تزايد المخاوف من ارهاب جرثومي
بينما دشنَ الحاكمُ السابق لولاية بنسيلفانيا الأمريكية مهمته الجديدة على راس مكتب الأمن الداخلي الذي أنشأه حديثا الرئيس جورج بوش في إطار سياسته الجديدة لمكافحة الإرهاب، أكدت سلطات ولاية فلوريدا أنها سجلت في مدينة تاهالاسي إصابة ثانية بوباء الـ" انثراكس" أو الجمرة، وهو مرض مهلك من أمراض الماشية قد يصيب الإنسان أيضا. ولا تستبعد الولايات المتحدة ان تكون الاصابتان قد نجمتا عن عمل ارهابي يتخذ شكل هجوم جرثومي..
عين الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الاثنين الحاكم السابق لولاية بنسيلفانيا توم ريدج (Tom Ridge) مديرا لمكتب الأمن الداخلي الجديد الذي انشأ خصيصا لمكافحة الإرهاب. واذا كان هذا المنصب تكريما للسيد ريدج وتعبيرا عن ثقة إدارة بوش في كفاءته وخبرته، فهو سيجبره على مواجهة أوقات عصيبة نظرا لصعوبة المهمة المسندة إليه.
مدير مكتب الأمن الداخلي الجديد كُلفٌ بتنسيق مجمل إجراءات الأمن والوقاية المدينة في الولايات المتحدة على المستويين الوطني والجهوي عقب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر أيلول الماضي والرد العسكري الأمريكي المتواصل منذ الأحد الماضي ضد أفغانستان.
وتكمن صعوبة مهمة السيد ريدج في ضرورة استعداد بلاده لكافة الاحتمالات خاصة وان بعض المسؤولين الأمريكيين يتوقعون حدوث هجمات جديدة لكن بالأسلحة الكيماوية أو الجرثومية هذه المرة.
فتح التحقيق في فلوريدا حول اسباب انتشار الوباء دون اغفال ” الارهاب”
بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر، باتت الخشية من التعرض لهجمات أو أعمال ” إرهابية” تسيطر على الحياة اليومية للأمريكيين. فبعد اكتشاف حالتي إصابة بوباء الـ” انثراكس” أو الجمرة في ثالاهاسي بولاية فلوريدا، فتح مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) تحقيقا حول الإصابتين بالجرثومة القاتلة واحتمالات نجومهما عن عمل إجرامي.
وقد أُصيب أيضا بهذه الجرثومة، التي أدت الأسبوع الماضي إلى وفاة مصور صحفي يبلغ من العمر ثلاثة وستين عاما، أحدُ زملاءه في مكان عملهما. كما عُثر على باكتيريا الجمرة فوق ملامس حاسوب في المكتب الذي كانا يعملان فيه بمقر الصحيفة الشعبية المحلية « The Sun ». وجدير بالذكر أن آخر حالة إصابة بوباء الجمرة في الولايات المتحدة تعود إلى عام 1975.
وعن سير التحقيق وتداعياته، صرح وزير العدل الأمريكي جون اشكروفت (Jhon Ashcroft) : “نعتقد أن هذا التحقيق قد يتحول إلى تحقيق إجرامي، لا نتوفر بعد على ما يكفي من المعلومات لمعرفة ما إذا كان يمكن ربط الإصابتين بوباء الجمرة بعمل إرهابي أم لا.”
من جانبه، شرح مسؤول سامي في مكتب التحقيقات الفدرالي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح لوكالة اسوشييتد بريس، أن الـFBI ” لم يتمكن من العثور على مصدر أو سبب يفسر حالتي الإصابة بالوباء لكن هذا النوع من الحالات يثير الإرهاب أو نوايا إجرامية لانه ناذرا جدا أن يستنشق شخصان يعملان في نفس البناية بكتيريا داء الجمرة الفتاك.
وقد اغلق مكتب التحقيقات الفدرالي يوم الثلاثاء البناية المعنية لإجراء تحقيق دقيق ومعمق. وعلى الرغم من أن وباء الجمرة لا ينقلُ عن طريق التلامس بين البشر بل عن طريق استنشاق الجرثومة، نصح الـ(FBI) الأشخاص الثلاث مائة العاملين في المبنى وأي شخص أمضى فيه اكثر من ساعة منذ الفاتح من أغسطس آب الماضي بالخضوع إلى فحص طبي وإجراء التحاليل اللازمة.
المسؤولون الأمريكيون أعلنوا أن الصحة العمومية ليست مهددة لكن القلق خيم على حوالي خمس مائة شخص توجهوا يوم الاثنين إلى قسم صحي في بالم بيتش بفلوريدا لإجراء تحاليل طبية وتسلم المضادات الحيوية.
إن كانت حربا جرثومية فهي ليست جديدة..
خلال الحرب الباردة طور الأمريكيون والروس أسلحة تجريبية مصنوعة من جرثومة الـ” انثراكس” المعروفة باسم العُصَيَّة والتي يمكن العثور عليها في التربة. وعقب سقوط جدار برلين، قام علماء روس ومختبرات أمريكية ببيع مهاراتهم في المجال الجرثومي إلى بلدان متهمة بدعم المجموعات الإرهابية. هذه المعطيات تعزز مخاوف السلطات الأمريكية من قيام حرب جرثومية على أراضيهم، كما تدعم فرضية تدبير أيادي “إرهابية” لعودة ظهور وباء الجمرة.
سويس انفو مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.