توقعات بموسم سياحي جيد
على الرغم من أن عام 2004 كان معقولا بالنسبة للسياحة السويسرية، إلا أن الخبراء يتوقعون ارتفاعا في أعداد الزائرين الوافدين على البلاد هذا العام.
وتتجه الأنظار إلى اليابان والصين والولايات المتحدة، التي من المحتمل أن يقبل هواة السفر منها على زيارة سويسرا في العام الحالي بنسبة قد تزيد بـ 25% عن السابق.
أعلنت هيئة السياحة السويسرية في آخر تقرير لها نشرته يوم 21 أبريل الجاري عن ارتفاع نسبة المبيت في الفنادق خلال العام الماضي بنسبة 1.7% مقارنة مع عام 2003.
وتتوقع الهيئة ارتفاعا في عدد السائحين هذا العام، لاسيما من اليابان، التي من المحتمل أن تصل نسبة الزيادة في أعداد الزائرين منها إلى 25% مقارنة بالعام الماضي.
وفيما يتوقع الخبراء تسجيل نفس النسبة من الصين أيضا، وذلك بسبب النمو الاقتصادي المتزايد هناك، تحتل الولايات المتحدة المركز الثالث في اهتمامات السياحة السويسرية، حيث من المحتمل أن يرتفع عدد الزائرين القادمين منها بنسبة 15% تليها روسيا بنسبة 12% مقارنة مع العام الماضي.
ويربط خبراء السياحة السويسريون ارتفاع نسبة زائري الكنفدرالية لقضاء العطل بالحالة الاقتصادية ومستوى المعيشة، إذ أن الدول السالفة الذكر والتي وقع عليها الاختيار تشهد نموا اقتصاديا ملحوظا، وسوف تكون محل اهتمام القائمين على هذه الصناعة الهامة في الفترة القادمة.
ومن العوامل المساعدة الأخرى، ميل الأوضاع السياسية إلى الهدوء في أغلب المناطق التي يفد منها السياح إلى الكنفدرالية.
كما تستند السياحة السويسرية في توقعاتها للعام الحالي، على تطور نسبة المشاركين الأجانب في المؤتمرات والندوات التي تعقدها لمناقشة السياحة العالمية، حيث لوحظ ارتفاع المشاركين من الصين واليابان بشكل لافت للنظر في ملتقى هذا العام حول السياحة في سويسرا، الذي استضافته مدينة لوزان ما بين 24 و26 ابريل – نيسان الجاري.
ويتخوف القطاع السياحي من أن يؤدي استمرار فرض تأشيرة دخول إلى الأراضي السويسرية على رعايا العديد من دول العالم التي تشهد نموا اقتصاديا كبيرا إلى تراجع الاهتمام بزيارة الكنفدرالية.
من جانبهم، أعرب النقابيون عن مخاوفهم من رفض الناخبين في استفتاء 5 يونيو المقبل، لانضمام سويسرا إلى اتفاقية شنغن التي ترفع الحدود بين الدول الأوروبية وتسمح بتنقل الزوار الأجانب بين جميع البلدان التي يتشكل منها “فضاء شنغن” بموجب تأشيرة دخول موحدة.
السياحة العربية إلى سويسرا
على صعيد آخر، يمثل السائحون العرب القادمون إلى سويسرا نسبة ضئيلة للغاية من إجمالي زائري الكنفدرالية، لا تزيد عن 1.4% من إجمالي عدد السواح الوافدين عليها سنويا، يقدم أغلبهم من دول مجلس التعاون الخليجي، حسب البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة السياحة السويسرية.
ويعود هذا العدد المتواضع إلى عوامل مختلفة، من أهمها صعوبة الحصول على تأشيرة الدخول إلى سويسرا من أغلب الدول العربية، وانخفاض سعر الفرنك مقابل العملات الأخرى، مما يضيف على ارتفاع مستوى المعيشة فيها عنصر غلاء جديد وعاملا منفرا إضافيا.
ويبلغ متوسط عدد السواح العرب حوالي 70 ألف شخص سنويا، لاسيما في فصل الصيف. وطبقا لبيانات هيئة السياحة السويسرية، فإن متوسط إنفاق السائح العربي في حدود 450 فرنك يوميا.
ويهتم السواح العرب بقضاء فترة زيارتهم إلى سويسرا في منطقة جنيف وبقية المدن المطلة على بحيرة ليمان مثل منترو ولوزان، والبعض يميل إلى التعرف على مرتفعات جبال الألب أو مناطق وسط سويسرا.
بينما تعمل مكاتب الترويج السياحي المحلية على لفت أنظار السائح العربي إلى مناطق مختلفة في الكنفدرالية مثل مرتفعات غران مونتانا في الجنوب الغربي أو جبال غراوبوندن في أقصى الشرق، حتى أن كانتون تيتشينو الجنوبي الناطق بالإيطالية أعد هذا العام كتيبات مصورة باللغة العربية للترويج للمناطق السياحية المتواجدة فيه والتي تتميز بالهدوء والطبيعة الجبلية والمباني الكلاسيكية.
أهمية استطلاعات الرأي
وتعتمد هيئة السياحة السويسرية على رأي الزائرين كأحد العوامل التي تحدد من خلالها استراتيجياتها المستقبلية والخطط التي تتعامل بها مع مناطق اهتماماتها.
وستستفيد الهيئة من عدد زوار موقعها على الإنترنت والذي يصل إلى 40 ألف زائر يوميا، لطرح بطاقات اليكترونية لاستطلاع الرأي، والتعرف على رأي السائحين في مستوى الخدمات سواء في الفنادق أو في المجالات التي كان لهم تعامل مباشر معها، وهو بالطبع ما يعكس أوجه القصور أو الخلل، وبالتالي يتم البحث عن العلاج بشكل سريع، أو الاستفادة من الإيجابيات التي يشيد بها زوار سويسرا.
وتستبدل هيئة السياحة السويسرية بهذه الطريقة الجديدة، الأسلوب السابق الذي كانت تعتمد فيه على وكالات الأسفار وشركات السياحة في التعرف على رأي الزائرين، حيث من المتوقع أن يكون الإقبال على استخدام هذا الأسلوب أكثر سهولة من سابقه، فضلا عن الشفافية التي يتمتع بها.
كما تحاول هيئة السياحة السويسرية أن تقدم خدمات سريعة للراغبين في السفر إلى الكنفدرالية، مثل تسهيل خدمات الحجز الفنادق والتعرف على الفعاليات المختلفة والأنشطة التي يمكن للسائح أن يزورها خلال إقامته وحالات الطقس وأنواع المواصلات، وهي بذلك تتجاوب مع الأسلوب السريع في التعامل مع محبي السفر على سويسرا، حتى وإن كانوا في اقصى بقاع الأرض.
تامر أبو العينين – سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.