بداية عودة اللاجئين إلى جنوب السودان
شرعت المفوضية السامية لشئون للاجئين في إعادة اللاجئين السودانيين إلى جنوب السودان بعد حوالي عقدين من الصراع المسلح.
صعوبة ظروف المعيشة في الجنوب وتأثيرات عشرين عاما من الحرب الأهلية لن تسمح في الوقت الحالي إلا بعودة تجريبية لحوالي 150 لاجئا من بين حوالي نصف مليون.
أعلنت المفوضية السامية لشئون اللاجئين في جنيف صباح الثلاثاء 13 ديسمبر، عن الشروع رسميا في العودة الطوعية للاجئين السودانيين إلى الجنوب السوداني.
وأعلنت السيدة جنيفر باغونيس أن “المفوضية ستشرع يوم 17 ديسمبر في إعادة مجموعة تقل عن 150 لاجئا في أول تحرك رمزي لإعادة اللاجئين الراغبين في العودة إلى أراضيهم”.
عينة من بين نصف مليون
التجربة التي ستقوم بها المفوضية السامية لشئون اللاجئين في نهاية الأسبوع الجاري، تعتبر أول محاولة رسمية لإعادة حوالي 500 ألف لاجئي سوداني فروا إلى البلدان المجاورة بسبب الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ حوالي عقدين من الزمن.
وستتخذ هذه العملية شكل رحلة على متن طائرتين تنقلان اللاجئين من مخيم كاكوما بعد أن يتم نقل ما لديهم من أمتعة قبل يوم من ذلك على متن طائرة نقل بضائع.
أما الفوج الثاني ، فسيسافر برا على متن شاحنات يوم السبت 17 ديسمبر لكي يستقبل من قبل سلطات جنوب السودان في مقاطعة نادابال، قبل أن يتفرع إلى رحلتين إحداهما تتوجه نحو مدينة كابيوتا والثانية نحو مدينة شوكودوم.
وقالت المفوضية السامية لشئون اللاجئين إن هؤلاء اللاجئين العائدين سيتم منحهم مساعدات وأغذية تكفي لسد حاجياتهم لمدة أسبوعين في انتظار تولي برنامج الغذاء العالمي مهمة توزيع الأغذية على نطاق أوسع في جنوب السودان ابتداء من شهر يناير القادم.
4 ملايين مرحل داخلي
ونظرا لتدهور البنية التحتية في جنوب السودان بسب أكثر من عشرين عاما من الحرب الأهلية وتعذر تطهير الحقول والطرقات من بقايا الألغام، ترى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أنه من الصعب التكهن بالمدة التي ستستغرقها عملية إعادة حوالي نصف مليون لاجئي سوداني من بينهم 204 ألف في أوغندا، و90 ألف في إثيوبيا و69 ألف في جمهورية الكونغو الديمقراطية، و65 ألف في كينيا، و36 في جمهورية إفريقيا الوسطى، و30 ألف في مصر، و714 في أريتريا.
والمشكلة التي تواجه المفوضية السامية لشئون اللاجئين وباقي المنظمات الإنسانية في جنوب السودان كونها مضطرة لعدم التفريق بين تقديم الإغاثة للاجئين العائدين وبين مراعاة احتياجات حوالي أربعة مليون مرحل داخلي يعانون من نفس النقص داخل مناطق الجنوب.
ولتفادي خلق حساسيات بين الفئتين تراعي المنظمات الإنسانية معاملة الكل بنفس الطريقة في محاولة لخلق جو تآلف بين من مكثوا على عين المكان وبين العائدين من المخيمات الموزعة على الدول المجاورة.
يشار أخيرا إلى أن المفوضية تسمح للاجئين الراغبين في العودة إلى أراضيهم بإرسال بعثة للوقوف على واقع المناطق التي يرغبون العودة لها قبل اتخاذ قرار العودة النهائي، وهو ما قام به وفد عن لاجئي مخيم كاكوما قبل الشروع في العملية المقررة لهاية الأسبوع الجاري.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.