برن تفتح ملف حقوق الإنسان مع طهران
يواصل وفد من وزارة الخارجية السويسرية زيارة رسمية إلى إيران تستغرق يومين بهدف فتح الحوار مع سلطات طهران حول ملف حقوق الإنسان.
وتأتي الزيارة في وقت ينتاب المجتمع الدولي قلق متنام من البرنامج النووي لإيران ومدى التزام طهران بمحاربة الإرهاب وتعاملها مع المُنشقين عن النظام.
يقول السيد سيمون أمّان عضو وفد وزارة الخارجية السويسرية الذي يزور طهران يومي 13 و14 أكتوبر إن عاملين اثنين يقفان وراء البادرة السويسرية: أولا، عدم احترام حقوق الإنسان في إيران، وثانيا، العلاقات الجيدة التي تربط البلدين رغم كل شيء.
وتمثل سويسرا المصالح الأمريكية في إيران منذ أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 والتي أدت إلى قطع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.
وسيتباحث الوفد السويسري بقيادة الدبلوماسي بيتر ماورر مع مسؤولين إيرانيين سامين حول سجل طهران فيما يتعلق بحقوق الإنسان. ويعتزم الوفد التركيز في هذه المحادثات على العقوبات الجسدية والرجم وظروف اعتقال المساجين. كما سيبلغ الجانب الإيراني باستعداد برن لتقديم الدعم اللازم لتكوين العاملين في المؤسسات السجنية.
وقد أعرب السيد سيمون أمّان عن قناعته بأن هذا المشروع الطويل الأمد، سيثمر في النهاية. ويضيف المسؤول “ربما لا تتمتع سويسرا بوزن ثقيل في الساحة السياسية، لكنها ليست وحيدة. إن الإتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا بدأت قبلنا محادثات مع إيران حول قضايا حقوق الإنسان”.
التجربة السويسرية في الصين
ويذكر أن برن كانت قد فتحت الحوار حول ملف حقوق الإنسان مع الصين قبل 12 عاما، لكن العديد منظمات حقوق الإنسان تنتقد اليوم المبادرة السويسرية حيث تقول إنها لم تبلغ إلا نسبة قليلة من الأهداف التي حددتها في البداية.
غير أن المسؤول عن المشروع باسكال بايرسفيل من وزارة الخارجية السويسرية يجرد حصيلة أكثر تفاؤلا حيث يذكر بأن برن كانت أول عاصمة فتحت الحوار مع بيجين وحققت بعض الإنجازات مثل تحرير المعتقلين السياسيين في التيبيت.
وأضاف السيد بايرسفيل قائلا: “في مثل هذه المفاوضات، لا يمكنك أن تطمح في قلب الأوضاع بين عشية وضحاها، نحن نحاول تقديم مساعدتنا لبلد في طور التغيير ونسعى لبلوغ الهدف خطوة بخطوة”.
وفي سويسرا، أعربت العديد من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عن سعادتها لقيام وفد وزارة الخارجية السويسرية بزيارة رسمية إلى طهران. وأعرب ألان بوفار من الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية عن اعتقاده أن برن تتمتع بحظوظ أوفر للنجاح في مفاوضاتها مع إيران مقارنة مع تجربتها في الصين. وصرح السيد بوفار في هذا السياق: “سويسرا تحظى باحترام أكبر من قبل طهران، على خلاف الصين.”
في المقابل، قال السيد بوفار إنه يتعين على الوفد السويسري أن يكون حريصا ومتشددا في محادثاته مع السلطات الإيرانية، مضيفا أنه يجب على إيران أن تحقق إنجازات ملموسة في مجال حقوق الإنسان تتجاوز نطاق حوار بسيط حول هذا الملف.
سويس انفو
مازالت الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إيران بسبب إتهامات دعم الإرهاب الموجهة للجمهورية الإسلامية
منذ انتخاب الرئيس محمد خاتمي في 1997، بدأت العلاقات بين إيران والدول الغربية تتحسن تدريجيا
غير أن البرنامج النووي الإيراني ظل مصدر توتر مزمن مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
يوم الجمعة 10 أكتوبر 2003، فازت المحامية الإيرانية شيرين عبادي التي تدافع عن حقوق المرأة وتناضل من أجل ترسيخ الديمقراطية في إيران بجائزة نوبل للسلام
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.