خسائر العملاق تحت مجهر الصحافة
وضعت الصحف السويسرية خسائر شركة ABB عن العام المنصرم والتي فاقت المليار فرنك تحت المجهر، وخاصة ما صحب هذه الخسائر من الكشف عن مكافآت خيالية صرفت لاثنين من مديريها السابقين فاقت المائتي مليون فرنك.
“حدث لم يقع من قبل في أي شركة سويسرية” كان تعليق صحيفة “نويه تسورخر تساتونغ” الصادرة في زيورخ التي تضيف ” ان هذا الحدث تجاوز الحدود وله بعاد مختلفة، خاصة وأن الشركة الدولية العملاقة كانت تعد واحدة من المراكز الصناعية القائمة بذاتها ولها سياسة داخلية خاصة تتبع منهج الاعتماد على النفس”، وتشير الصحيفة في تعليقها إلى أن اثنين من مديريها السابقين حصلا على مكافآت تجاوزت المليوني فرنك دون مقابل، فقد تركا الشركة وهي في حالة من عدم الاستقرار لا تتناسب مع مكانتها الدولية وحجم أعمالها الذي امتد إلى اكثر من بلد حول العالم.
وتؤكد الصحيفة على أن الإعلان عن هذه المكافئات بالتزامن مع الخسائر الفادحة سيطرح سؤالا بالغ الاهمية عن كيفية حساب هذه المكافآت، وسواء عرفت الادارة بهذا أم لم تعرف فالمصيبة واحدة وهي أنها وقعت في الخفاء وبعيدا عن “الشفافية” التي كان من المتوقع أن تتميز بها شركة في مثل مكانة ABB ، ولكن الاكيد – حسب الصحيفة – هو أن المستثمرين عليهم التنازل عن أرباحهم عن العام المنصرم.
أما صحيفة تاغس انتسايغر الصادرة أيضا من زيوريخ فقد احتل تعليقها على الحدث صفحتها الاولى اضافة إلى تحليل في صفحتها الاقتصادية، واعتبرت أن الكشف عن مكافآت بهذا الحجم ليس مفاجأة وانما المثير أن يعترف بها المدراء الحاليون بعد سنوات من وقوعها بل ويتشككون في أحقية زملائهم السابقين فيها، ويطالبون باستردادها!
وتتابع الصحيفة “انه من الغريب أن أعضاء مجلس الإدارة الحاليين، مثل يورغين دورمان ومارتين ايبنر، معينون منذ سنوات وفجأة يظهرون على الساحة وكأنهم يعملون على إزالة مخلفات الماضي على الرغم من أنهم كانوا يعلمون جيدا بمكافأة غوران ليدنهال التي بلغت خمسة وثمانين مليون فرنك”.
وتختتم الصحيفة تعليقها بأن إعلان الإدارة الحالية عن عزمها مطالبة المديرين السابقين ليست نابعة من مبدأ إعادة الحق إلى نصابه وإنما “لان الشركة العملاقة في أمس الحاجة إلى كل فرنك في الوقت الراهن”.
نهاية العصر الذهبي لمدراء العولمة؟
الصحف السويسرية الناطقة بالفرنسية مثل لوتون الصادرة من جنيف اختارت المدير الأسبق لشركة ABB بيرسي بارنيفيك كشخصية اليوم على صفحتها الثانية و ترى أنه يتمتع بمواصفات المدير الذي تمكن من مواكبة عصر العولمة وقد يكون آخرهم بعد أن تبدأ الشركة في “الضرب على أصابعه”:
ومن المضحك – حسب الصحيفة- أن تدور الدائرة على لاعبها في إشارة إلى دور بارنيفيك في دمج شركة اسيا Asea السويدية مع براون بوفاري Brown Boveri السويسرية لتكوين ABBبهيكلتها العملاقة حيث كان من المفترض أن تصبح منافسها لاكبر المؤسسات الصناعية الامريكية التي تعمل في نفس المجال، إلا أن هذا الصرح أثبت فشله بعد هذه الخسائر.
وترى الصحيفة أن اعتراف بارنيفيك في الخريف الماضي بجزء من المسؤولية فيما آلت إليه الشركة لا يعني بالضرورة أنه يمكن أن يعيد المكافآت التي حصل عليها والتي بلغت مائة وثمانية واربعين مليون فرنك.
في نفس الصحيفة وعلى صفحتها الاقتصادية إشارة إلى ان ملف رواتب الكوادر وكبار المدراء سيفتح من جديد وخاصة عندما يرتبط اسم الشركة بخسائر فادحة، على الرغم من أنه من المفترض أن ترتبط المكافأة بالنجاح في الادارة.
وفي نفس الصفحة كاريكاتور لعامل يسأل مديره عن سبب ضعف المعاشات و آخر يسأله عن سبب حصول شخصين على مكافأة تبلغ مائتين وثلاثة وثلاثين مليون فرنك والجواب واحد علي السؤالين وهو” يجب أن ترى ماذا يحدث في الولايات المتحدة الامريكية”!
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.