تشكيكٌ في أسباب اختفاء الديناصورات
يشككُ فريق من الباحثين السويسريين والألمان في النظرية القائلة بأن الصخرة النيزكية التي هوت في المكسيك كانت السبب في فناء الديناصورات قبل 65 مليون عام.
ويقول الباحثون إن النيزك الذي ضرب خليج المكسيك حينذاك، لم يكن السبب في كارثة كونية كتلك التي أتت على الديناصورات.
أقامت المتحجرات التي تم العثور عليها في مختلف أقطار العالم الدليل القاطع على أن الديناصورات كانت منتشرة في جميع القارات خلال فترة تقع بين 250 و65 مليون عام، حتى انقرضت فجأة ولأسباب ليست معروفة تماما.
وقد ظن بعض العلماء أنه وجد الحل لِلغز انقراض الديناصورات في لقطة فوتوغرافية أخذتها الأقمار الصناعية للمكسيك، حيث تسترعي الانتباه معالم حلقة عظيمة يشق محيطها الدائري شبه جزيرة يوكاتان Yukatan وخليج المكسيك.
إثر هذا الاكتشاف، بيّنت الأبحاث والدراسات أن هذه الحلقة هي في الواقع المحيط لفوهة بركانية عظيمة سببتها صخرة نيزكية هوت على المنطقة قبل 65 مليون عام.
وبعد العثور على عنصر الإريديوم النادر جدا، وعلى صنف معيّن من الموادّ البلورية في تربة تلك الفوهة، لا يشك أحد اليوم في أنها حفرة نجمت عن سقوط صخرة نيزكية في تلك المنطقة متسببة في كارثة كونية أدت لانقراض الديناصورات ومعها ثلاثة أرباع المنوعات البيولوجية التي كانت على الكرة الأرضية، حسب بعض التقديرات.
وعلى أساس المقاييس للقطر الذي يبلغ 180 كيلومترا ولأعماق الطبقات البلورية وسُمك تلك الطبقات في الفوهة البركانية المذكورة، توصل الباحثون للاستنتاج بأن النيزك الذي هوى على المنطقة كان صخرة يبلغ قطرها عشرة كيلومترات تقريبا.
هذه التقديرات بالضبط هي التي يشك في صحتها فريق من باحثي جامعتي Neuchatel السويسرية و Karlsruhe الألمانية، يؤكد حاليا أن القطر الحقيقي للفوهة لا يزيد على 100 كيلومتر، وأن قطر النيزك الذي تسبب في هذه الحفرة العظيمة تعرف باسم شِكسولووب Chicxulub، نسبة لمستوطنة قديمة وقريبة من الموقع من مستوطنات قبائل المايا، لا يزيد في هذه الحالة على 4 أو 5 كيلومترات.
تفارق بحدود 000 300 عام!
ويؤكد الباحثون السويسريون والألمان أن نيزكا بهذا الحجم، لا يتسبب على أي حال في كارثة بحجم الكارثة التي قضت فجأة ودفعة واحدة على جميع الديناصورات في مختلف القارات قبل 65 مليون عام.
ويبني الباحثون هذا التقييم الأخير لمضاعفات سقوط النيزك فيما يعرف اليوم بخليج المكسيك، على تحليلات جديدة لطبقات أرض الحفرة، التي تبيّن أنها تتكون من ركام صخري لا يزيد عمقه على 100 متر، من الركام الذي تناثر حينذاك نتيجة الصدمة بين النيزك والتربة.
لكن الدليل الأهم على أن تلك الكارثة لم تتسبب في انقراض الديناصورات، وجده الباحثون السويسريون والألمان في طبقة سمكها 55 سنتمترا من الرواسب الكلسية فوق الطبقات البلورية التي نجمت عن الصدمة النيزكية، تكونت خلال فترة ترجع حوالي 000 300 عام قبل فترة انقراض الديناصورات.
فهذه الأدلة الأخيرة من وجهة نظر العلماء، تبرئ نيزك “شِكسولووب” من دم الديناصورات، بمعنى أنها تقيم الدليل على أن انتشار الديناصورات في الأرض تواصل حوالي 000 300 عام بعد تكوين النيزك لتلك الحفرة بين شبه جزيرة يوكاتان وخليج المكسيك.
وجدير بالملاحظة أن هنالك نظريات أخرى لتعليل انقراض الديناصورات، ومن ضمنها أن الكارثة نجمت عن تفجر طبقات عظيمة من رواسب الميثان في أعماق المحيطات، أدت لحريق غطى الكرة الأرضية وأتى على معظم الكائنات على سطحها.
ومن ضمن هذه النظريات أيضا، انفجار أحد المستعسرات العظمى، فتكت إشعاعاته النووية المدمّرة بمعظم الخلايا الحية على الأرض، ومن ضمنها الخلايا التناسلية للديناصورات.
جورج أنضوني – سويس إنفو
يؤكد فريق من علماء جامعتي نوشاتيل السويسرية وكارلسروهيه الألمانية أن الصخرة النيزكية التي هوت قبل 65 مليون عام قرب ما يعرف اليوم بخليج المكسيك، لم تكن بالحجم أو الوزن الكافيين لتسبيب كارثة كونية، كتلك الكارثة التي يُنسب إليها انقراض الديناصورات وكائنات أخرى كانت تعمّر وجه البسيطة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.