جنيف تستقطب علماء الفلك
منذ فجر الخميس، يتصنت علماء الفيزياء الفلكية على مركز "إيكوجا" القريب من جنيف طلبا للمعلومات من القمر الصناعي الأوروبي "إنتغرال" "INTEGRAL".
يُقل “إنتغرال” أجهزة لالتقاط أشعة جَمّا المنتشرة في الكون، قبل تمريرها لمركز المعالجة والتوزيع قرب جنيف.
بعد ما يقرب من ساعتين على انطلاق الصاروخ الروسي الحامل من قاعدة بايكانور في الرابعة وأربعين دقيقة بالتوقيت العالمي الموحد من صبيحة الخميس، تنفس علماء الفلك في سويسرا والخارج الصعداء، لدى وصول المؤشرات الأولى على أن مهمة إطلاق القمر الصناعي قد تمت بنجاح تام.
ويقول Thierry Courvoisier المسؤول السويسري عن المركز العِلمي لمعالجة المعلومات القادمة من القمر الصناعي الأوروبي “إنتغرال” بضاحية فيرسوا قرب جنيف، إن فكرة إطلاق قمر صناعي لدراسة أشعة “جَمّا” المنتشرة في الكون تعود في الواقع لعام 1989.
وقد نشأت هذه الفكرة عن الحاجة لدراسة الأشعّتين الجيمية والسينية (X-rays,Gamma rays) المنتشرتين في الكون واللتين لا مجال لرصدهما من سطح الكرة الأرضية، بما أنهما لا تستطيعان اختراق الغلاف الجوي ولحسن الحظ.
وتمهيدا لهذه العملية، استقبلت جنيف المركز الذي تم الاتفاق على إنشائه خصيصا لمعالجة المعلومات العِلمية التي يجمعها القمر الصناعي “إنتغرال”، والقائم حاليا تحت إشراف جامعة جنيف.
تعاون أوروبي
وتم تحقيق المركز بفضل التعاون الوثيق بين المؤسسات العلمية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وسويسرا العضوة في الوكالة الأوروبية للأبحاث الفضائية. ويأوي المركز نخبة من علماء الفلك وخبراء الهندسة المعلوماتية وتجهيزات تقنية متطورة للغاية لمعالجة وتوزيع المعلومات التي يُمرّرها القمر الصناعي إلى مركز الأبحاث الفضائية الأوروبية في دارمشتاد بألمانيا، قبل أن تصل المركز الأوروبي في جنيف.
يعود اكتشاف الأشعة الجيميّة (gamma) العالية الطاقة لعام 1903، ويعتبر انتشارها إلى جانب الأشعة السينية (ْX-rays) والأشعة البائيّة (beta rays) في الكون كمؤشر على نشاطات كونية خارقة للعادة كانفجار أحد النجوم أو المُستسعِرات، أو تواجد ما يعرف بالثقوب السوداء في الكون أو حدوث انفجار رهيب ينفح مثل هذه الإشعاعات العالية الطاقة في الكون الفسيح.
وتجدر الإشارة إلى أن القمر الصناعي الأوروبي “إنتغرال” لا يستطيع “رؤية” الثقوب السوداء التي تبتلع على ما يبدو كل ما يقترب منها ولا يفلت من جاذبيتها العظيمة حتى الضوء الذي يضيع في تلك الثقوب.
قمر صناعي متميّز
ونتيجة لعدم انعكاس الضوء منها، تبدو تلك الثقوب سوداء داكنة في كبد السماء. لكن القمر الصناعي سيجمع أشعة المُستسعِرات أو النجوم النشيطة والمتواجدة على حافة تلك الثقوب العملاقة قبل أن تغور في الهاوية وتحتجب عن الأنظار.
سيقتص القمر الصناعي الأوروبي أثر هذه الظواهر في الكون الامتناهي لمدة عامين على الأقل، مع إمكانية تمديد هذه المهمة لثلاث سنوات أخرى، يتولى مركز المعالجة المعلوماتية قرب جنيف خلالها، مهمة المتابعة للقمر الصناعي وتوزيع نتائج المتابعة على علماء الفلك في البلدان الخمسة عشر الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي الولايات المتحدة وغيرها.
وبفضل هذا المركز، أصبحت جنيف منذ يوم الخميس قبلة علماء الفلك والفيزياء الفلكية في العالم، كما قال عالم الفلك السويسري المعروف والمسؤول عن هذا المركز تيري كورفوازيه.
جورج انضوني – سويس إنفو
في الساعات الأولى من فجر الخميس، انطلق الصاروخ الروسي “بروتون” من قاعدة بايكانور في كازاخستان يُقل القمر الصناعي الأوروبي “إنتغرال” المجهز لدراسة أشعة جَمّا. ويمرر “إنتغرال” المعلومات عن هذه الأشعة إلى المركز الأوروبي في دارمشتاد بألمانيا قبل نقلها لمركز المعالجة والتوزيع قرب جنيف.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.