جولة بوش في الشرق الأوسط .. زيارة الغضب والإحباط
لم تثر زيارة لرئيس أمريكى للمنطقة العربية قدرا من الإحباط والغضب العربى مثل زيارة الرئيس بوش الأخيرة للمنطقة والتى شملت إسرائيل والسعودية ومصر.
وهى المحطات الثلاث التى شهدت وقائع الزيارة، ولكل منها قصة، فالمحطة الأولى كانت بمناسبة الذكرى الستين لإنشاء دولة إسرائيل، والتى تعنى عربيا مرور 60 عاما على نكبة فلسطين.
أما المحطة الثانية فكانت لتدعيم العلاقات الثنائية وطرح الدور السعودى فيما يتعلق بزيادة الإنتاج النفطى لعل الزيادة تفيد فى كبح المضاربات غير المفهومة فى أسعار النفط، فضلا عن اتفاق تعاون فى المجال النووى السلمى، وآخر لتسهيل حصول السعوديين على سمات دخول مفتوحة ومتعددة المرات للأرض الامريكية. أما المحطة الثالثة فكانت أساسا للمشاركة فى المنتدى الاقتصادى العالمى حول الشرق الأوسط الذي انعقد من 18 إلى 20 مايو فى شرم الشيخ المصرية.
درجات من العلاقات الخاصة
الجامع بين المحطات الثلاث أنها دول ذات علاقات خاصة مع الولايات المتحدة، مع الفارق فى حجم الخصوصية بين كل منها، والفارق أيضا فى دعائم هذه الخصوصية. وإذا كان عنصرا المصلحة الاقتصادية والاعتبارات الاستراتيجية يوجهان بدرجة أو بأخرى العلاقات الأمريكية مع كل من القاهرة والرياض، فإن الأمر يختلف بالنسبة لأسس ودعائم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فهى ذات طابع دينى وعاطفى وعضوى وتاريخى واستراتيجى فى آن واحد. ولا يكفى هنا عبارات محايدة من قبيل الانحياز أو الشراكة أو التحالف فى كشف كنه وجوهر هذه العلاقات التى تحتوى كل ذلك وأكثر مما يمكن كشفه وما لا يمكن كشفه.
تجاهل الواقع إلى التاريخ والنبؤة
وإذا كان الأمر كذلك فإن خطاب الرئيس بوش فى الكنيست الاسرائيلى بمناسبة الذكرى الستين لنشأة دولة إسرائيل بكل ما فيه من مشاعر إعجاب جياشة وأوصاف توراتية ونبوءات تاريخية بعمر مديد يبدو أمرا طبيعيا لا يثير أى استغراب، فالرجل تحدث باعتباره أمام نبوءة دينية تكشف عمق الإيمان لمن يعمل على تحقيقها والحفاظ عليها وزيادة أجلها، ولما كان المتحدث ينطلق من أسس إيمانية ودينية فإن المحصلة تبدو نوعا من الإغراق فيما وراء الواقع المعاش بتفاصيله وهروب إلى التاريخ القديم والمقبل معا.
ومن ثم لم يذكر رئيس الولايات المتحدة أى شئ عن جهود بلاده مثلا لتحقيق تسوية عادلة أو قابلة للحياة بين إسرائيل والفلسطينيين، وتجاهل حقوقهم ومعاناتهم وكأنهم فى رغد العيش، واكتفى بذكر وعده لهم بإقامة دولة غير محددة المعالم تعيش بجانب إسرائيل شريطة أن تكون “ديموقراطية ويحكمها القانون وتناهض الإرهاب”.
هذا الهروب إلى التاريخ لدعم فكرة أن إٍسرائيل وجدت لتبقى، صاحبه أيضا تأكيد على أن أعدائها لا مصير لهم سوى الاختفاء، وهم كل من يعارض إسرائيل وسياساتها الاستيطانية والعدوانية تجاه الشعب الفلسطينى كإيران وحركة حماس وحزب الله. وهى ستبقى لأنها – حسب الرئيس بوش – المؤسسة على الإيمان والتى تجسد وعد الله الممنوح لابراهيم وموسى وداوود بوطن لبنى إسرائيل لأنهم شعب الله المختار.
ولأنها الأقوى فى منطقتها، والأكثر رسوخا فى الديموقراطية، والأذكى فى الموارد البشرية. وأيضا لأنها الأقرب إلى الولايات المتحدة من حيث النشأة والتمسك بالمجتمع الحر المفتوح، ولان الولايات المتحدة تقف ورائها بكل صلابة فى المعارك والتحديات التى تواجهها الآن وفى المستقبل أيضا، لمواجهة الإرهاب أو التطرف أو النفوذ الإيراني.
حدود دنيا
هذا المزيج من الأفكار الدينية والسياسية وإن لم يكن جديدا فى حد ذاته بالنسبة للرئيس بوش، المعروف أنه الأكثر ارتباطا بإسرائيل وأكثر من قدم لها خدمات كبرى مقارنة بالرؤساء الأمريكيين السابقين، إلا انه كشف عن حدود دنيا لما يمكن أن تقدمه إدارته فى الأشهر القليلة المقبلة بشأن المفاوضات الفلسطينية الإٍسرائيلية.
فالرجل يعيش حسب معايير السياسة الأمريكية فترة عجز الرؤساء عن القيام بإنجازات كبرى نتيجة ضغوط حملة انتخابات الرئاسة، كما أن حليفه فى إسرائيل، اى إيهود أولمرت رئيس الوزراء، يعانى من قضايا فساد قد تقوده إلى المحاكمة والابتعاد عن المنصب الرسمى، ويسود إدارته تقييم بأن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس غير قادرين على تمرير اتفاق بشأن دولة فلسطينية مصممة على مقاس الأمن الإسرائيلى بالدرجة الأولى، فضلا عن قناعة أمريكية ثابتة بأنه لا سبيل لممارسة أية ضغوط على إسرائيل.
غضب فى غير محله
ولذا حين يغضب الرئيس عباس من مضمون خطاب الرئيس بوش فى الكنيست، يبدو غضبا فى غير محله من جانب، ودليل على ثورة توقعات فلسطينية لا أساس لها من جانب أخر. فتجاهل الرئيس بوش للقضية الفلسطينية والمفاوضات لم يكن أمرا عابرا فى خطابه، كان محسوبا ومُحمّلا بالرسائل الواضحة التى لا تخطؤها العين والأذن معا.
والمهم هنا من يقرأ تلك الرسائل ويترجمها إلى سياسات وأفعال مضادة. هذا هو السؤال. لاسيما وأن الغضب الفلسطينى والمصرى الذى ابلغ للرئيس بوش فى زيارته لشرم الشيخ لم يقابل إلا بمزيد من التجاهل والاستعلاء.
ففى خطابه امام المنتدى الاقتصادى العالمي للشرق الأوسط بمنتجع شرم الشيخ لم تنل القضية الفلسطينية إلا نفس العبارات الغامضة حول وعد الدولتين وحق الفلسطينيين أن يحلموا بهذه الدولة، دون أدنى إشارة إلى ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لدفع المفاوضات وصولا إلى تحويل هذا الحلم إلى حقيقة ملموسة.
الداعية الديموقراطى
وكما تلبس الرئيس بوش دور صاحب النبوءات الكبرى فى خطابه أمام الكنيست، تلبس دور المعلم والداعية الديمقراطى أمام مستمعيه فى المنتدى، والذين غاب عنهم رئيس مصر المضيف الذى آثر الخروج من القاعة قبل أن يبدأ بوش خطابه، وبعدها بقليل خرج أيضا وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط فى إشارة إلى غضب مصرى آخر من مضمون الخطاب الذى وزع مُسبقا قبل إلقائه بقليل.
وفى دور الداعية الديموقراطى وضع بوش كل مشكلات المنطقة فى سلة واحدة، وغياب الديموقراطية فى سلة أخرى، مشيرا إلى رؤيته بشأن نظم حكم فى المنطقة بما فيها من حلفاء لبلاده باعتبارها مجرد “حاكم يحكم ومعارض فى السجن”، ومعتبرا أن الديموقراطية هى الحل السحرى لكل شئ، بداية من أزمة السلام وغياب الأمن فى عموم الإقليم ومواجهة قوى التطرف والإرهاب على حد وصفه، ومرورا بتوفير الطاقة على الصعيد العالمى ونهاية بتحسن أوضاع المعيشة للمجتمعات العربية.
وكان الأعجب أن يشير بوش إلى نماذج العراق الدموى والمحكوم حاليا طبقا لمحاصصة ذات مسحة طائفية وأفغانستان التى تترنح تحت ضربات طالبان بالرغم من حماية قوات الناتو، باعتبارهما نماذج ديموقراطية تستحق الإشادة، وربما التقليد!
الأثر العكسى
قضية الديموقراطية على هذا النحو وإن أراد بها الرئيس بوش التأكيد على إخلاصه لنشر الديموقراطية وفتح المجتمعات العربية لكى تبعد عن نفسها وعن العالم شبح الإرهاب والتطرف، فقد جاءت بأثر عكسى. فحديث الرجل فى المنطقة لم يعد يتمتع بأى قدر من المصداقية سواء لدى الشعوب أو لدى الحكومات، كما أثار موجة غضب وانتقاد لدى الصحف المصرية شبه الرسمية والمستقلة على نحو غير معتاد.
وامتد النقد أيضا إلى تصريحات كبار المسؤولين، فمبارك أكد على أن الإصلاح يتم وفقا للظروف المصرية وليس وفقا لنماذج عقيمة تأتى من الخارج وتحت الضغط، ومؤكدا أن الحرية والعدل ـ اللذين يطالب بهما بوش ـ لابد أن يشملا الشعب الفلسطيني، وأن العرب لن يقدموا أى غطاء لاتفاق فلسطينى إسرائيلى لا يلبى المطالب الفلسطينية.
أما أبو الغيط فقد قال في إحدى جلسات المنتدى – فى نوبة صراحة شديدة ونقد مباشر لمقولات الرئيس بوش – إن سبب مشكلات الشرق الأوسط هى عدم تسوية الصراع العربى الإسرائيلي وليس غياب الديموقراطية، وأن الغضب العربى الناتج عن رؤية مظاهر العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطينى يؤدى إلى العنف وعدم الاستقرار فى المنطقة، ومؤكدا أن إسرائيل ليست لديها إرادة للسلام، ومتسائلا عن عدم طرح القدرات النووية الإسرائيلية والتركيز فقط على قدرات إيران مع الفارق الشاسع بينهما.
مثل هذا النقد المباشر يمثل نبرة جديدة فى علاقات مصر مع الولايات المتحدة، لا تعبر عن غضب وحسب، بقدر ما تبنئ عن اتساع الفجوة بين بلد إقليمى كبير والقوة الأكبر فى النظام الدولى، على الأقل حتى يأتى رئيس أمريكى جديد يطرح شيئا مختلفا.
د. حسن أبوطالب – القاهرة
القاهرة (رويترز) – قال محللون يوم الثلاثاء 20 مايو 2008 إن مصر غاضبة من الرئيس الأمريكي جورج بوش لانه أعاد فتح ملف الاصلاح الديمقراطي فيها في خطابه في أولى جلسات منتدي دافوس بمنتجع شرم الشيخ المطل على البحر الاحمر يوم الأحد 18 مايو.
وقال بوش في الخطاب الذي تقول صحف مصرية إن الرئيس حسني مبارك قاطعه إنه “يتطلع إلى أن تقود مصر الاصلاح في الشرق الاوسط” وانتقد ما قال إنه صيغة الحكم التي تقوم في المنطقة على “حاكم في السلطة ومعارضة في السجن”.
ووجهت صحف مصرية تديرها الدولة انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكي بعد الخطاب. ووصف رئيس تحرير صحيفة الأخبار محمد بركات في مقال نشر يوم الثلاثاء 20 مايو بوش بأنه “داعية حرب ومروج للعنف والعدوان”، وأضاف “إن للرجل تاريخا حافلا في إشعال الحرائق وإعلان الحروب علي الدول خارج إطار الشرعية الدولية وهو ما لا يؤهله على الاطلاق كي يكون صالحا لنشر الهدوء والإستقرار والسلام”.
وشكك مسؤولون وسياسيون مصريون بينهم العضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم جمال مبارك ابن الرئيس المصري في إمكانية أن يفي بوش بوعد اقامة دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل هذا العام قبل ان يترك مقعده لرئيس جديد في يناير كانون الثاني المقبل.
وقال بركات في مقاله “بوش أثبت من جديد أنه على ما هو عليه من عدم القدرة علي رؤية الواقع أو فهمه وعدم القدرة علي إدراك طبيعة المنطقة وطبائع شعوبها في ظل ما هو عليه من انحياز كامل لاسرائيل وولاء دائم لها”.
وتقول مصر ودول عربية أخرى حليفة لواشنطن إن الاصلاح يجب أن ينبع من الدول ذاتها ووفقا لثقافاتها وأولوياتها. وقالت الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول في نيويورك وواشنطن إن الاصلاح الديمقراطي في دول المنطقة ضروري للحد من العداء الذي تبديه أغلبية من السكان تجاه سياسات واشنطن.
وقال رئيس تحرير صحيفة الجمهورية محمد علي إبراهيم في مقال نشر يوم الاثنين 19 مايو “كان انصراف الرئيس مبارك عقب القاء خطابه (في الجلسة الافتتاحية) سلوكا حكيما. فهو غير مطالب بالجلوس لسماع محاضرة (من بوش) عن الديمقراطية والحرية لشخص هو أبعد ما يكون عنها”، وأضاف “تحدث الرئيس بوش عن استيائه من نظم حكم بالمنطقة تقوم بسجن المعارضة السياسية. إلا أننا نقول له إنكم أنتم الذين تسجنون الناس بدون محاكمة في جوانتانامو وأبوغريب وغيرهم”.
وقالت المحللة السياسية هالة مصطفى “أعتقد أن ملف الاصلاح السياسي هو أكثر الملفات حساسية بين الجانبين (المصري والأمريكي)”، وأضافت “ربما يكون الملف المسكوت عنه وهو الخلافة في مصر هو السبب الجوهري… الولايات المتحدة لم تبد رأيا قاطعا أو حاسما في موضوع الخلافة برغم أنه الموضوع الابرز على الاجندة المصرية. ربما انتظر البعض في مصر دعما أكبر أو صريحا أو واضحا (لهذا الملف من الولايات المتحدة) وهذا لم يأت.”
ويقول سياسيون معارضون ومحللون ان مبارك (80 سنة) يعد جمال الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات في الحزب لخلافته. وقال سياسيون في الحزب الحاكم ان من حق جمال خوض الانتخابات الرئاسية بعد تعديل دستوري أتاح تعددية المرشحين لاول مرة. لكن معارضين ومحللين يقولون ان التعددية المتاحة مقيدة على نحو يجعل نجاح مرشح الحزب الحاكم مؤكدا تقريبا.
وقالت هالة مصطفى التي ترأس تحرير مجلة الديمقراطية التي تصدر عن مؤسسة الأهرام لرويترز “مصر اعتادت على وضع معين فيما يتعلق بدورها الاقليمي… في الفترة الأخيرة يبدو أن أمريكا لم تعتمد على وسيط اقليمي وحيد كما كان في السابق، “لذلك أعتقد أنه ربما أصاب النظام المصري نوع من الإحباط في وقت لم تصدر فيه إشارة (في خطاب بوش) إلى الوساطة المصرية الأخيرة بين الفلسطينيين واسرائيل”. وأضافت “ربما أن ما يقلق مصر هو احتمال أن يكون موقف بوش هو الخط الذي ستسير عليه الإدارة الأمريكية الجديدة”.
وتتوسط مصر بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة واسرائيل من أجل تهدئة توقف الغارات الاسرائيلية على القطاع واطلاق الصواريخ الفلسطينية على الاراضي الاسرائيلية تمهيدا لامتداد التهدئة إلى الضفة الغربية بعد فترة يتفق عليها.
وقال المحلل السياسي عمار علي حسن إن ما يغضب مصر من الولايات المتحدة هو ما تقول انه تدخل في شؤونها الداخلية “وعلى نحو خاص قضية الاصلاح الديمقراطي”، واضاف “النظام المصري كان يعتقد أن الولايات المتحدة اما رضيت بالاصلاح الشكلي الذي أجراه أو تغاضت عن قضية الاصلاح بعد مكاسب الاخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2005”. وأضاف “حديث بوش لمحطة تلفزيون مصرية (قبل وصوله إلى المنطقة) عن أنه كان هناك إصلاح تم التراجع عنه دل على أن أمريكا غير راضية”.
وشغل الاخوان المسلمون حوالي خمس مقاعد مجلس الشعب الذي يتكون من 454 مقعدا في انتخابات عام 2005 التي يقول محللون إن المرحلة الاولى منها كانت نزيهة تماما تقريبا ثم شابت مرحلتيها الثانية والثالثة عمليات تزوير وأعمال عنف.
وقال حسن ان الولايات المتحدة ربما تخشى أن يزيد التاثير السلبي على صورتها في مصر إذا أيدت توريث الحكم. وأضاف “خطاب بوش في الكنيست عن اسرائيل التوراتية نسف تماما التصور المصري لحل يقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية بينما الأمن القومي لمصر يضغط في هذا الاتجاه”.
وقال بوش في الخطاب الذي ألقاه في الكنيست في الذكرى السنوية الستين لقيام اسرائيل “إن اليهود هم الشعب المختار للأرض التي أقاموا عليها دولتهم”، لكن المحلل السياسي محمد السيد سعيد الذي يرأس تحرير صحيفة البديل اليومية اليسارية قال إنه لا يرى أن هناك أزمة في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة. وأضاف أن مصر تفعل الكثير مما تطلبه اسرائيل “من أجل ارضاء أمريكا”.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 21 مايو 2008)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.