خامنئي يؤكد أنّ حلفاء إيران “لن يتراجعوا” أمام إسرائيل
أكّد المرشد الإيراني علي خامنئي الجمعة أن حزب الله وحركة حماس لن يتراجعا في مواجهة إسرائيل، فيما تواصل الدولة العبرية قصفها المدمّر على مناطق عدة في لبنان، ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب في قطاع غزة.
وقال خامنئي الذي أمّ صلاة الجمعة في طهران في خطوة لم تحصل منذ مطلع عام 2020 وتكلّم بالعربية في خطوة نادرة الحدوث أيضا، إنّ حلفاء الجمهورية الإسلامية في المنطقة “لن يتراجعوا”.
وجاء كلامه في خضم التصعيد المتزايد بين حزب الله وإسرائيل التي أعلنت منتصف أيلول/سبتمبر تركيز عملياتها العسكرية على الجبهة الشمالية.
وفتح حزب الله في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 “جبهة إسناد” لحماس عبر الحدود اللبنانية. لكن منذ 23 أيلول/سبتمبر الجاري، تصاعدت حدة المواجهة مع إسرائيل التي تشنّ غارات مدمّرة تتركز على مناطق في جنوب لبنان وشرقه وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكد خامنئي أنّ هجوم حماس “مشروع وطبيعي للشعب الفلسطيني”، مضيفا “هذا الكيان الخبيث بلا جذور ومزيّف ومتزعزع… ولن يُكتب له البقاء”.
وتابع “المقاومة في المنطقة لن تتراجع باستشهاد قادتها ورجالها والنصر سيكون حليفها”، في إشارة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في 27 أيلول/سبتمبر في غارات إسرائيلية قتل فيها أيضا قائد فيلق القدس في لبنان عباس نيلفورشان، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نُسبت لإسرائيل، بالإضافة الى مقتل قادة آخرين إيرانيين ومن حماس وحزب الله المنضوين في “محور المقاومة” بقيادة طهران.
– “الشرعية الكاملة” –
وأطلقت إيران الثلاثاء الماضي حوالى مئتي صاروخ على الدولة العبرية، ما يزيد المخاوف من اشتعال الشرق الأوسط برمته. وتوعدت إسرائيل بأن تدفع إيران “ثمنا باهظا”.
وأفادت تقارير بمقتل شخص واحد في القصف الإيراني. وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية لقاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل أضرارا واضحة لحقت بأحد المباني الأربعاء، مقارنة بصورة سابقة التقطت في 3 آب/أغسطس.
والجمعة، حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل على عدم استهداف منشآت نفطية إيرانية ردا على الهجوم الصاروخي.
من حهته قال المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب الجمعة إن على إسرائيل “ضرب” المنشآت النووية الإيرانية.
واعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية أنّ “خطوة قواتنا المسلحة في مساندة غزة قبل أيام، قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة”، مشدّدا على أنها “عقاب الحدّ الأدنى” على ما ترتكبه إسرائيل.
ووصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت الجمعة، في أول زيارة لدبلوماسي إيراني منذ بدء التصعيد الأخير في 23 أيلول/سبتمبر.
ميدانيا، سمع دوي سلسلة انفجارات فجر السبت في الضاحية الجنوبية لبيروت بحسب مراسلي وكالة فرانس برس، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء أجزاء من المنطقة.
وأظهرت لقطات لفرانس برس دخانا يتصاعد من المنطقة القريبة من المطار.
من جهته أعلن حزب الله فجر السبت أنه يخوض اشتباكات مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، بعدما اكد في وقت سابق أنه “أجبر” الجنود الإسرائيليين على “التراجع” في المنطقة.
وقال الحزب في بيان “أعاد جنود العدو الإسرائيلي محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة 01:50 من فجر يوم السبت 5-10-2024، فتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية لمحاولة التقدم والاشتباكات مستمرة”.
كما أشار الحزب الى أنه استهدف “تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في خلة عبير في يارون بصلية صاروخية” وجنودا في موقعين بالجانب الإسرائيلي.
ونفّذت إسرائيل فجر الجمعة غارة على منطقة المصنع في شرق لبنان على الحدود السورية ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين.
وتتهم إسرائيل حزب الله بنقل أسلحة من حليفته سوريا إلى لبنان عبر هذه الطريق.
وذكرت وحدة إدارة الكوارث في لبنان أن أكثر من 374 ألف شخص، معظمهم سوريون، دخلوا إلى سوريا في الأسبوع الأخير من أيلول/سبتمبر.
– أكثر من 70 طنا من المتفجرات –
أعقبت هذه الضربة ليلة من الغارات الإسرائيلية المكثفة على ضاحية بيروت الجنوبية كانت من الأعنف التي يشنّها الجيش الإسرائيلي منذ بدء التصعيد الأخير.
كما تواصلت المعارك في جنوب لبنان حيث أعلنت إسرائيل الاثنين بدء عمليات توغل بري “دقيقة” و”مركزة”.
وأعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة أن قواته ضربت أكثر من ألفي موقع وقتلت 250 مقاتلا من حزب الله “21 منهم من القياديين” على مدى الأيام الأربعة الماضية بعد بدء العمليات البرية.
على صعيد آخر، أعلن الجمعة مقتل جنديين إسرائيليين جراء انفجار مسيّرة “قادمة من الشرق”، بينما أفادت شبكة “كان” العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان السوري المحتل.
– معارك في جنوب لبنان –
وأعلنت أربعة مستشفيات، ثلاثة منها في جنوب لبنان وآخر على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، تعليق خدماتها الجمعة على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها ألحقت اضرارا بأحدها على الأقل.
من جهتها، أعلنت الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله مقتل 11 من مسعفيها جراء غارات إسرائيلية في جنوب لبنان الجمعة.
وبحسب الأرقام الرسمية، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 أيلول/سبتمبر على جنوب لبنان وشرقه وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية.
وقدّرت الحكومة اللبنانية الأربعاء عدد النازحين هربا من العمليات العسكرية بحوالى 1,2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.
والجمعة، وصلت إلى العاصمة اللبنانية طائرة إماراتية محملة مساعدات إنسانية زنتها 40 طنا من إمدادات طبية مقدمة من وكالات للأمم المتحدة.
– ضربات أميركية في اليمن –
يأتي التصعيد في لبنان في وقت تشهد أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط، توترا متزايدا على خلفية الحرب في غزة.
وأعلنت واشنطن الجمعة قصف 15 هدفا في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وكانت قناة “المسيرة” التابعة للمتمردين أفادت في وقت سابق بوقوع غارات طالت أربع مدن أبرزها صنعاء والحديدة الساحلية في غرب البلاد.
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، يشنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في غزة.
كما تشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، تصاعدا في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ليل الخميس مقتل 18 فلسطينيا في قصف جوي إسرائيلي طال مخيم طولكرم في شمال الضفة الغربية، بينما أكّد الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارة على المخيم.
دانت الأمم المتحدة الجمعة هذه الغارة. وذكر مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن “الغارة جزء من نمط مثير للقلق للغاية من الاستخدام غير المشروع للقوة من جانب قوات الأمن الإسرائيلية خلال عمليات عسكرية في الضفة الغربية والتي تسببت في أضرار واسعة”.
بدورها، قالت الخارجية الألمانية إن “العدد الكبير من الضحايا المدنيين في الغارة الجوية الإسرائيلية على طولكرم صادم”.
في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية الى 41802 قتيل، وفق آخر حصلية أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.
وكان هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.
بور/دص-ناش-الح/كام-جص