حواسـيـب لـمُــحاربة المـلاريــا
يستخدم المعهد السويسري للدراسات الاستوائية في بازل الإمكانيات غير المستعملة في الحواسب الخاصة لمحاربة انتشار مرض حمى المستنقعات، الذي يقضي سنويا على أكثر من مليون شخص.
وتتعاون مع هذا المشروع الذي يشارك فيه 2000 حاسوب، عدة مؤسسات، مثل جامعة جنيف والمركز الأوروبي للأبحاث النووية، ومنظمتين غير حكوميتين.
بدأت الدراسات الأولية في هذه التجربة العام الماضي في بازل بمشاركة 40 حاسوبا خاصا، وذلك لتجسيد بقعة انتشار مرض الملاريا أو حمى المستنقعات في القارة الإفريقية.
وبتقديم الرسوم البيانية لمدى انتشار المرض، سيكون في مقدور الباحثين الوقوف على مدى نجاعة الأدوية الجديدة والتمكن من تحسين جودتها ومفعولها.
ويتعاون في مشروع المعهد السويسري للدراسات الاستراتيجية في بازل الذي يحمل عنوان “مالارياكونترول.نـِت”، مع موقع “أفريكا@هوم” (Africa@home) – وهو موقع على الإنترنت مخصص للحواسب المتطوعة التي يريد أصحابها المساهمة في معالجة المشاكل الإنسانية في إفريقيا- وجامعة جنيف، والمركز الأوروبي للأبحاث النووية “سيرن” في جنيف، ومنظمتان غير حكوميتين، هما “المؤتمر الدولي للمتطوعين”، و”معلوماتيون بلا حدود”.
المساعدة لا تكلف الكثير
ما دام برنامج الحاسوب المستخدم لهذا الغرض يحتاج الى كمية هائلة من المعلومات، وما دامت موارد الباحثين محدودة، تم اللجوء الى فكرة استخدام الإمكانيات “الكامنة” أو غير المستعملة في الحواسب الخاصة، إذ بإمكان المتطوعين المشاركين في هذه التجربة، أن يحملوا مجانا في حواسبهم، البرنامج الذي يقوم بالحسابات المطلوبة دون عرقلة نشاطاتهم العادية.
وتُرسل النتائج التي تتوصل إليها هذه الحواسب على دفعات إلى حاسوب مركزي في جامعة جنيف، حيث يقوم الباحثون بتحليلها.
ويقول نيكولا مير، الباحث في المعهد السويسري لأمراض المناطق الإستوائية “هناك أعدادا متزايدة من الأشخاص الذين يرغبون في المشاركة في هذه التجربة، ونحن مرتاحون جديا للنتائج التي توصلنا إليها”.
ثـلاث سنـوات
ويشارك حاليا أكثر من 2000 شخص في هذا المشروع، حسب فرانسوا جري من المركز الأوروبي للأبحاث النووية، وهو رقم يفوق العدد المطلوب في هذه المرحلة من المشروع الذي يستغرق ثلاثة أعوام.
ويقول نيكولا مير في حديث لسويس إنفو “إن أكثر من 300 شخص كانوا يتقدمون يوميا بطلب المشاركة في المشروع”. ويرى الباحث أن “إمكانيات استيعاب عدد المشاركين ستتزايد مع الوقت، وهو ما يسمح بتعزيز حجم معالجة المعلومات عن طريق هذه الإمكانيات المتطوعة”.
لكن هناك الكثير من الإمكانيات غير المستخدمة، نظرا لأن هناك ملايين الحواسب المرتبطة بشبكة الإنترنت، والتي لا تقوم الغالبية منها إلا بنشاطات محدودة لا تتطلب حجما كبيرا من سعة ذاكرتها.
ولئن كانت أخطار الإصابة بفيروسات الكترونية كبيرة عندما يتم اللجوء الى تحميل برامج عبر شبكة الإنترنت، فإن فرانسوا جري يقول إن التجربة لم تتعرض لأية أخطار تُـذكر لحد الآن.
ويوضح نيكولا مير من جهته، بأن الباحثين ليس في مقدورهم الوصول الى معلومات أصحاب الحواسب الخاصة المشاركة في التجربة، لأن الحاسوب الشخصي هوالذي يتصل بحاسوب جامعة جنيف وليس العكس.
سويس إنفو
يوجد 90% من ضحايا الملاريا في إفريقيا.
تصل تكاليف معالجة هذا المرض سنويا أكثر من 15 مليار فرنك من إجمالي الناتج الداخلي.
يخلف مرض الملاريا سنويا مليون قتيل و300 مصاب بالفيروس.
تجربة معهد بازل لأمراض المناطق الاستوائية ليست الأولى من نوعها من حيث اللجوء الى الإمكانات غير المستغلة في الحواسب الخاصة، إذ تجري تجارب أخرى مثل أبحاث مرض السرطان باستخدام إمكانيات الحساب الهائلة المترتبة عن شبكة لحواسب شخصية.
أشهر مشروع في هذا المجال هو “أبحاث القدرات الفكرية لأحياء من الفضاء الخارجي” المعروفة باسم SETI، والذي يقوم بدراسة المعلومات المجمعة عن احتمال وجود حضارات في الفضاء الخارجي.
يشارك أكثر من 3 مليون شخص من 226 بلدا في مشروع SETI الذي تشرف عليه جامعة بيركلي بالولايات المتحدة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.