الصليب الأحمر يعرب عن القلق بشأن المعتقلين في السجون العراقية
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها بخصوص عدم السماح لها بزيارة المعتقلين المحتجزين من قبل السلطات العراقية، وأشارت إلى أن "مفاوضات تجري بشأن هذا الأمر في الوقت الحالي".
ومن أجل تلبية الحاجيات المتزايدة للأعداد الضخمة من المرحلين والمتضررين العراقيين، وجهت اللجنة الدولية نداء جديدا للحصول على 35 مليون فرنك إضافي ليبلغ حجم ميزانية عام 2007 الخاصة بالعراق حوالي 91 مليون فرنك.
في ندوة صحفية عقدت بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف يوم الإثنين 7 مايو، أعربت بياتريس ميجفان- روغو، المسؤولة باللجنة عن العمليات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن “القلق بخصوص عدم السماح للجنة الدولية بزيارة المعتقلين المحتجزين في سجون السلطات العراقية”.
وقالت مسؤولة اللجنة الدولية “إن المنظمة بصدد التفاوض مع السلطات العراقية بشأن التوصل الى اتفاق للسماح بزايارة أماكن الاعتقال، التي تُـشرف عليها السلطات العراقية”.
ولم ترغب السيدة بياتريس ميجفان – روغو في تقديم أرقام أو إحصائيات عن عدد المعتقلين الموجودين بين ايدي السلطات العراقية والميليشيات المختلفة، رغم وجود أرقام متداولة من عدة جهات.
أما فيما يتعلق بالمعتقلين المحتجزين لدى القوة متعددة الجنسيات، فقد أوضحت مسؤولة العمليات بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا باللجنة الدولية بأن “مبعوثيها يقومون بزيارة المعتقلين الموجودين في أربع معتقلات خاضعة لإشراف القوات البريطانية والأمريكية: إثنان في البصرة بجنوب العراق، وإثنان في بغداد”.
وإذا كانت اللجنة الدولية قد تمكنت من تنظيم زيارة العائلات إلى محتجزين في سجن يقع في البصرة، فإنها ترغب في تمديد العملية الى باقي المعتقلات الأربعة الأخرى.
تدهور الأوضاع الإنسانية
من جهة أخرى، وصفت المسؤولة باللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع في العراق اليوم بأنها “أتعس ما هو معروف على الإطلاق”، وقد عددت السيدة بياتريس ميجفان – روغو “تزايد العنف والقتل وانعدام الأمن”، مستشهدة بمقتل أكثر من 200 شخص في حادث واحد الأسبوع الماضي، وترى أن “ما يعتبر أمرا غير مقبول في أي مكان من العالم، أصبح أمرا روتينيا في العراق اليوم”.
ونتيجة لأعمال العنف التي أصبحت تمس المدنيين مباشرة، أضحى العديد منهم عبارة عن نازحين، بحيث تشير تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الى أنهم تجاوزا المليوني نازح داخلي، وأكثر من مليوني لاجئ في دول الجوار.
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنها تقدم حاليا مساعدات طارئة إلى أكثر من 800 الف مرحل داخلي.
نـداء جديد
سعيا منها لمواجهة استمرار تدهور الأوضاع في العراق، تحاول اللجنة الدولية للصليب الأحمر – رغم المشاكل الأمنية الخطيرة – تعزيز فريقها العامل داخل البلاد، حيث افتتحت مكتبين جديدين لها في كل من النجف ونينوى والأنبار.
في نفس السياق، ومن أجل تلبية الحاجيات المتزايدة، وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداءً جديدا لجمع 35 مليون فرنك سويسري، ما يجعل ميزانية اللجنة الدولية المخصصة للعراق في عام 2007 تصل الى 91 مليون فرنك (مقارنة مع 38،3 مليون في 2006).
تثمين لدور الهلال الأحمر العراقي
وفي معرض إشادتها بعمل فرق الهلال الأحمر العراقي رغم الظروف الأمنية الصعبة في البلاد، قالت مسؤولة العمليات باللجنة الدولية للصليب الأحمر “بدون فرق الهلال الأحمر العراقي، لا يمكننا القيام بعملنا”.
هذا التنويه يأتي في الوقت المناسب، نظرا لأن العاملين في فرق الهلال الأحمر العراقي أصبحوا في الآونة الأخيرة مستهدفين بالخطف والقتل المباشر. فهذه الفرق هي التي تسهر على توزيع المساعدات الإنسانية على أكثر من 110 ألف عائلة متضررة، أي حوالي 660 الف شخص.
كما تسهر اللجنة الدولية على تزويد أكثر من عشرين مستشفى عراقيا بالأدوية والمعدات الضرورية، وتعمل على تعزيز قدرات المصالح الصحية في مجال الطب الشرعي لمواجهة معضلة التعرف على هويات الأعداد الكبيرة من الجثث التي تخلفها أعمال العنف والقتل يوميا.
في هذا الإطار، تسهر اللجنة الدولية على مساعدة المصالح الطبية العراقية المكلفة بالطب الشرعي في مجال التكوين وتزويدها بالمعدات الضرورية لحفظ الجثث.
من جهة أخرى، تعتزم اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشكيل خمس مصحات متنقلة حتى تتمكن من الوصول الى الأماكن المحرومة من المراكز الصحية أو للإقتراب من مواقع تجمع المرحلين والنازحين.
ومن أجل مواجهة نزيف هجرة الإطارات الصحية العراقية بسبب ضغط العمل أو نتيجة التهديدات والاستهداف المباشر، ترغب اللجنة الدولية في تحسين ظروف العمل في المستشفيات لوضع حد لما أسمته المسؤولة في الصليب الأحمر بـ “المأساة الوطنية الكبرى”.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
للجنة الدولية حوالي 57 مبعوثا دوليا في العراق، البعض بشكل دائم والبعض الآخر يتردد على العراق من حين لآخر، ومن المنتظر أن تعزز تواجدها بحوالي 12 مبعوثا إضافيا.
كما تعتمد اللجنة الدولية في عملها بالعراق على 412 موظفا محليا ستعززهم قريبا بحوالي 41 آخرين.
تعتمد اللجنة الدولية في توزيع المساعدات في العديد من نواحي العراق على فرق جمعية الهلال الأحمر العراقي التي تتوفر على 135 مكتبا عبر أرجاء البلاد وتشغل 1500 موظف مدعومين بأكثر من 9000 متطوع.
تشير التقديرات إلى أن عدد المرحلين داخليا بـ 2 مليون شخص.
يرى الصليب الأحمر ان 800 الف منهم في حاجة ماسة الى مساعدات طارئة، وأن 660 ألف منهم يستفيدون فعلا من هذه المساعدات الطارئة.
وجهت اللجنة الدولية نداءا جديدا لجمع حوالي 35 مليون فرنك لكي ترتفع الميزانية المخصصة للعراق في عام 2007 إلى 91 مليون فرنك.
وكانت ميزانية العام الماضي لم تتعدّ 38،3 مليون فرنك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.