مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسبانيا تتأهل بجدارة واستحقاق لنهائي يورو 2008!

Keystone

تحت أمطار غزيرة، تألق المنتخب الإسباني بتحقيقه لنتيجة (3-0) أمام نظيره الروسي في المقابلة نصف النهائية الثانية ليورو 2008 التي احتضنها ملعب "إيرنست هابّيل" بفيينا مساء الخميس 26 يونيو، أمام جمهور غفير كان من ضمنه ولي العهد الإسباني الأمير فيليبي كارلوس وقرينته ليتيسيا.

إسبانيا، التي لم تنهزم منذ بداية هذه البطولة، ستواجه ألمانيا في مقابلة النهاية يوم الأحد القادم 29 يونيو في العاصمة النمساوية.

يمكن وصف المقابلة نصف النهائية بين روسيا وإسبانيا بمواجهة بين مُنتخبين كانا يسعيان منذ مدة طويلة جدا للفوز بلقب كروي، فهي مباراة أتيحت فيها للفريقين فرصة تـدارك ما ضاع منهما في الماضي.

فبعد فوزها بأول بطولة كروية أوروبية في التاريخ في عام 1960، وبعد بلوغها الدور النهائي في دورات 1964 و1978 و1988 (عندما كانت لا تزال جزء من الاتحاد السوفياتي السابق)، لم تنجح روسيا في التألق في مرحلة نهائية لأي بطولة أوروبية منذ 20 عاما.

أما إسبانيا، التي انتزعت في عام 1964 لقب بطلة أوروبا (بفوزها على ذلك المنتخب السوفياتي السابق)، فكانت قد فشلت في تحقيق أي إنجاز أوروبي منذ هزيمتها أمام فرنسا في عام 1984.

وقبل مواجهتهما للمرة الثانية في البطولة الحالية – بحيث سبق أن التقى المنتخبان في المقابلة الافتتاحية للمجموعة الرابعة التي فاز فيها رفاق فيلا وطوريس بأربعة أهداف مقابل واحد – كانت قوة أداء الفريقين الإسباني والروسي، كل واحد بطريقته الخاصة، قد تعززت خلال المباريات الموالية.

ففي الدور ربع النهائي ليورو 2008، تمكنت الروخا (الفريق الأحمر الإسباني) من الانتصار أخيرا على إيطاليا بعد 88 عاما من الانتظار، بينما أمتع الروس الجمهور الكروي، بفضل عودة “جوهرته” أرشافين، بلعب مُتقن مكـّنه من إقصاء الفريق البرتقالي الهولندي الذي كان ضمن أكبر المرشحين للفوز بالبطولة.

جرعة من العبقرية…

ولكن مهما كان ثقل التاريخ أو إنجازات الماضي، فإن معنويات اللاعبين قبل اللحظات التي تسبق انطلاق المباراة نصف النهائية لهذه البطولة الأوروبية هي الأهم.

الفريقان ظلا وفيّـين في بداية المقابلة لعاداتهما وفلسفة لعبهما، إذ لم ينتظرا طويلا لشن الهجوم على الخصم، فقاما بعمليات وتمريرات وحركات تقنية جميلة تحت أمطار تهاطلت بغزارة على فيينا.

كان ذلك حال المباراة، على الأقل، في الدقائق الثلاثين الأولى التي تميزت بمحاولات إسبانية من توقيع راموس وطوريس وفيلا، ثم تسديدات روسية قوية، مثل ركلة بالقدم اليمنى لبافليوشينو في الدقيقة 30 وضربة رأسية رائعة له في الدقيقة 34، دون تسجيل أية أهداف. ثـم هدأ إيقاع اللعب حيث اعتمد الإسبان استراتيجية دفاعية لعرقلة المحاولات الروسية ولتفادي، بالخصوص، اختراق مُربع العمليات من طرف بوفليوتشينكو الذي كان يحرسه ثلاثة مُدافعين.

وبعد فترة الاستراحة.. عاد الفريق الإسباني وكأنه تلقى جرعة من العبقرية والحيوية. فبعد بداية الشوط الثاني بأربعة دقائق فقط، ضافر إنييستا وشافي هيرنانديس جهودهما، الأول قام بتمريرة عرضية مُركزة باتجاه الثاني الذي سدّد على مسافة قريبة جدا من المرمى الروسي لتستقر الكرة في شباك الحارس أكينفيف.

ومنذ تلك اللحظة، سيطر الإسبان بشكل شبه تام على مجريات المقابلة بفضل لعب جماعي متضامن ومُتـقن أحسنوا فيه توزيعهم على الميدان، ونحجوا في حرمان النجم الروسي أرشافين من تمريرات أصدقائه.. ومع مـُضي الدقائق، بدا واضحا أن الفريق الروسي بات مغلوبا على أمره وكأن الأداء الرائع لخصمه خنق أنفاسه وجرده من أية حلول.

وفي الربع ساعة الأخير، أذهل الإسبان الجمهور الكروي بفرجة أجمل وأروع، فقد سمحت تمريرتان ساحرتان لفابريغاس لكل من غويزا (الذي كان قد عوض على التو اللاعب المتألق طوريس في مقدمة خط الهجوم) وسيلفا، بتسجيل هدفين جديدين للمُنتخب.

ألمانيا .. “الفريق الرهيب”

وقد صرح طوريس بعد انتهاء المباراة: “لقد بلغنا الهدف الذي كنا نسعى لتحقيقه. لذلك فإن سعادتنا كبيرة جدا. نحن قمنا ببداية مباراة جيدة. وفي الشوط الثاني، تراجعت القوة البدنية للروس، وهو ضـعفٌ استفدنا منه. ونحن الآن، بطبيعة الحال، نأمل أن يتحقق الأفضل في المقابلة النهائية، لكن ذلك، طبعا، سيكون صعبا ضد ألمانيا. فخلافا لنا، الألمان معتادون على خوض نهائيات البطولات الكبرى. ونحن بالتالي سوف نستعد لذلك”.
.”

أما حارس المرمى وقائد الفريق إيكير كاسياس فقال: “هذا المساء، قُمنا بمباراة رائعة ضد روسيا واستحقينا الذهاب إلى النهاية. إن ألمانيا فريق رهيب لأنهم يتمتعون بخبرة طويلة وهم أقوى منا جسديا، بينما نتوفر نحن على فريق شاب نسبيا”.

وبعد مرور 20 عاما على النهاية التعيسة أمام فرنسا (1984) و40 عاما على تحقيقهم الفوز على الاتحاد السوفياتي السابق، سيخوض الإسبان أخيرا مغامرة الفوز بلقب أوروبي. وذلك دون انهزامهم في أية مباراة من مباريات يورو 2008 التي احتضنتها كل من سويسرا والنمسا.

خطوة أخيرة واحدة مازالت تفصلههم إذن عن تحقيق الحلم، لكنها بلا شك أصعب خطوة. وتزداد صعوبة عندما يكون اسم الخصم “ألمانيا”. لكن لا شيء يبدو مُستحيلا للاعبي لويس أراغونيس.

سويس انفو مع الوكالات

أعلن مطار فيينا-شفيشات أن نشاطاته ستحطم رقمها القياسي هذا الخميس 26 يونيو (بـ1111 حركة طيران على ساحات النزول والإقلاع) بمناسبة المقابلة نصف النهائية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم بين روسيا وإسبانيا.

وتوجد ضمن هذه الحركة الجوية حوالي 220 طائرة خاصة، أكثر من 50% منها من روسيا (60% من الرحلات قادمة من روسيا، و40% لجنسيات أخرى من بينها عدد كبير من الإسبان.

في نهاية سبتمبر القادم، ستتخذ لجنة تنفيذية تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في اجتماع بمدينة بوردو الفرنسية القرار النهائي الخاص باكتفاء بطولة أمم أوروبا لكرة القدم بـ16 عشر مُشاركا أو رفع عدد الفرق إلى 24.

وسيلتقي الرئيس الفرنسي للاتحاد، ميشيل بلاتيني، بوم الجمعة 27 يونيو الجاري في فيينا، رؤساء الفدراليات الـ 53 التي تشكل الاتحاد لمناقشة هذا القرار.

روسيا: أكينفيف، أنيوكوف، اغناشيفيتش، بيريزوتسكي، زيركوف، سيماك (قائد الفريق) زيريانوف، شيمشوف، ساينكو، أرشافين، بافليوتشينكو. المدرب: الهولندي غوس هيدينك.

إسبانيا: كاسياس (القائد)، سيرجيو راموس، مارشينا، بويول، كابديفيلا، إينيستا، سينا، شافي هيرنانديس، سيلفا، فيلا، طوريس. المدرب: الإسباني لويس آراغونيس.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية