تلفزيون اسرائيل يتهم عباس بانه كان جاسوسا سوفياتيا والرئاسة الفلسطينية تندد ب “سخافات”
في استعادة لايام الحرب الباردة او في تلاعب على خلفية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، اتهم تلفزيون اسرائيل الاربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانه كان “عميلا سوفياتيا”، الامر الذي اعتبرته الرئاسة الفلسطينية مجرد “سخافات”.
يذكر ان عباس سبق ان اتهمه الاسرائيليون بالكثير من الاشياء مثل انه شكك في المحرقة اليهودية في المانيا النازية او انه يحرض الفلسطينيين على ممارسة العنف.
غير ان اتهامه بانه كان عميلا لجهاز المخابرات السوفياتي جديد تماما، وهو الامر الذي اعتبره الفلسطينيون مجرد غلو ومناورة سياسية.
وكانت القناة الاسرائيلية الاولى اوردت مساء الأربعاء أن اسم عباس ظهر العام 1983 في قوائم الاستخبارات السرية السوفياتية باعتباره “عميلا في دمشق”، ضمن وثائق حصل عليها باحثان بمعهد ترومان في الجامعة العبرية في القدس هما ايزابيلا غينور وجدعون ريميز.
ولم تعرف مدى صدقية هذه الوثائق ولا باي صفة قد يكون عباس عمل في دمشق.
وكانت عائلة عباس الذي ولد في فلسطين في ظل الانتداب البريطاني، لجأت الى سوريا خلال “نكبة” الفلسطينيين العام 1948 وقيام اسرائيل. ودرس عباس الحقوق في جامعة دمشق.
وفي العام 1980 اختارته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت الى تونس بعد الغزو الاسرائيلي للبنان العام 1982.
وبحسب مصادر التلفزيون فان عباس جند لدى المخابرات السوفياتية حين كان طالبا في موسكو حيث انهى اطروحة دكتوراه في علم التاريخ العام 1982.
وقال الباحثان الاسرائيليان غينور وريميز للتلفزيون انهما تمكنا من الاطلاع على أرشيف الكولونيل فاسيلي ميتروخين المسؤول السابق عن وثائق الاستخبارات السرية للاتحاد السوفياتي. وكشف ميتروخين، الذي لجأ إلى بريطانيا العام 1992، عن اسماء آلاف الجواسيس الروس في العالم.
وقال ريميز “طلبنا الحصول على ملف الشرق الأوسط (…) أرسلوه إلينا من جامعة كامبريدج (…) وهناك الكثير حول الأنشطة السوفياتية، ولا سيما ابان السبعينات والثمانينات بين الفلسطينيين وفي الشرق الأوسط”.
من جهتها، قالت غينور للقناة الأولى “في العام 1983، كان (عباس) على القوائم كأحد المنضوين تحت جناح الكي جي بي، وكان اسمه الحركي كروتوف، اي العميل”.
-“سخافات وتشويه”-
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن ما نشره التلفزيون الإسرائيلي “سخافات” و”تشويه” و”حملة لاضعاف” الوسيط الروسي في النزاع.
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس الخميس ان “تقرير التلفزيون الإسرائيلي يندرج في إطار السخافات الإسرائيلية التي اعتدنا عليها”.
واعتبر أبو ردينة أنها “تندرج في إطار حملة تشوية إسرائيلية وإقليمية ضد الرئيس محمود عباس (…) بهدف إضعاف الموقف الفلسطيني الثابت بوجوب حل عادل وشامل على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وحل كافة قضايا الوضع النهائي”.
وأضاف “واضح أن إسرائيل منزعجة من العلاقة الإستراتيجية المتينة مع روسيا ومن الموقف الروسي الواضح والمعلن الذي يدعو إلى حل للنزاع على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة وحق شعبنا بتقرير مصيره”.
واشارت وسائل اعلام اسرائيلية الى “مصادفة استثنائية” حيث انه في العام 1983 كان ميخائيل بوغدانوف المبعوث الروسي حاليا للشرق الاوسط، يعمل في دمشق.
كما اعتبر يعقوب روي الاستاذ في جامعة تل ابيب انه “كانت هناك عدة لقاءات في المنطقة (مع الاتحاد السوفياتي السابق) ومن الممكن جدا ان يكون السوفيات حاولوا توظيف ابومازن ضمن الكي جي بي حين كان طالبا”.
وفي السياق ذاته، قالت غاليا غولان غيلد من الجامعة العبرية في اسرائيل “كانت منظمة التحرير مدعومة من السوفيات وموسكو استقدمت العديد من الطلبة الاجانب جندتهم لاحقا او حاولت تجنيدهم كعملاء”.
وعلق ابوردينة ان بوغدانوف “يمثل سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وهو صديق لشعبنا وعموم القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن”.
والتقى المبعوث الروسي مؤخرا الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو كلا على حدة، في وقت تحاول فيه موسكو تنظيم لقاء بين عباس ونتانياهو مقترحة بديلا جديدا لباقي جهود السلام.
ولم يلتق عباس ونتانياهو علنا منذ 2010.
من جهة أخرى، قال قيادي فلسطيني لوكالة فرانس برس “لا نستغرب هذه الحملة ضد الرئيس عباس ونتوقع أكثر من ذلك”.
وأوضح “لأن إسرائيل فعلت مثل هذا وأكثر بالرئيس عرفات وهو محاصر في مقر القيادة برام الله عام 2002 وقد صرفت إسرائيل مئات ملايين الدولارات على وسائل إعلام عالمية وعربية لتشويه صورته الثورية وسيرته النضالية”.