تصميم معماري يتناسق والأبحاث الكيميائية
تم في زيوريخ، إنجاز مباني جديدة للعلوم والأبحاث الكيميائية، وهي مباني كلفت نصف مليار فرنك سويسري وذات تصميم ثوري يتجاوب مع متطلبات الباحثين والأبحاث في المعهد التقني الفيدرالي العالي بأكبر المدن السويسرية.
الجانب الثوري في تصميم الكلية الجديدة يتمثل في نظام متحرّك لخدمات الماء والغاز والكهرباء بطريقة توفر هذه العناصر في أي مكان يرغب فيه الباحثون في مختلف أرجاء العمارة.
إن المشكل الذي تغلّب عليه المعماريون في تصميم المباني الجديدة، هو مشكل تقليدي ومعروف في المختبرات العلمية من أي نوع كانت ويتمثل في ضرورة إجراء التعديلات الهامة والمكلفة على تجهيزات مختبر من المختبرات لدى الانتقال من بحث إلى آخر في غرفة أو قاعة الاختبار.
وللتغلب على هذا المشكل جمع المهندسون خدمات الماء والغاز والكهرباء في نظام واحد، معلّق في سقف المبنى ويتحرك على خط متواصل يمر بمختلف الغرف والأروقة، بطريقة تضمن هذه الخدمات حيث كانت هنالك حاجة إليها.
ويعتبر الكثير من الخبراء هذا التصميم الحديث لكلية الكيمياء نقلة ملحوظة من المختبرات التقليدية إلى المختبرات العصرية التي تتحلى بالشفافية والعقلانية في توزيع واستغلال المصادر الموضوعة تحت تصرف الباحثين وفي توفير الكثير من الجهد والوقت والمال في مهمة تجهيز المختبر لغاية من الغايات.
تصميم يستجيب لمقتضيات الأبحاث المتداخلة
لكن الهدف الأسمى لهذا التصميم المعماري الحديث هو توفير فرص التعاون تحت نفس السقف وحول نفس الطاولة عند الحاجة، للمتخصصين في مختلف الفروع العلمية التي تمس مشكلا من مشاكل الكيمياء وعلوم الحياة، في هذه الكلية التي تجمع حوالي سبعمائة عضو من الأساتذة والمعيدين أو الباحثين، وتعتبر من أكبر المؤسسات من نوعها في العالم.
وبفضل التصميم المعماري الجديد، يستطيع المسؤولون في المعهد التقني الفيدرالي العالي في زوريخ تجهيز مختبر من المختبرات في غضون أيام معدودة ودون كبير التكاليف، بطريقة تجمع الكيميائيين والبيولوجيين والفيزيائيين وغيرهم حول نفس طاولة البحث والاختبار، للتعاون والتعاضد في حل مشكلة من مشاكل البحث العلمي المعاصر.
وفي حديث مع سويس إنفو قال غيرهارد شميت نائب رئيس الفريق المخطط للمباني الجديدة: إن هذا النموذج المعماري يتجاوب مع المفاهيم الشاملة للأبحاث الكيميائية والحياتية المعاصرة ويضع حجر الأساس للأجيال الجديدة من المتخصصين في هذه المجالات.
وجدر بالإشارة أن الاحتفال بتدشين هذه المباني يوم الخميس، يدور على ضجيج العمل المتواصل في الأجنحة الأخرى لكلية الكيمياء، وستكون مسقوفة أيضا بلوائح الخلايا الشمسية التي توفر ستين في المائة من التيار الكهربائي الضروري للإنارة في الكلية الحديثة التي تحل محل الكلية القديمة التي مر مائة وخمسة عشر عاما على بنائها في أواخر القرن التاسع عشر.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.