تفوق سويسري في البحث العلمي
أعلن المكتب الفدرالي للإحصاء أن سويسرا أنفقت في عام 2004 قرابة 13.1 مليار فرنك في البحث العلمي والتنمية، أي ما يعادل 2.94 % من الناتج القومي الخام. والتنمية.ب
وتقف سويسرا بذلك في ترتيب متقدم وسط الدول الأوروبية، طبقا لتصنيف منظمة التعاون الاقتصادي، ليس في التمويل فقط، بل أيضا في النجاحات التي يسجلها البحث العلمي التطبيقي.
يشكل تمويل البحث العلمي في سويسرا، أحد دعائم الاقتصاد المحلي بشكل كبير، إذ تعتمد الشركات السويسرية على الابتكار وتطوير الأفكار وتطويعها للاستخدام العملي، سواء في الصناعة أو حتى في قطاع الخدمات، ولذا فليس من المستغرب أن يكون 9.66 مليار فرنك من ميزانية البحث العلمي، تأتي مباشرة من خزينة الشركات على اختلاف أنواعها، أي ما يعادل حاولي 70% من الميزانية الإجمالية، في حين تبلغ ميزانية البحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية نفس هذا المبلغ تقريبا.
أما الحكومة الفدرالية والكانتونات فيتكفلان بالباقي، إما في صورة ميزانيات دائمة للجامعات والمعاهد العليا، أو من خلال تمويل حسب المشروعات التي يوافق عليها الصندوق الفدرالي للبحث العلمي، الذي يغطي جافة الجوانب، من العلوم الطبيعية إلى المجالات الإنسانية النظرية.
ويهتم تمويل البحث العلمي في الكنفدرالية بتأهيل الكوادر الفنية والتقنية، التي يرى فيها “رأس مال متجدد العطاء”، فكلما ساهم في تأهيله، كلما حافظ على هذا الفريق العلمي على كفاءته، إذ يعي الاقتصاد السويسري أن احتكاره للجديد والمتميز هي السلاح الوحيد الذي يمكنه من الحفاظ على مكانته في العالم، لاسيما في مجال الأدوية والكيماويات والتقنيات الدقيقة والميكنة.
ويرى المكتب الفدرالي للإحصاء في بيان له صادر بتاريخ 27 أبريل الجاري بأن هذه النتيجة، تجعل من الصعب منافسة البحث العلمي في سويسرا، وهو ما سيفيد القطاع الاقتصادي بصورة إيجابية مقارنة مع دول الإتحاد الأوروبي بالتحديد.
تمويل البحث العلمي في الخارج
إلا أن النقطة التي يتفق فيها من كل المكتب الفدرالي للإحصاء وخبراء البحث العلمي، هي القلق من تراجع أعداد المؤهلين بشكل جيد للعمل في البحث العلمي، إذ يعمل في هذا القطاع 50250 شخص 28.2% يحملون درجة الدكتوراه، و54% من خريجي الجامعات والعاهد التنقية المتخصصة، بزيادة سنوية بمعدل 0.5%، لكن هذه النسبة تتراجع تدريجيا من عام إلى آخر، بسبب عدم وجود الأعداد المناسبة للعمل في هذا المجال، إذ يبلغ عدد الشباب منهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 29 عام 7 من كل ألف، أي أنه معدل لا يكفي لتعويض كبار السن، أو تجديد طاقات العمل.
والنتيجة الطبيعة لهذا الخلل هو لجوء نسبة غير قليلة من الشركات لتمويل البحث العلمي في الخارج، ويؤكد المكتب الفدرالي للإحصاء أن نسبة كبيرة من الأموال التي تنفقها الشركات السويسرية على البحث العلمي تصب في خارج البلاد، إذ لجأت العديد من الشركات لافتتاح فروع لها في بعض الدول الأجنبية، متخصصة في البحث العلمي، وهي تعتمد هنا على الكفاءات البشرية المدربة جيدا بإشراف سويسري.
ويشير المكتب الفدرالي للإحصاء إلى أن 2.4 مليار فرنك تذهب سنويا من القطاع الخاص السويسري إلى معاهد أجنبية للقيام بأبحاث لحساب الشركات السويسرية.
سويس انفو
يعتمد الإتحاد الأوروبي على المؤشرات التالية لقياس درجة المنافسة العلمية:
حركة ومعدلات الإبتكار والإختراعات،
التأهيل في المجال العلمي،
مدى دعم الشركات للبحث العلمي،
القدروة على تكبيق الافكار الجديدة.
تمول الشركات السويسرية 70% من ميزانية البحث العلمي في البلاد، أي ما يعادل أكثر من 9 مليار فرنك سنويا.
يعمل 502500 شخصا في البحث العلمي، ربعهم من الحاصلين عن درجة الدكتوراه، ونصفهم من خريجي الجامعات والمعاهد التقنية المتخصصة، لكن 40% منهم من الأجانب.
تنفق الشركات السويسرية أكثر من 3 مليارات فرنك سنويا لتمويل ابحاث خاصة بها في الخارج.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.