تصعيد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين ومحادثات مرتقبة
يجري الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب محادثات الثلاثاء في اليوم الأول من تصعيد الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، بعد رد الصين على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن.
وقال البيت الأبيض الاثنين إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم التحدث مع نظيره الصيني “خلال الساعات الـ24 المقبلة”.
وأكدت الصين الثلاثاء أنها ستفرض رسوما جمركية على واردات الطاقة الأميركية والفحم وبعض المركبات المستوردة من الولايات المتحدة، ردا على بدء فرض رسوم جمركية أميركية على المنتجات الصينية الثلاثاء في تصعيد للحرب التجارية التي يشنها ترامب.
وأعلن الرئيس الأميركي السبت إجراءات واسعة ضد كبار شركاء بلاده التجاريين بمن فيهم كندا والمكسيك، فيما ستواجه المنتجات المستوردة من الصين رسوما جمركية نسبتها 10 في المئة تضاف إلى الرسوم المفروضة في الأساس.
وبعد دقائق على بدء فرض هذه الرسوم الثلاثاء، أعلنت بكين أنها ستفرض رسوما نسبتها 15 في المئة على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال الآتية من الولايات المتحدة، بينما ستفرض رسوما نسبتها 10 في المئة على واردات الخام والآليات الزراعية والمركبات ذات المحركات الكبيرة والشاحنات الصغيرة.
وتأتي الإجراءات الجديدة ردا على زيادة واشنطن الرسوم الجمركية “من جانب واحد” نهاية الأسبوع، بحسب ما أكدت بكين.
وكانت المكسيك وكندا مستهدفتين أيضا برسوم جمركية بنسبة 25% اعتبارا من الثلاثاء، لكن توصل كل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم إلى اتفاقات في اللحظات الأخيرة مع ترامب لتشديد الإجراءات عند الحدود في مواجهة تدفق المهاجرين والفنتانيل إلى الولايات المتحدة، ما أدى إلى تعليق تطبيق الرسوم على البلدين لثلاثين يوما.
وأشار ترامب إلى أن فرض الرسوم هدفه معاقبة البلدان المعنية على فشلها في وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين والمخدرات، خصوصا الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
ويندّد ترامب بمراقبة غير كافية على الحدود، ويتهم الصين بعدم التحرك لمكافحة إنتاج المواد الكيميائية الأولية للفنتانيل على أراضيها، وهو مادة أفيونية صناعية قاتلة تجتاح الولايات المتحدة.
وقالت الصين إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب “تنتهك بشكل خطير قواعد منظمة التجارة العالمية، ولا تساهم في حل مشكلات (الولايات المتحدة)، وتعطل التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين الصين والولايات المتحدة”.
وأفادت بكين بأنها قدّمت شكوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الخطوات الأميركية “الخبيثة”.
وفضلا عن الرسوم، أعلنت الصين فتح تحقيق يستهدف مجموعة “غوغل” الأميركية العملاقة للتكنولوجيا وإدراج مجموعة الأزياء الأميركية “بي في إتش كورب” PVH المالكة للعلامتين التجاريتين “تومي هيلفيغر” و”كالفن كلاين”، إضافة إلى شركة “إليومينا” العملاقة المتخصصة في مجال التقنية الحيوية على قائمة “الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها”.
ورأت كارن تشانغ البالغة 42 عاما أثناء تنزهها على طول الواجهة البحرية في شنغهاي الثلاثاء أن “الصين ليس أمامها خيار” سوى الرد.
وأضافت “تنفذ الولايات المتحدة بعض الإجراءات والسياسات الشديدة جدا ضد الصين. لذلك يتعين على الصين الرد… لا يمكننا أن نسمح لهم بالتنمر علينا”.
– “رد موجّه” –
وقال جانغ جيوي من “بنبوينت لإدارة الأصول” في مذكرة “أعتقد أن الرد ليس عدائيا إذ إن الصين لا تستهدف سوى بعض المنتجات الأميركية، ردا على الرسوم الجمركية الأميركية على كل الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة”.
وتابع أن “ذلك على الأرجح ليس إلا بداية عملية طويلة للبلدين للتفاوض”.
ويقر دونالد ترامب باستخدام “التعريفات الجمركية” سلاحا للتفاوض والحصول على تنازلات سياسية.
وبدأت المكسيك الثلاثاء نشر 10 آلاف جندي على حدودها مع الولايات المتحدة تنفيذا لوعد أطلقته الاثنين لقاء تجميد الرسوم الجمركية بنسبة 25% التي هدد ترامب بفرضها على السلع المكسيكية، وفق ما أعلنت شينباوم.
وتعهدت كندا من جهتها تعيين مسؤول تتمثل مهمته بمكافحة الفنتانيل، وبإطلاق قوة تدخل مشتركة مع الولايات المتحدة ضد الجريمة المنظمة، وإدراج العصابات المكسيكية في قائمتها للمنظمات الإرهابية.
وبُعيد تعليق واشنطن فرض رسوم جمركية على الواردات الكندية، دفعت التسوية مقاطعة أونتاريو، القلب الاقتصادي لكندا، إلى التراجع مساء الاثنين عن قرار اتخذته في اليوم نفسه يمنع الشركات الأميركية من الحصول على عقود مع المؤسسات الحكومية.
وتعد كندا والصين والمكسيك الشركاء التجاريين الثلاثة الأكبر للولايات المتحدة.
بورز-اهو/لين-س ح/ب ق