مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ترامب يصعّد حرب الرسوم الجمركية مستهدفا واردات الألمنيوم والصلب

afp_tickers

اجتاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته بتوقيعه الإثنين أوامر تنفيذية فرض بموجبها رسوما جمركية بنسبة 25% على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم “بدون استثناءات”.

وقال ترامب لدى توقيعه هذه المراسيم في البيت الأبيض “أنا اليوم أبسّط رسومنا الجمركية على الصلب والألمنيوم حتى يفهم الجميع ما تعنيه: إنها تعني 25% بدون استثناءات ولا إعفاءات، وهذا ينطبق على كل الدول”.

غير أنّ سيّد البيت الأبيض أكّد أنّه يدرس إعفاء أستراليا من الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب، وذلك بعد تصريحات بهذا المعنى أدلى بها رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي.

وفي معرض توضيحه السبب الذي يدفعه لدرس إعفاء أستراليا، قال ترامب “لدينا فائض (في الميزان التجاري) مع أستراليا، وهو واحد من القلائل. السبب هو أنّهم يشترون الكثير من الطائرات”، مشيرا إلى أنّ البُعد الجغرافي لأستراليا يفرض عليها شراء الكثير من الطائرات.

وتابع “لا نريد بذلك إلحاق أذى بدول أخرى”، مستدركا “لكنّها تستغلنا منذ سنوات وسنوات”.

وستنعكس هذه التدابير سلبا بصورة خاصة على كندا، أكبر مزوّد بالصلب والألمنيوم للولايات المتحدة، بحسب الأرقام الرسمية. 

وإثر توقيع ترامب الأوامر التنفيذية، قال وزير الصناعة الكندي فرانسوا-فيليب شامبانْي إنّ هذه الرسوم الجمركية “غير مبرّرة على الإطلاق”، متعهّدا ردا “واضحا ومدروسا” من جانب بلاده، دون مزيد من التفاصيل.

كذلك، تعتبر البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية من كبار مزوّدي الولايات المتحدة بالصلب.

وقال كيفن هاسيت أحد مستشاري الرئيس الأميركي الاقتصاديين الرئيسيين، على قناة سي ان بي سي الإثنين، إنّ “إنتاج الصلب يشكّل عنصرا مهما في العصر الذهبي” الذي وعد به ترامب.

– كما في العام 2018 –

وأكد رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، وهي هيئة تابعة للبيت الأبيض، أنّ الصناعة الأميركية لم تعان عندما اتخذ الرئيس الأميركي قرارات مماثلة في العام 2018.

وسبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 رسوما جمركية مشددة على الصلب والألمنيوم بهدف حماية الصناعة الأميركية، منددا بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية.

وقال ترامب الأحد أيضا إنه سيعلن “الثلاثاء أو الأربعاء” عن “رسوم جمركية متبادلة” حتى تكون الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة مماثلة لتلك المفروضة على الصادرات الأميركية.

وأضاف “إذا فرضوا علينا رسوما بنسبة 130% ولم نفرض من جانبنا رسوما، فلن يبقى الوضع كما هو عليه”.

وقال ترامب الجمعة خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا “يفرضون علينا رسوما جمركية، نفرض عليهم رسوما جمركية”.

وتقع هذه الرسوم في صلب سياسة ترامب الاقتصادية والدبلوماسية منذ تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، وهو يعتبرها وسيلة لخفض العجز في الميزان التجاري الأميركي ولانتزاع تنازلات من الدول المستهدفة في آن.

وأثارت هذه التدابير ردود فعل مختلفة من شركات الولايات المتحدة التجاريين، ما بين التعهد بالرد ومحاولة المهادنة.

كما وقّع ترامب الإثنين أمرا تنفيذيا قلّص بموجبه مفاعيل قانون لمكافحة فساد الشركات الأميركية في الخارج.

وقال إنّ هذا القانون “يبدو جيّدا على الورق لكنّه في الواقع كارثي” إذ “لا أحد يريد أن يقوم بأعمال مع الأميركيين” بسبب خطر حصول تحقيقات بموجب هذا القانون.

– الاتحاد الأوروبي “سيرد” –

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الإثنين أنّ الاتحاد الأوروبي “سيرد” على الرسوم الجمركية الأميركية مثلما فعل خلال ولاية ترامب الأولى.

وقال متحدثا لشبكة تي إف 1 التلفزيونية “ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا”، مضيفا أن المفوضية الأوروبية مخولة التحرك بهذا الصدد.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية كوربينيان فاغنر إنّ بلاده، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، “تراقب بقلق الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة” و”تريد تجنب هذه الإجراءات قدر الإمكان”. 

وفي بيان منفصل، دعا وزير الاقتصاد والمناخ روبرت هابيك إلى “مواصلة مسار التعاون مع الولايات المتحدة، مما يعود بالفائدة على الطرفين”.

ويعلم الاتحاد الأوروبي أنه هدف لترامب الذي أعلن أنه سيتخذ قرارا “قريبا جدا” بشأنه. وقالت المفوضية الأوروبية الإثنين أنها لم تتلق “أي تبليغ” برسوم جمركية جديدة حتى الآن.

وفي انتظار مفاعيل تدابير ترامب، لم تسجّل أيّ بلبلة الإثنين في الأسواق المالية سواء في أوروبا أو في آسيا فيما قدم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا الجمعة ضمانات لترامب خلال لقائهما في واشنطن.

وأعلن المسؤولان حينها أن مجموعة “نيبون ستيل” اليابانية ستستثمر في شركة “يو إس ستيل” الأميركية للصليب بدل الاستحواذ عليها مثلما كان متوقعا.

كذلك تعهدت طوكيو بشراء “كميات قياسية” من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، وهو ما تعهدت به تايوان أيضا الإثنين. كما ستزيد شركات تويوتا وإيسوزو موتورز استثماراتهما في الولايات المتحدة.

ولم تُسجّل أي بلبلة أيضا في البورصات الصينية، في وقت دخلت حيز التنفيذ الإثنين رسوم جمركية مشددة فرضتها الصين على بعض المنتجات الأميركية ردا على رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% فرضتها الولايات المتحدة منذ الثلاثاء على المنتجات الصينية. 

وتشمل الرسوم الصينية الجديدة 14 مليار دولار من البضائع الأميركية، فيما تطبق الرسوم المشددة الأميركية على 525 مليار دولار من المنتنجات الصينية.

وسئل متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوو جياكون عن الإعلان الأميركي الجديد بشأن الصلب والألمنيوم، فقال إنه بنظر بكين “لا تسوية من خلال الحمائية ولا رابح في حرب تجارية أو جمركية”.

– “سأم” –

وقالت كاثلين بروكس المحللة لدى “اكس تي بي” إنّ “ارتفاع مؤشرات الأسهم في بداية الأسبوع قد يكون علامة على السأم من مسألة الرسوم الجمركية”، وذلك على خلفية تزايد الإعلانات والتأجيلات.

وكان ترامب أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25%على الواردات من المكسيك وكندا بالرغم من اتفاق تبادل حر موقع بين الدول الثلاث.

لكنّ الرئيس الجمهوري الذي يتّهم جارتيه بعدم بذل جهود كافية لضبط تهريب المخدرات والهجرة غير القانونية، منحهما في اللحظة الأخيرة مهلة شهر بعد التزام أوتاوا ومكسيكو بتعزيز التدابير الأمنية على الحدود.

وبمواجهة موجة التنديد بالرسوم الجمركية، شهدت المسألة تطورات جديدة مثل تأجيل فرض رسوم على الطرود البريدية التي تقل قيمتها عن 800 دولار القادمة من الصين، وتحديدا من موقعي تيمو وشي إن.

ميل/دص-ريم-ناش-ود/بم

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية