تنظيم القاعدة في اليمن يؤكد مقتل زعيمه ويعين قاسم الريمي خلفا له
اكد فرع تنظيم القاعدة في اليمن في فيديو نشر على الانترنت مقتل زعيمه ناصر الوحيشي في غارة شنتها طائرة بدون طيار في اليمن، واعلن تعيين القائد العسكري قاسم الريمي خلفا له.
ويشكل مقتل الوحيشي (37 عاما) ضربة قوية للتنظيم الذي تبنى الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الساخرة في باريس مطلع 2015، وحاول في نهاية 2009 تفجير طائرة متجهة الى الولايات المتحدة فضلا عن محاولته ارسال طرود مفخخة الى هذا البلد في 2010.
ووصف البيت الابيض مقتل الوحيشي بانه “ضربة قوية” للتنظيم، واعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي نيد برايس ان الاستخبارات الاميركية اكدت مقتل المتطرف اليمني.
وقال برايس ان “مقتل الوحيشي يوجه ضربة كبيرة لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، اخطر فروع القاعدة، ولتنظيم القاعدة بشكل اوسع”.
واكد ان “مقتله يزيل من ساحة المعركة قائدا ارهابيا محنكا، ويقربنا من اضعاف وهزيمة هذه الجماعات”.
ولم يؤكد البيت الابيض ما اذا كان الوحيشي قتل في غارة بطائرة بدون طيار، حسب ما زعم تنظيم القاعدة.
وقال برايس “لقد اوضح الرئيس (الاميركي باراك اوباما) ان الارهابيين الذين يهددون الولايات المتحدة لن يجدوا ملاذا امنا في اي بقعة من العالم”.
وقد افاد بيان تلي في الشريط المصور الذي يحمل تاريخ 15 حزيران/يونيو “في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ننعي الى امتنا المسلمة الشيخ .. ابا بصير ناصر عبد الكريم الوحيشي، الذي قضى نحبه اثر غارة اميركية استهدفته مع اثنين من اخوانه المجاهدين”.
وقتل الوحيشي على الارجح في المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن، في غارة شنتها طائرة اميركية من دون طيار بحسب مصادر يمنية ووسائل اعلام اميركية.
وكانت صحيفة واشنطن بوست افادت مساء الاثنين ان طائرة اميركية بدون طيار استهدفت الوحيشي الاسبوع الماضي فيما اكدت “سي ان ان” ان الغارة اسفرت عن مقتله.
ونقلت شبكة “سي ان ان” عن مسؤولين امنيين يمنيين تأكيدهما ان الوحيشي قتل الجمعة في 12 حزيران/يونيو في منطقة حضرموت في جنوب اليمن.
وتشن طائرات اميركية من دون طيار منذ سنوات في اليمن غارات تستهدف تنظيم القاعدة وقيادييه، وقد نجحت هذه الغارات في قتل عدد كبير من قياديي التنظيم.
وعين الوحيشي في 2013 نائبا لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري.
ويتزعم الوحيشي “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” منذ تاسيسه في 2009 نتيجة اندماج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة وتحصنه في اليمن.
واستفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية في اليمن ومن طبيعة البلاد الجغرافية والقبلية اضافة الى الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتوسيع انتشاره في البلاد.
الا ان التنظيم يواجه صعود تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى هجمات استهدفت مساجد للشيعة في اليمن.
الى ذلك، اعلن التنظيم الذي تعتبره واشنطن الفرع الانشط للشبكة المتطرفة عن تعيين قائده العسكري قاسم الريمي خلفا للوحيشي.
وجاء في بيان نعي الوحيشي ان الريمي عين قائدا للتنظيم خلال “اجتماع اكبر عدد ممكن من اهل الشورى في الجماعة”.
وجاء في البيان “على اثر هذا الحدث (مقتل الوحيشي) ورغم انشغالنا في القتال ضد الحوثيين وانصار المخلوع (الرئيس السابق علي عبدالله صالح) في اكثر من 11 جبهة في مختلف انحاء اليمن وبالرغم من الظروف الامنية القائمة، الا ان الله يسر (…) اجتماع اكبر عدد ممكن من اهل الشورى في الجماعة وتم الاتفاق على ان خير خلف لخير سلف هو الشيخ الفضل ابو هريرة قاسم الريمي حفظه الله”.
واضاف البيان “نحن بايعناه على ذلك”.
وشغل الريمي الملقب ايضا بابي هريرة الصنعاني واسمه الحقيقي قاسم عبده محمد ابكر، منصب القائد العسكري للتنظيم منذ تأسيسه في 2009 بعد دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة.
وكان قبل ذلك من ابرز قياديي القاعدة في اليمن.
والريمي مطلوب لدى واشنطن التي حددت مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى قتله او القبض عليه.
وتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مدرج على اللائحة الاميركية للمنظمات “الارهابية الاجنبية” وقد عرضت واشنطن 45 مليون دولار مكافاة لمن يرشدها الى ثمانية من قادته بينهم الوحيشي.
وكان مسؤول يمني قال لوكالة فرانس برس الاسبوع الماضي ان طائرة بدون طيار اطلقت في 9 حزيران/يونيو اربعة صواريخ على ثلاثة عناصر في تنظيم القاعدة احدهم “قيادي” في التنظيم لم يحدد اسمه، وذلك في غارة استهدفتهم قرب مرفأ المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مؤكدا “مقتلهم على الفور”.
وقال الخبير اوليفييه غيتا من شركة غلوبال سترات التي تهتم بتقدير المخاطر “ان مقتل الوحيشي يعتبر ضربة كبيرة جدا” ليس فقط للتنظيم في اليمن بل “للقيادة المركزية للقاعدة لانه كان المدير الفعلي للعمليات”.
وفي نيسان/ابريل استولى مقاتلون من القاعدة على مدينة المكلا مستغلين الفوضى التي تعم اليمن، حيث يشن تحالف عسكري تقوده السعودية غارات مكثفة على مواقع للمتمردين الحوثيين فضلا عن معارك يومية بين هؤلاء وخصومهم من انصار الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ورغم انعدام الاستقرار في اليمن، اكدت الولايات المتحدة عزمها على مواصلة محاربة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.