هزيمة مُشرفة لتركيا أمام ألمانيا في نصف نهائي يورو 2008!
تأهل المنتخب الألماني إلى الدور النهائي لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم بعد فوزة مساء الأربعاء 24 يونيو على نظيره التركي بثلاثة أهداف مقابل اثنين في ملعب سانت - جاك ببازل الذي احتضن آخر مقابلة في سويسرا ضمن يورو 2008.
وكان الأتراك الذين خاضوا هذه المقابلة بعزيمة قوية وروح معنوية مرتفعة السباقين إلى التسجيل في الدقيقة 21. ورغم أنهم كانوا الفريق الذي قدم أكبر قدر من الفرجة الكروية، إلا أن “الكلمة” الأخيرة كانت .. من جديد للـ”مانشافت”.
كان يمكن تلخيص المقابلة نصف النهائية الأولى لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم في سؤال واحد: هل ستتواصل “المعجزة” التركية أم أن ألمانيا ستضع حدا لتلك الملحمة “العثمانية” الهائلة؟
فبعد انتزاعها ثلاث مرات لانتصارات مفاجئة في الدقائق الأخيرة من مبارياتها ضد سويسرا وتشيكيا وكرواتيا، كانت تركيا – التي أضعفتها إصابات أو قرارات وقف العديد من اللاعبين – تبدو وكأنها لم تعد تمتلك “الأسلحة الكافية” لزعزعة ثقة ذلك الـ”مانشافت” المتين، مثلما يُلقب المنتخب الألماني. هذا ما أوحى به المنطق…
فبعد أدائه المتواضع في الدور الأول حيث حقق انتصارين “صغيرين” أمام بولونيا والنمسا وهزيمة مُحيرة ضد كرواتيا، تمكن المنتخب الألماني من استعادة قواه وتميُّزه خلال الدور ربع النهائي ضد البرتغال الذي هزمها بثلاثة أهداف مقابل اثنين، ثم أصبح كعادته من المُرشحين المعتادين للفوز بلقب البطولة.
لكن كان يبدو أن ذلك “المنطق” قد فقد “صوابه” بعض الشيء مع الأتراك في هذه البطولة…
“المعجزة التركية” كادت تتحقق مُجددا
وقد ثبت ذلك من جديد في بداية المباراة التي لعبها الأتراك بدون أي شعور بالنقص رغم أنهم كانوا يخوضون لأول مرة مقابلة نصف نهائية في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم (مقابل 17 للألمان).
فبعد الدقائق الخمس الأولى من المباراة التي ظل فيها المنتخب الألماني مسيطرا على الكرة في وسط الميدان أمام خصوم فضلوا أولا الدفاع بدل الهجوم، بدأ الأتراك يتقدمون بنشاط وعزم كبيرين نحو مرمى الحارس ليمان إلى أن اصطدمت تسديدة لكاظم بالعارضة في الدقيقة العشرين قبل أن يـُحولها بورال أوغور إلى هدف تركي أول في الدقيقة 21.
لكن سرعان ما خنق الألمان الفرحة العارمة والجنونية التي تملكت الجمهور التركي بالتعادل الذي جاء في الدقيقة 26 بعد تمريرة من لوكاس بودولسكي حولها النجم الألماني باستيان شفاينشتايغير إلى هدف أعطى نفسا جديدا للمباراة وأعاد الثقة إلى المانشافت.
ثقة لم يصحبها أي تألق استثنائي من الفريق الألماني الذي لم يتمكـّن فيما بعد من السيطرة حقا على مجريات اللعب، وكأن ذلك المُنتخب الذي هزم رونالدو ورفاقه البرتغاليين قبل أيام تبخـّر. وعلى عكسهم، منح الأتراك فُرجة ممتعة للجمهور وخاضوا مباراة قد تكون أفضل ما قدّموه في هذه البطولة. لكن صمودهم المذهل وأداءهم الممتاز لم يكونا كافيين.
فقبل 10 دقائق من نهاية المقابلة، استيقظت “الآلة الحربية” الألمانية من جديد وبات الفوز مضمونا لها بعد أن استقرت ضربة رأسية لميروسلاف كلوسي في مرمى الحارس التركي روشتو، لكن “المعجزة” التركية أطلـّت مُجددا ليُسجل سميح، الذي قام مجددا بدور المُنقذ، هدف التعادل قبل خمس دقائق من صفارة الحكم الأخيرة.. ليحيا الحلم من جديد.
بيد أن ذلك الحلم التركي لم يدم طويلا وكُتب له أن ينتهي على بساط ملعب سانت – جاك بعد أن تمكن المدافع فيليب لام من إهداء الفوز للمانشافت بضربة رِجل ساحرة أنـهت مسيرة “المعجزة” التركية.. على الأقل في يورو 2008.
رأيـان مُختـلفـان
وبالنسبة للمدرب الألماني يواكيم لوي، كانت هذه المقابلة نصف النهائية “مواجهة رائعة تواصلت حتى اللحظة الأخيرة. فبعد تجسيل الأتراك هدف التعادل 2-2، كان رد فعل الفريق جيدا، وأظهر اللاعبون أنهم يتمتعون بروح معنوية جيدة. لقد استهلكنا قدرا كبيرا من قوانا وعلينا الآن أن نسترجع طاقتنا. فكل شيء ممكن في المقابلة النهائية، وقد أثبت هذا الفريق أنه يجب دائما وضعه في الحُسبان.
أما نظيره التركي فاتح تيريم، فله وجهة نظر مغايرة اقترنت بخيبة أمل كبيرة، إذ قال في تعليقه على النتيجة: “أنا حزين جدا لفشلنا في هذه المرحلة القريبة جدا من النهاية. كان اللاعبون (الأتراك) يستحقون الفوز. لسوء الحظ، لدينا ميل إلى تلقي الأهداف بسهولة كبيرة. لكن الفريق شرّف الشعب التركي”.
وستُعين مقابلة الخميس 26 يونيو بين إسبانيا وروسيا في العاصمة النمساوية فيينا الخصم المقبل لألمانيا.
سويس انفو – ماتياس فروادفو
(ترجمته من الفرنسية وعالجته إصلاح بخات)
توقف البث التلفزي لمباراة ألمانيا ضد تركيا التي جرت مساء الأربعاء في مدينة بازل السويسرية ثلاث مرات، الأولى تواصلت بين 4 و7 دقائق حسب البلدان. أما سبب الحادث فيعود لانقطاع التيار الكهربائي في “مركز البث الدولي” في العاصمة النمساوية فيينا على إثر عاصفة عنيفة وقعت بعد دقائق قليلة من بداية الشوط الثاني.
وبعد الدقيقة الثمانين من المقابلة، زادت حدة العاصفة مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي إلى الدقيقة 88. وقد دفعت قوة العاصفة أجهزة الأمن إلى اتخاذ قرار بالإجلاء الفوري لساحة خصصت في فيينا لمتابعة المباراة على الشاشات العملاقة، كان قد تجمع فيها حوالي 35 ألف شخص.
قبل مباراة ألمانيا وتركيا، قرأ قائدا المُنتخبين (الألماني ميكاييل بالاك والتركي ريكبير روشتو) بـيانا من أجل مكافحة العنصرية أمام 39374 متفرج. وهو “حدث” نظمته المؤسسة المناهضة للعنصرية والعداء للسامية في يورو 2008.
نص البيان الذي ألقي في الميدان بعد النشيدين الوطنيين شدد بالخصوص على “أن الأسابيع الثلاثة الأخيرة سمحت بإظهار أن كرة القدم تـُقرب بين الشعوب”.
وقبل انطلاق المقابلة، دُعي المشجعون إلى أداء رقصة ضد العنصرية: ولوّح حوالي 40000 متفرج في ملعب سانت – جاك ببازل بأعلام صغيرة صفراء أو خضراء أو زرقاء أو حمراء كُتب عليها “لا للعنصرية”.
انتهز رئيس الكنفدرالية باسكال كوشبان مناسبة احتضان بلاده لآخر مقابلة يورو 2008 (إذ ستجري المقابلتان الاخيرتان في النمسا) للالتقاء بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل والرئيس التركي عبد الله غل.
وقد تابعوا بعد ذلك المباراة بين ألمانيا وتركيا برفقة وزير الرياضة السويسري سامويل شميد ووزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – ري.
ويذكر أن سويسرا والنمسا شاركتا آليا في بطولة الأمم الأوروبية، بوصفهما البلدين المنظمين للدورة التي انطلقت منافساتها يوم 7 يونيو في بازل وتختتم يوم 29 يونيو في فيينا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.