مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انعدام الأمل بإيجاد ناجين من حادث تحطم طائرة في النيبال

عناصر إنقاذ يسحبون جثة ضحية من ضحايا تحطم طائرة تابعة لخطوط ييتي الجوية في بوخارا في النيبال في 16 كانون الثاني/يناير 2023 afp_tickers

بات الأمل بالعثور على ناجين في حادث تحطم طائرة في النيبال كان فيها 72 شخصا، “معدوما” على ما ذكرت السلطات التي أعلنت يوم حداد وطني الاثنين.

وعلّق عناصر الانقاذ النيباليون مساء الاثنين عمليات البحث الليلية عن ثلاثة مفقودين في حطام الطائرة التي سقطت في واد عمقه 300 متر بين مطار بوخارا القديم الذي بني العام 1958 والمطار الدولي الجديد الذي افتتح في الأول من كانون الثاني/يناير الحالي ويشكل مدخلا لهواة النزهات الجبلية من العالم بأسره.

وأعلنت السلطات عثورها على 69 جثة حتى الآن، فيما يجري تشريح 24 جثة.

وتحطمت الطائرة آي تي آر 72 التابعة لشركة الطيران ييتي والآتية من العاصمة كاتماندو التي كانت تقل 72 شخصا هم 68 راكبا وأربعة من أفراد الطاقم، عند حوالى الساعة 11,00 (05,15 ت غ) الأحد عند اقترابها من مطار بوخارا المحلي.

وقال تيك باهادور ك.س. مسؤول منطقة تاكسي حيث تحطمت الطائرة الأحد “نصلي لحدوث معجزة. لكن الأمل بالعثور على أحياء معدوم”.

وأعلن يوم حداد وطني جراء أسوأ كارثة جوية يشهدها البلد الواقع في جبال الهملايا منذ العام 1992.

وأضاف تيك باهادور ك.س. “لا يزال هناك ثلاث جثث مفقودة. عُلّقت عمليات البحث لليوم. سنستأنف عمليات البحث صباح الغد”. ولم يتمّ العثور على الصندوق الأسود، على حدّ قوله.

– السبب مجهول –

ولا يزال سبب الحادث مجهولا إلا أن مقطعا مصورا نشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتحقق من صحتها شريك لوكالة فرانس براس، تظهر الطائرة المجهزة بمحركين تجنح فجأة يسارا عند الاقتراب من مطار بوخارا مع سمع دوي انفجار قوي.

وقال الخبير في القطاع الجوي غريغ والدون لوكالة فرانس برس إنه، من خلال مشاهدته للفيديو، بدت الطائرة وكأنها في حالة “انزلاق الجناح”، ما يعني أن أحد الأجنحة لم يعد يدعم فجأة ثقل الطائرة.

وأضاف والدون، وهو رئيس تحرير مجلة “فلايت غلوبال” المتخصصة، “إذا كنتم على ارتفاع منخفض، تشكّل حادثة كهذه مشكلة كبيرة”.

واعتبر الخبير في الطيران في جامعة سنغافورة للإدارة تيرينس فان، بعدما شاهد الفيديو نفسه، إن تحديد ما إذا كان سبب الحادث هو خطأ طيار أو عطل ميكانيكي أمر مستحيل”.

ومن المتوقع أن يصل فريقًا من الخبراء من مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي للطيران المدني الثلاثاء إلى النيبال للمشاركة في التحقيق في ملابسات الحادثة.

وقال سودارشان بارتولا، المتحدث باسم خطوط ييتي الجوية، إن كان ثمة 15 أجنبيا في الطائرة هم خمسة هنود وأربعة روس وكوريان جنوبيان إضافة إلى أربعة ركاب من الأرجنتين وأستراليا وفرنسا وايرلندا. والركاب الآخرون نيباليون.

وعثر على هيكل الطائرة المشتعل في واد عمقه 300 متر.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الاثنين “وردتنا معلومات محزنة جدا من النيبال بتحطم طائرة تنقل الكثير من الركاب”.

وقالت شركة آي تي آر المصنعة للطائرة في بيان إن الطائرة من طراز آي تي آر 72-500، مؤكدة أن اختصاصييها “ملتزمون تماما” دعم التحقيق لشركة ييتي.

ونشر شاهد العيان أرون تامو على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا مباشرا للهيكل الذي اشتعلت فيه النيران وقال لوكالة فرانس برس “كنت أسير عندما سمعت انفجارا مدويا وكأن قنبلة انفجرت”.

شهد قطاع الطيران في النيبال ازدهارا في السنوات المنصرمة وهو يعتبر حيويا لنقل البضائع والأفراد إلى مناطق يصعب الوصول إليها، فضلا عن أهميته للسياح ومتسلّقي الجبال الأجانب، غير أنه واجه مشكلة في ضمان سلامة الرحلات بسبب عدم كفاءة الطيارين والنقص في الصيانة.

ومنع الاتحاد الأوروبي كل شركات الطيران النيبالية من دخول مجاله الجوي لأسباب تتعلق بالسلامة.

ويضم هذا البلد بعضا من أصعب المدرجات إذ تحيط بها قمم يشكل الاقتراب منها تحديا حتى بالنسبة إلى أكثر الطيارين خبرة.

– أحوال جوية متغيرة –

يقول مشغلو الطائرات إن النيبال تفتقر إلى المنشآت التي تتيح توقع الأحوال الجوية الدقيقة خصوصا في المناطق الجبلية النائية.

يتغير الطقس أيضا بسرعة في الجبال ما يجعل ظروف الطيران أكثر صعوبة.

في أيار/مايو الماضي أدى تحطم طائرة Twin Otter تابعة لشركة تارا النيبالية إلى مقتل 22 شخصا بعيد إقلاعها من بوخارا. وعثر على الحطام بعد يوم، عند حافة جبل على ارتفاع 4400 متر.

على أثر هذه المأساة شددت السلطات القوانين بحيث لم يعد يسمح للطائرات بالتحليق إلا بعد التأكد من أن الأحوال الجوية مواتية طوال الرحلة.

عرفت النيبال أسوأ الكوارث الجوية بتاريخها في أيلول/سبتمبر 1992 عندما قضى 167 شخصا كانوا في طائرة إيرباص A300 تابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية تحطمت لدى اقترابها من كاتماندو.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية