مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حقائق-ما هي جماعة حزب الله اللبنانية التي تتهمها إسرائيل في هجوم الجولان؟

reuters_tickers

بيروت (رويترز) – تنحي إسرائيل باللائمة على الجماعة المدعومة من إيران في هجوم صاروخي أسفر عن مقتل 12 طفلا وفتى في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل يوم السبت.

وينفي حزب الله مسؤوليته عن الهجوم.

فيما يلي حقائق عن جماعة حزب الله اللبنانية.

* ما أصول حزب الله؟

أسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله في 1982 خلال الحرب الأهلية في لبنان بين 1975 و1990 في إطار جهود طهران لتصدير الثورة الإسلامية وقتال القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في 1982.

ونمت الجماعة من فصيل مجهول إلى قوة مدججة بالسلاح ذات نفوذ كبير في لبنان والمنطقة. وتصنف حكومات غربية، منها الولايات المتحدة، حزب الله جماعة إرهابية. وتحذو بعض دول الخليج ذلك الحذو، ومنها السعودية.

وحزب الله جماعة شيعية تشترك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أيديولوجيتها.

* كيف انخرطت الجماعة في حرب غزة؟

تشكل الجماعة جزءا قويا من “محور المقاومة” وهو تحالف جماعات مدعومة من إيران في الشرق الأسط يشمل أيضا حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي أشعلت حرب غزة بمهاجمة إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وبدأ حزب الله إطلاق النار على مواقع إسرائيلية في المنطقة الحدودية في الثامن من أكتوبر تشرين الأول في إعلان للتضامن مع الفلسطينيين.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار على أساس شبه يومي منذ ذلك الحين، إذ يطلق حزب الله صواريخ وطائرات مسيرة وتشن إسرائيل هجمات جوية وضربات بالمدفعية. وتستهدف الهجمات في الأغلب المنطقة الحدودية أو أماكن قريبة منها، لكن الطرفين توسعا أيضا في هجماتهما.

وذكرت مصادر أمنية وطبية وأفاد إحصاء أجرته رويترز لعدد إخطارات القتلى التي أصدرها حزب الله أن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى مقتل نحو 350 مقاتلا من حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني، منهم مسعفون وأطفال وصحفيون.

وقال الجيش الإسرائيلي عقب هجوم السبت إن عدد القتلى بين المدنيين في هجمات حزب الله ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر تشرين الأول، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 17 جنديا. ونفت الجماعة اللبنانية مسؤوليتها عن هجوم السبت.

ونزح عشرات الآلاف من منازلهم في لبنان وإسرائيل.

* ما مدى القوة العسكرية لجماعة حزب الله؟

على الرغم من تفكيك جماعات أخرى عقب الحرب الأهلية في لبنان، احتفظت جماعة حزب الله بأسلحتها لقتال القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان الذي تقطنه أغلبية شيعية. وانسحبت إسرائيل في عام 2000 بعد أعوام من حرب العصابات.

بدا التطور العسكري للجماعة في عام 2006 في أثناء حرب استمرت خمسة أسابيع مع إسرائيل اندلعت بعد عبور أعضاء من الجماعة الحدود إلى داخل إسرائيل وخطف جنديين وقتل آخرين.

وأودت الحرب بحياة 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، و158 إسرائيليا معظمهم جنود. وأطلق حزب الله آلاف الصواريخ على إسرائيل.

وتنامت القوة العسكرية للجماعة بعد 2006، إذ تقول إن صواريخها يمكنها قصف جميع مناطق إسرائيل وإن ترسانتها تتضمن صواريخ دقيقة التوجيه.

وخلال حرب غزة، أعلن حزب الله شن هجمات باستخدام صواريخ سطح جو، وهو سلاح يُعتقد منذ فترة طويلة أنه في ترسانة حزب الله، إلا أن الجماعة لم تؤكد من قبل امتلاكها لتلك الصواريخ. وتطلق الجماعة اللبنانية أيضا طائرات مسيرة ملغومة على إسرائيل.

وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إن الجماعة تملك 100 ألف مقاتل. ويذكر كتاب حقائق العالم الذي يصدر عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) أن التقديرات تشير إلى أن حزب الله في 2022 كان يملك 45 ألف مقاتل مُقسَمين بين 20 ألف مقاتل بصفة دائمة و25 ألف على قوة الاحتياط.

* ما النفوذ الإقليمي الذي تملكه الجماعة؟

ألهم حزب الله ودعم جماعات أخرى مدعومة من إيران في أنحاء المنطقة، بما في ذلك فصائل شيعية عراقية مسلحة. وأدت الجماعة دورا كبيرا في مساعدة حليفها الرئيس بشار الأسد في الحرب في سوريا حيث لا يزال بها مقاتلون من الجماعة.

وتقول السعودية إن حزب الله قاتل أيضا لدعم الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن. وينفي حزب الله هذا.

* دورها في لبنان

تعزز نفوذ الجماعة في لبنان بفعل ترسانتها ودعم العديد من الشيعة الذين يقولون إنها تحمي لبنان من إسرائيل. وللجماعة وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان.

وتقول الأحزاب اللبنانية المعارضة لحزب الله إن الجماعة قوضت الدولة وجرّت لبنان بشكل أحادي إلى حروب.

ودخلت الجماعة مجال السياسة في عام 1992 بمنافستها في الانتخابات، وأصبح دورها على الساحة السياسية أكثر بروزا في عام 2005 بعد سحب سوريا قواتها من لبنان في أعقاب مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي كان يمثل النفوذ السعودي في لبنان.

وأدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة من أعضاء حزب الله غيابيا بتهمة الضلوع في اغتيال الحريري. وتنفي الجماعة ضلوعها، واصفة المحكمة بأنها أداة في يد أعدائها.

وفي عام 2008 تحول نزاع على السلطة بين حزب الله وخصومه السياسيين إلى صراع مسلح بعد تعهد الحكومة باتخاذ إجراءات ضد شبكة الاتصالات العسكرية التابعة للجماعة. وسيطر مقاتلون من حزب الله على أجزاء من بيروت.

وفي 2018، فاز حزب الله وحلفاؤه الذين يدعمون حمله للسلاح بأغلبية في البرلمان. وعلى الرغم من خسارة تلك الأغلبية في 2022 فإن الجماعة ظلت تحتفظ بنفوذ كبير.

* متهمة في هجمات على أهداف غربية

شنت مجموعات يقول مسؤولون أمنيون لبنانيون ومخابرات غربية إنها مرتبطة بحزب الله هجمات انتحارية على سفارات وأهداف غربية، وخطفت غربيين في الثمانينيات.

وتتهم الولايات المتحدة حزب الله بالمسؤولية عن تفجير انتحاري دمر مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت في عام 1983 وأسفر عن مقتل 241 جنديا، وتفجير انتحاري في العام نفسه استهدف السفارة الأمريكية. كما استهدف تفجير انتحاري ثكنات فرنسية في بيروت في عام 1983 وأودى بحياة 58 من قوات المظلات الفرنسية.

وفي إشارة إلى تلك الهجمات واحتجاز الرهائن، قال الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصر الله في مقابلة في 2022 إنها كانت من تنفيذ جماعات صغيرة غير مرتبطة بحزب الله.

وحزب الله متهم أيضا في هجمات مسلحة في أماكن أخرى. وتتهم الأرجنتين حزب الله وإيران بالمسؤولية عن تفجير مركز للطائفة اليهودية في بوينس أيرس أسفر عن مقتل 85 شخصا في 1994 وكذلك عن هجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس أيرس عام 1992 سقط فيه 29 قتيلا.

وينفي حزب الله وإيران مسؤوليتهما عن العمليتين.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية