جسر جديد للتواصل الثقافي بين سويسرا ومصر
تم تأسيس جمعية ثقافية مصرية سويسرية في جنيف هدفها الجمع بين أبناء الجالية المصرية المقيمة في جنيف وسويسرا وبين محبي الثقافة والحضارة المصرية من السويسريين والأجانب.
الجمعية التي أشرف عليها أكاديميون مصريون وسويسريون يراد بها أن تكون بمثابة محفل ثقافي للاستفادة من خبرات الكثير من عشاق الحضارة المصرية من السويسريين وفرصة لإحياء نشاط جمعية الجالية المصرية.
أكيد ان قلة قليلة من أبناء الجالية المصرية المقيمة في سويسرا، وقلة قليلة من الجمهور السويسري العريض لها معرفة بالرصيد الهائل الذي أسهم به عدد من البحاثة وعلماء الآثار السويسريين في التنقيب عن معالم الحضارة الفرعونية وما تلاها من حضارات سواء في مصر او السودان.
ومن تابع عرض عالم الآثار السويسري شارل بوني عن أعمال التنقيب الجارية حاليا في منطقة الدلتا المصرية، وشاهد نوعية الحضور الذي شارك في الأمسية الثقافية التأسيسية للجمعية الثقافية المصرية السويسرية في جنيف في 13 نوفمبر 2006، يدرك جيدا بأن هناك رصيدا كبيرا من أواصر الصداقة بين الشعبين المصري والسويسري التي لم يتم استغلالها بشكل جيد.
وهذا هو الهدف الذي حدده مؤسسو الجمعية الثقافية المصرية السويسرية لجعل هذه الجمعية بمثابة جسر ثقافي يجمع هذا الكم الهائل من عشاق الحضارة المصرية بكل أطيافها من السويسريين ، وأبناء الجالية المصرية المقيمة في سويسرا الراغبين في الترويج لثقافتهم داخل المجتمع السويسري الذي هم ضيوف عليه.
وكما أوضحت إحدى الشخصيات المؤسسة الدكتورة ليلى إبراهيم مختار الوكيل “إن بسويسرا كثيرا ممن لهم شغف كبير بالثقافة والحضارة المصرية. كما أن هناك جالية مصرية هامة ، ولكن ليست هناك اية روابط او اتصالات بين الفئتين. وهذه الجمعية ستكون بمثابة فرصة للسماح بالالتقاء حول مواضيع ثقافية مصرية”.
أكثر من جسر ثقافي
الجمعية التي تم تأسيسها من قبل الأستاذة فوزية العشماوي والدكتورة ليلى الوكيل وعالم الآثار السويسري شارل بوني، اختارت لأول أمسية ثقافية ان تعرض عينة من أعمال عالم الآثار السويسري شارل بوني في منطقة الدلتا منذ حوالي 15 سنة. وقد حضر العرض عدد من الأكاديميين السويسريين والطلبة المهتمين بأعمال التنقيب عن الآثار والهندسة المعمارية.
كما حضرها عدد من أبناء الجالية المصرية المقيمة في جنيف الذي يرون في ذلك فرصة لإعادة إحياء نشاط جمعية المصريين بجنيف، مثلما تشرح الأستاذة فوزية عشماوي” لقد عرفت الجالية المصرية جمودا منذ ثلاث سنوات، لذلك نرى في تأسيس هذه الجمعية إعادة إحياء لنشاطاتها وتعبيرا عن أن الجالية المصرية مندمجة في المجتمع السويسري وأن الثقافة المصرية بأبعادها المتعددة من فرعونية وقبطية وإسلامية كلها ساهمت في تكوين مصر”.
أما البروفسور شارل بوني عالم الآثار السويسري والعضو المؤسس فيرى في قيام هذه الجمعية ” فرصة لتجسيد ما حاولت القيام به منذ أربعين سنة بالتوضيح للناس بأن الثقافة هي السبيل الأمثل للتفاهم بين الشعوب ولتوطيد أواصر الصداقة . وما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى لهذه الجسور”.
برامج ليست كلها أكاديمية
يرى الساهرون على الجمعية الثقافية المصرية السويسرية أن هذه الجمعية التي ستسهر على تنظيم حدث ثقافي كل شهر ستركز في بداية الأمر على المحاضرات والندوات بعض منها ستكون له صلة بالبرنامج الجامعي في جنيف. وهو ما تقول عنه الدكتورة ليلى الوكيل ” أن هذه المحاضرات المدرجة في البرنامج الجامعي ستسمح باستضافة العديد من كبار المعماريين المصريين الذين سيعرضون نظرة عن الواقع المعماري المعاصر في مصر”.
ولكن نشاطات الجمعية سوف لن تركز فقط على هذه الجوانب الأكاديمية بل ستتعداها الى قطاعات أدبية وفنية وتشكيلية، بل حتى الى تنظيم زيارات وتنظيم معارض يتم نقلها لتعرض في مصر بعد عرضها في سويسرا كما أوضحت السيدة فوزية العشماوي.
وترى السيدة العشماوي في إشراك الجانب السويسري ” رغبة في الاستفادة من علم ومعرفة وولع العديد من السويسريين من أمثال عالم الآثار شارل بوني بالحضارة والثقافة المصرية”.
مفتوحة أمام الجميع
إذا كانت الجمعية تحمل اسم الجمعية الثقافية المصرية السويسرية ، مما يوحي بأنها مفتوحة امام المصريين والسويسريين، فإن الساهرين عليها يريدونها جمعية مفتوحة أمام كل من له شغف بالحضارة المصرية بكل أطيافها. وهذا ما يفتح المجال امام عضوية كثيرين. وكما تشرح الأستاذة فوزية العشماوي “هدف الجمعية هو الحضارة والثقافة المصرية، لكن الحضارة المصرية هي جزء من الحضارة والثقافة العربية، وبالتالي فإننا نرحب بالجميع مصريين وعرب وسويسريين”.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
منذ تأسيس فرع المؤسسة الثقافية السويسرية “بروهيلفيسيا” في القاهرة في عام 1987، عرفت العلاقات الثقافية بين سويسرا ومصر وبين سويسرا وباقي بلدان العالم العربي نشاطا مكثفا.
إذ تقيم بروهيلفيسيا مع شركاء من المنطقة عدة برامج تسمح بتبادل الفنانين. وبدل الاهتمام بدعم فنانين بحالهم أو إقامة برامج محدودة، تقوم المؤسسة الثقافية بربط علاقات طويلة الأمد من خلال إقامة شبكة اتصالات وشراكة بين الفنانين السويسريين والعرب وبين المؤسسات الثقافية لدى الطرفين.
وتشمل نشاطات فرع بروهيلفيسيا في مصر قطاعات واسعة تمتد من العروض المسرحية واللقاءات الموسيقية والمعارض الفنية والقراءات الأدبية. كما تقوم المؤسسة الثقافية السويسرية بتنظيم ورش عمل لفنانين شباب وتوجه دعوات لفنانين مقيمين.
إضافة إلى ذلك، تسهر المؤسسة السويسرية على ترجمة أعمال أدبية من وإلى اللغة العربية وتقدم معلومات عن الحياة الثقافية في سويسرا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.