تأييد لمزيد من الانفتاح ودعـم لسويس إنفو
صوت ممثلو السويسريين بالخارج بأغلبية ساحقة في مؤتمرهم السنوي بإنترلاكن لصالح تعميم حرية تنقل الأشخاص لتشمل الدول العشرة التي التحقت بالاتحاد الأوربي حديثا.
كما أيدوا بالإجماع استمرار “سويس إنفو” في أداء مهامها بمكوناتها اللغوية الحالية، وهو ما وعد باحترامه رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون بعد إقرار البرلمان للقانون الجديد.
من بين النقاط التي باشر في مناقشتها المؤتمر السنوي لتنظيم السويسريين في الخارج، المنعقد يومي 1 و 2 سبتمبر في منتجع أنترلاكن بجبال الألب البرناوية، نظرة سويسري الخارج للتصويت القادم حول تعميم حرية تنقل الأشخاص لتشمل رعايا بلدان الاتحاد الأوربي العشرة الجديدة، ومستقبل ” سويس إنفو/ إذاعة سويسرا العالمية عقب مخططات التخفيض وإعادة الهيكلة التي كانت تنوي إدخالها هيئة الإذاعة والتلفزيون وبالأخص مخطط إلغاء الأقسام الأجنبية ومن بينها القسم العربي.
أغلبية ساحقة مع الانفتاح
صوت ممثلو سويسري الخارج بأغلبية ساحقة لصالح انضمام سويسرا الى تطبيق قانون حرية تنقل الأشخاص مع الاتحاد الأوربي ومنح هذا القانون لرعايا الدول العشر التي انضمت أخيرا للاتحاد. وهو المشروع الذي سيعرض على الشعب السويسري في تصويت شعبي في الخامس والعشرين سبتمبر. ولم يعارض القرار سوى خمسة أصوات وهو ما يعكس كون سويسري الخارج وعلى النقيض من سويسري الداخل يرون أن مزايا القرار أكثر من نقائصه.
في دور المناصر تدخل السفير أورس بوخر من مكتب الاندماج بوزارة الخارجية والذي ركز على أن ” التصويت ضد القرار معناه الإقرار بأن في أوربا بلدانا من الدرجة الأولى وبلدانا من الدرجة الثانية” وهو ما يراه غير مقبول أوربيا ، متسائلا : هل ستقبلون لو أقدم الاتحاد الأوربي على التعامل فقط مع الكانتونات التي تصوت بنعم للقرار؟
إلى جانبه تدخل الممثل البرلماني من الحزب الراديكالي ماركوس هوتر الذي حاول تهدئة روع “المبالغين في التخويف من أن فتح الأبواب قد يغرق سويسرا بعمالة من بلدان أوربا الشرقية”. والذي أورد مثال السويد “حيث ظروف العمل والضمان الاجتماعي أحسن بكثير من سويسرا ولكن مع ذلك لم تعمها موجات عمالة أجنبية أكثر مما تحتاج”.
ومن الأصوات المعارضة لعملية الانفتاح والتي أتت لتعبر عن رأيها أمام سويسري الخارج، الممثل البرلماني من حزب الشعب السويسري هانس كاوفمان الذي لم يتردد في تذكير سويسري الخارج بأنهم على النقيض من سويسري الداخل ” لن يدفعوا الثمن” ومذكرا بكل المخاوف التي وردت في حملة المعارضين من “إمكانية تخفيض الأجور الى زيادة البطالة وتعاظم النفقات الاجتماعية المتدهورة أساسا”.
ولكن سويسريي الخارج وعلى غرار رئيس تنظيمهم جورج شتوكي رأوا أن موضوع التصويت القادم حول توسيع حرية تنقل الأشخاص في صالح الحوالي 600 الف سويسري في الخارج “لأنه سيجنبهم الكثير من العراقيل الإدارية التي يواجهونها في بلدان استقبالهم” .
“بوادر أمل” لصالح “سويس إنفو”
منظمة سويسريي الخارج التي كانت منذ بداية أزمة سويس إنفو، أول من سارع لقرع جرس الإنذار في كل الاتجاهات، قررت إدراج موضوع مستقبل سويس إنفو ضمن جدول أعمال مؤتمرها السنوي.
وإذا كان العديد من ممثلي سويسري الخارج ينتظرون مواجهة مسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزة السويسرية التي كانت وراء مخططات التخفيض، للتعبير لهم عن مدى تعلق هذا الجمهور بوسيلته الإعلامية، فإن مسارعة رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزة جون بيار مونش الى الإعلان في بداية تدخله ” عن أن الوقت قد حان لإبداء بوادر أمل”، مشيرا الى احتمال إدخال البرلمان في القانون الجديد الخاص بالإذاعة والتلفزة، فقرة ترغم الحكومة على تمويل نصف الميزانية، وهو ما أدى بالعديد من الحضور الى تليين تدخلاتهم نوعا ما.
ويتوقع رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزة السويسرية أن يستغرق الأمر حوالي سنتين لكي يدخل هذا القرار حيز التطبيق.
وأضاف السيد جون بيار مونش ” لو تم اتخاذ هذا القرار، فإن هيئة الإذاعة والتلفزة ليست غبية لكي تهدم ما قد تطالب بإعادة بنائه غدا ومن هذا المنطلق علينا تأمين تمويل المرحلة الفاصلة”.
وقد ذهب رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزة الى حد التعبير عن “أنه في حال توفر هذا التمويل فإن ذلك سيسمح بتصحيح كل الأخطاء، وسيكون بإمكاننا الاحتفاظ بخدماتنا باللغات العربية والصينية واليابانية والإسبانية والبرتغالية، كما سنحرص على أن تنتقى مواضيع سويس إنفو بشكل يراعي مصالح جمهور دولي”.
وفي ختام تدخله أمام مؤتمر سويسري الخارج أوضح السيد جون بيار مونش بأنه “بهذه الطريقة سوف لن تسترجعوا وسيلة إعلامية كما عرفتموها من قبل، بل ستدعم بعروض أكثر وأوسع مما عرفتم لحد الآن”.
وحاول رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزة تبرير القلق الذي أثاره قرار مؤسسته لدى سويسري الخارج بأنه راجع الى سوء اختيار طريقة الإعلام التي انتهجتها هيئة الإذاعة والتلفزة مستشهدا بالقول المشهور “ابن الاسكافي يمشي حافيا”.
وهو ما دفع الممثل البرلماني، ونائب رئيس منظمة السويسريين في الخارج، جاك سيمون إيغلي الى التوضيح بأن “الخطأ في الإعلام ليس فقط خطأ هيئة الإذاعة والتلفزة بل أيضا خطأ وزارة الاتصال والحكومة الفدرالية اللتان لم تصدرا رد فعل مباشر بعد اتخاذ البرلمان لقرار شطب التمويل”.
أما مدير منظمة السويسريين في الخارج ردولف فيدر فقد تدخل ليشير الى أن الأزمة التي أثيرت حول سويس إنفو ” لربما قد أظهرت حتى للمسؤلين في هيئة الإذاعة والتلفزة بأن هناك لؤلؤة اسمها سويس إنفو وانها كانت تسمى من قبل إذاعة وسويسرا العالمية، وأن لها سمعة طيبة في مختلف أنحاء العالم”.
وحذر السيد فيدر من “أن اختفاء سويس إنفو معناه اندثار صورة سويسرا في الخارج، وهو ما بدأ يدركه بنوع من التأخير العديد من المسؤولين بمن فيهم الساهرون على الترويج لصورة سويسرا في الخارج”.
أما تدخلات ممثلي السويسريين في الخارج فقد كانت كلها إثناء على الخدمات التي تقدمها سويس إنفو لهم كمغتربين ومدى مطابقتها لتطلعاتهم. وعلى الرغم من محاولة رئيس مجلس إدارة هيئة الاذاعة والتلفزة صدهم الى برامج التلفزة والإذاعة وبرامج الانترنت التي تقدمها المحطات السويسرية الاقليمية، فإن الرسالة التي رغب سويسريو الخارج إيصالها لمسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزة وعلى غرار ممثل من استراليا الذي قال “إن سويس إنفو بمثابة فرس أصيل في إسطبل وسائل الإعلام السويسرية”.
محمد شريف – سويس إنفو – إنترلاكن
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.