الدّوري السويسري الممتاز “محطة عبور” للاعبين العرب
رغم أنه ليس الأقوى أوروبيا، أضحى الدوري السويسري الممتاز لكرة القدم وِجهة الكثيرين من اللاّعبين العرب عامة، والمصريّين على وجه الخصوص، وذلك لكونه الأقرب من الناحية الفنية والأبعد عن الصراعات المتأجّجة في دول المستوى الأول كرويا على مستوى أوروبا، فضلاً عمّا تتميز به سويسرا من طبيعة هادئة.
ويرى عدد من الخبراء أن البطولات (أو الدوريات) في كل من سويسرا واليونان وبلجيكا وتركيا، أصبحت بمثابة محطّات عُبور واختبار حقيقي لقُدرات وإمكانات اللاّعب العربي أو المصري، فنيا وبدنيا، والكشْف عن مدى مُلاءمته لِلّعب في مستويات أعلى، وخُطوة للإنتقال إلى البطولات الأوروبية الأشهَـر كالدوري الإنجليزي والألماني والإسباني والإيطالي والفرنسي.
اللاعب العربي والتحدّيات الفنية
الناقِد الرياضي خالد توحيد، أوضح أن السبب الأساسي لاتّجاه اللاعبين العرب أو المصريين إلى الإحتراف في الدوري السويسري، هو قُرب المسافة الفنية بين الدوريات العربية عموما والدوري المصري على وجه الخصوص، والدّوري السويسري، فضلا عن عدم وجود الصّراعات الموجودة في الدوريات الأوروبية الساخنة، مشيرا إلى أننا “كلّما اتّجهنا غربا، كلّما ازدادت التحديات الفنية”.
وقال توحيد، نائب رئيس تحرير مجلة الأهرام الرياضية، في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: “إن اللاّعب العربي عموما، والمصري خصوصا، لا يستطيع مجاراة التحديات الفنية في الدوريات الأوروبية، التي تقع في التصنيف الأول، من حيث المستوى الفني، مثل: الدوري الإنجليزي والفرنسي والألماني والإسباني والإيطالي.
وأضاف: سويسرا دولة ذات طبيعة هادئة، وهي جنّة أوروبا، كما يطلقون عليها، كما أنها غير مُطاردة من جانب الإعلام الرياضي، مما يُتيح للاّعب المُحترف حديثا، التّأقلم مع طريقة اللّعب في الدوري السويسري، دون وجود ضغوط. وفي الإطار العام، فإن الدوري السويسري، يُصنف ضمن البطولات الهادئة.
وتابع قائلاً: “ولهذا، يتّجه اللاّعبون العرب والمصريون على وجه الخصوص، إلى الدوريات الأوروبية الأقرب، من ناحية المستوى، للدوريات العربية، وخاصة المصري، وهو ما يفسّر توجّههم إلى الدوري اليوناني أو التركي أو السويسري”.
محترفون حاليون:
1. محمد صلاح – مصري- يلعب في نادي بازل.
2. محمد النني – مصري- يلعب في نادي بازل
3. أسامة الدراجي – تونسي – يلعب في نادي سيون.
4. سليم خليفي – تونسي – يلعب في نادي لوزان.
5. أمين الشرميطي – تونسي – يلعب في نادي زيورخ.
6. ياسين الشيخاوي – تونسي – يلعب في نادي زيورخ.
7. عبد الواحد الشخصي – مغربي – يلعب في نادي لوزان.
محترفون سابقون (قائمة غير كاملة):
1. هاني رمزي – مصري – لعب لنادي نوشاتيل.
2. حسام حسن – مصري – لعب لنادي نوشاتيل.
3. إبراهيم حسن – مصري – لعب لنادي نوشاتيل.
4. عصام الحضري- – مصري – لعب لنادي سيون.
5. محمد على نفخة – تونسي – لعب لنادي زيورخ.
6. شاكر الزواغي – تونسي – لعب لنادي زيورخ.
7. حسين عبد الغني – سعودي – لعب لنادي نوشاتيل.
8. عبد الله عمر بلياس – بحريني – لعب لنادي نوشاتيل.
9. عادل وجدان شادلي – يمني – سيلعب لنادي لوزان.
محطات ترانزيت واختبار قدرات
ومما يُـعزّز هذا الكلام، أنه كانت هناك تجارب للاعبين مصريين للإحتراف في الدّوري اليوناني، مثل: اللاّعب نادر السيد، حارس مرمي منتخب مصر، ومحمود شيكابالا، لاعب نادي الزمالك. وفي الدوري التركي، مثل: اللاعب أحمد حسن، كابتن منتخب مصر، واللاعب عبد الظاهر السقا، وآخرين.
واعتبر الناقد الرياضي خالد توحيد، أن هذه الدوريات (السويسري/ اليوناني/ البلجيكي/ التركي)، بمثابة محطّات ترانزيت واختبار حقيقي لاكتِشاف قُدرات اللاّعب العربي أو المصري، ومدى ملاءمته للاّعب في مستوياتٍ أعلى، كما أنها تمثل خُطوة انتِقالية إلى الدوريات الأوروبية الأشهَـر.
وأضاف: “أقولها صراحة.. بأن اللاّعب الذي يفرِض مُستواه اللّعب في الدوريات الكبرى في أوروبا، لم يولَـد حتى الآن. فلا يوجد لاعب في مصر قادِر على الوفاء بالمُتطلّبات والتحدِيات الفنِّية للأندِية الواقِعة في التصنيف رقم (1) في العالم، مثل: برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ ومانشيستر يونايتد وتشيلسي.. إلخ، مشيرا إلى أن “لدينا مُشكلة حقيقية في تنشِئة وإعداد اللاّعب في مصر، فنيا وبدنيا”.
وعن تقييمه لتجارب اللاّعبين المصريين الذين احترفوا في الدّوري السويسري، قال توحيد: “تجرِبة اللاّعب هاني رمزي، كانت ناجحة، حيث لعِب مع فريق نوشاتيل، وقد كان من اللاّعبين المصريين القلائل، الذين تركوا بصْمة حقيقية خلال مسيرة احتِرافهم في أوروبا، بداية من الدوري السويسري. أما تجربة التوأم حُسام وإبراهيم حسن، فلا يمكن الحُكم عليها، لأنها لم تكتمِل، لتَعجُّلِهما بالعودة للّعب في النادي الأهلي.
تقييمات واقعية للتجارب المصرية
خالد توحيد تابع قائلا: “أما تجربة اللاعب عصام الحضري، حارس مرمي منتخب مصر، فقد كانت محفوفة بالمشاكل والسِّجالات القانونية واللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية، ممّا أفقدها أهميّتها، حيث لم يتمكّن الحضري من التركيز مع نادي سيون، وصار مشغولاً مُعظم الوقت بالدخول في مشاكل مع ناديه القديم الأهلي”.
وعن تجربة اللاعبيْن الشابيْن محمد النني ومحمد صلاح باللّعب مع نادي بازل السويسري، فيرى توحيد أنها التجربة الأفضل حتى الآن، حيث أنها تُـبشِّر بالنجاح، متوقعا أن يستمِرّا لفترة في الدوري السويسري، مشيرا إلى أن تجربة النّني وصلاح ستُحفِّز الأندية المصرية للدّفع بالمزيد من لاعبيها المُتميِّزين من صغار السِّن، للإحتراف في الدوريات الأوروبية وفي مقدّمتها الدوري السويسري.
ويختتم توحيد حديثه موجها نصيحته للاّعب محمد صلاح، بأن “يفتح عيْنيْه على تجربته الإحترافية في الدوري السويسري ويجتهد لتطويرها وتنميتها، شريطة أن يغلق أذُنيْه عمّا يُقال عنه في الإعلام المصري، خاصة وأنه ما زال في البِدايات، هذا إن كان يُريد لتجرِبته النجاح”.
المزيد
فتيات أفغانيات في المنفى يُكافحن من أجل تحقيق أحلامهن الرياضية
محطة انطلاق إلى للدوريات الأقوى
متَّـفقا مع توحيد، يرى طارق محيى، الناقد الرياضي، أن تفضيل اللاعب المصري للاحتراف في الدوري السويسري، يعود إلى عدّة أسباب، على رأسها أن اللاعب المصري يَعتَبِر هذا الدوري محطّة انطِلاق إلى الدوريات الأوروبية القوية، مثل: الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي والألماني.
ويوضح محيى، المتخصّص في شؤون اللاعبين العرب المُحترفين بالخارج في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: أن “الأندِية الرئيسية بالدوريات الأوروبية الكُبرى، مثل مانشيستر يونايتد وتشيلسي وريال مدريد وبرشلونة وميلان وأنتِر ميلان وبايرن ميونخ، لا تتعاقد مع اللاعبين المصريين مُباشرة، ولكنها تتعاقد معهم عبْر الدوريات الأوروبية، ذات التصنيف الأقل، بعد أن يكونوا قد تعايَشوا مع الأجواء الأوروبية وحصلوا على خِبرة اللّعب خارج بلادهم.
وأضاف أن “بعض اللاعبين المصريين يفضِّلون الانتقال إلى بعض الدوريات الأوروبية، مثل السويسري والبلجيكي واليوناني والتركي، رغم المقابِل المادّي الضعيف، لأنهم يُعانون من ضعف اللّغة الأجنبية، وهو ما يُعتَبر عائِقا لهم في الانتقال إلى الأندية الكبرى، إضافة إلى أن اللاعبين المصريين يُعانون من مرض حبّ العودة إلى الوطن “الهوم سيتنس”.
نجاح تجربتيْ رمزي قديما وصلاح حديثًا
ويُتابع: “وفي مثل هذه الدوريات، تكون العودة منها سهلة، ولا تُـعتبر فشلا للاّعب، كما أن طموحاتهم دائماً ما تكون اللّعب لقطبيْ الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، ومنهم من يتّخذ هذه الأندِية محطّةً للعودة إلى مصر، للانتقال إلى الأهلي أو الزمالك، والقليل منهم، هو الذي ينطلِق إلى هذه الدوريات ليجعلها محطّة مهمّة بالنسبة له للانطلاق إلى الدوريات القوية”.
وأشار محيى إلى أن تجربة هاني رمزي، المدير الفني السابق لمُنتخب مصر الأولمبي ووادي دجلة، من أهَـم وأنجَـح التجارب الاحتِرافية في أوروبا، حيث بدأها في عام 1990 في نوشاتيل، ثم انتقل إلى الدّوري الألماني ولعب لأكبر الأندية هناك.
وتوقع محيى أن تكون تجربة اللاّعب محمد صلاح، نجم مُنتخب مصر ونادي سيون، من أنجح التجارب الاحترافية الحالية، خاصة وأن العديد من الأندية الأوروبية تُتابع اللاّعب، وبعضها دخل في مُفاوضات جادّة للتّعاقُد معه، مثل توتنهام الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي وبروسيا دورتموند الألماني وإندرلخت البلجيكي”.
المزيد
مقبرة تناسب جميع الأديان
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.