حل سويسري لمكافحة التلوث النفطي
يعكف خبراء المعهد التقني الفيدرالي العالي في مدينة لوزان على تطوير نظام أكثر فعّالية ومرونة لمكافحة تلوث المياه بالنفط بعد أن تعددت في السنوات الأخيرة حوادث ناقلات الذهب الأسود.
فهذه الحوادث تتكرر باستمرار رغم تشديد الإجراءات على الصعيدين الوطني والدولي للحد منها، وتؤدي للمزيد من التلوث الذي أصبح يهدد سبل الحياة في مياه الكرة الأرضية.
يُقدر الخبراء الأوروبيون أن ما لا يقل عن مليون طن من النفط قد تسربت إلى المياه الأوروبية خلال العقود الأربعة الماضية، أي منذ تصاعدت الطلبات على الذهب الأسود بعد الحرب العالمية الثانية.
ومن أبرز حوادث التلوث التي وقعت خلال الآونة الأخيرة، هنالك حادث الناقلة “إيريكا” الذي أدى لتسرب ما لا يقل عن عشرين ألف طن من النفط قريبا من سواحل “بريتاني” الفرنسية، مما ألحق الخراب والضرر بمناطق ساحلية على امتداد أربعمائة كيلومتر تقريبا.
وعلى الرغم من تكرار هذه الحوادث الخطيرة، لم تعرف أساليب مكافحة مثل هذا التلوث البحري أو النهري تطورات تُذكر منذ سنوات عديدة، إذ تقتصر حتى الآن على محاولات احتواء طبقات النفط العائمة وسط حواجز من البالونات المطاطية التي تبقى عائمة على وجه المياه، لإفراغ النفط العائم بعد ذلك بالمضخات.
الحيلة في تخفيف الوزن وزيادة المرونة
لكن هذه الطريقة لا تنطوي على فعّالية واضحة إذا كانت بقع النفط العائم على سطح المياه تزيد على المائة متر تقريبا، وإذا كان البحر هائجا بصفة لا تساعد على شد الحواجز المطاطية بين السفن المشاركة في عمليات تطهير المياه من التلوث.
ولهذه الأسباب، تقتضي الظروف أحيانا باستخدام الكيميائيات للتقليل من حدة هذا التلوث أو لإشعال النار في طبقة النفط العائمة على سطح المياه بكل بساطة، لمنعها ولو جزئيا من بلوغ الشواطئ القريبة من مكان الحادث.
إن النظام الذي يجري تطويره في المعهد التقني الفيدرالي العالي في لوزان، يعتمد مبدئيا على نظام الحواجز المطاطية العائمة ولكنه يُضفي على هذا النظام قدرا أكبر من الفعّالية والمرونة في مواجهة هذا النوع من التلوث.
ويتوصل الباحثون في لوزان إلى هذه النتائج بفضل استخدام أصناف من الحواجز والمعدات أخف وزنا وأكثر مقاومة من الحواجز والمعدات المألوفة حتى الآن، وبفضل استخدام صهاريج مصنوعة من اللدائن قابلة للانكماش أو الانقباض على ذاتها، وذات حوافّ عريضة مصنوعة أيضا من اللدائن لاحتواء بقع النقط وتمريرها إلى الصهريج.
نظام يصلح لتنظيف البحيرات أيضا
يعرف النظام الجديد باسم “نظام أوغو كافالي” نسبة لمخترع هذا النظام الذي يستطيع التعامل بسهولة واضحة مع بقع نفطية عائمة يزيد قطرها على مائتي متر.
ويقول جون لووي بوايّا رئيس الفريق الذي طور النظام الجديد في لوزان: إن المجموعة البريطانية المعروفة باسم ” اويل سِبيل ريسبونص” التي تعتبر من أهم الشركات المتخصصة بمكافحة التلوث البحري قد أعربت عن الرغبة في تبني هذا النظام عندما يصبح متوفرا في الأسواق.
ولهذه الغاية يسعى الباحثون في لوزان لإيجاد شريك لتمويل نموذج كامل متكامل وبالحجم المطلوب من المعدات التي تم تطويرها في المعهد التقني الفيدرالي العالي، لاختبارها في البيئة وفي الظروف الطبيعية.
ويقول جون لووي بوايّا: إن هذا النظام قد يستخدم أيضا لتنظيم القاذورات والأخشاب التي تأتي بها مياه الفيضانات إلى البحيرات السويسرية على سبيل المثال.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.