرخص بها نظمتها جمعيات المغاربة في أوربا المنحدرين من الأقاليم الصحراوية الذين رددوا شعارات “تدين انتهاك حقوق المواطنين المحتجزين في مخيمات تندوف”.
“حرب استنزاف”
ممثل جبهة البوليزاريو في أوروبا السيد محمد سيداتي، وبعد التذكير بالمراحل التي قطعها مخطط الأمم المتحدة لتسوية صراع الصحراء الغربية منذ العام 1991، انتهى في لقاء مع الصحافة الدولية في جنيف إلى خاتمة مفادها أن “المغرب يرغب اليوم في شل هذا المسار بعد أن اتضح له أن تطبيق مخطط التسوية كما هو، قد يعني تحقيق استقلال الصحراء الغربية، وفقدان هذا التراب الذي يحتله في انتهاك لقرارات الشرعية الدولية”.
ويرى السيد محمد سيداتي أن “المغرب يحاول إيجاد حلول بديلة عن مخطط السلام المتفق بشأنه بهدف تهيئة الظروف لعملية ضم تدريجية ومبرمجة”. لكنه أضاف أن المغرب “فشل في تحقيق ذلك بفضل كفاح الشعب الصحراوي من جهة، ولأنه يرغب في التخلي عن مخطط قبلته جميع الأطراف وبتزكية من المجموعة الدولية من جهة أخرى”.
ويعتبر ممثل جبهة البوليزاريو في أوروبا أن المغرب يلجأ اليوم إلى ما أسماه “بحرب استنزاف” في مواجهة المجموعة الدولية.
“لا مغرب عربي بدون حل مشكل الصحراء”
ولئن اعتبر السيد سيداتي أن الحل الجديد المقترح من قبل مبعوث الأمين العام للصحراء الغربية الأمريكي جيمس بيكر، الذي ينص على مرحلة انتقالية لمدة خمسة أعوام من حكم شبه ذاتي قبل تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير “هو دون مستوى الحل الأممي الأولي”، فإنه يعتبر أن ميزته تكمن في كونه قابل للتطبيق”، وقد يفضي على المدى البعيد إلى استقلال الصحراء الغربية”.
لكن الممثل الصحراوي يرى أن “المغرب قد أمهل من قبل المجموعة الدولية حتى نهاية شهر أبريل للرد على الاقتراحات الأممية” متسائلا عن الموقف الذي ستتخذه الأمم المتحدة والمجموعة الدولية إذا ما رفض المغرب مرة أخرى او تباطئ في تطبيق التزاماته.
وبعد أن ذكََّّّر ممثل جبهة البوليزاريو أمام الصحافة الدولية في جنيف بخطورة الوضع في المنطقة، حذر من أن أية محاولات لدمقرطة وبناء المغرب العربي “لن يكتب لها النجاح بدون إيجاد حل لمشكل الصحراء الغربية”.
تحذير لا تهديد
في الوقت نفسه استعرض ممثل جبهة البولزاريو في أوروبا مراحل مخطط السلام في الصحراء الغربية والمشاكل التي تعترضه من وجهة نظره، ثم انتهى إلى التحذير من أن “الشعب الصحراوي لن يبقى إلى الأبد مكتوف الأيدي”، وذلك في إشارة إلى احتمال استئناف العمل العسكري.
كما انتقد ممثل جبهة البوليزاريو ازدواجية مواقف فرنسا في دعوتها إلى احترام الشرعية الدولية عندما يتعلق الأمر بالعراق، إذ يرى السيد سيداتي “أن هذه الشرعية الدولية تُنتهك أيضا في الصحراء الغربية، وأن مصداقية الموقف الفرنسي قد تتعزز لو تعلق الأمر بدعم الشرعية الدولية حيثما انتهكت”.
ويذهب السيد سيداتي إلى حد اعتبار أن “فرنسا لها مسؤولية لوجيستية في هذا الاحتلال اللامشروع للصحراء الغربية” من خلال الدعم الذي تقدمه للمغرب، على حد قوله.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.