خطوة لتوحيد الجهود الدولية لمحاربة انفلونزا الطيور
اختتمت الدوة الستون للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة في جنيف إلى وضع لبنة أولى في طريق توحيد الجهود الدولية لمحاربة انتشار وباء انفلونزا الطيور وتمكين الدول النامية من التشخيص وتحضير اللقاحات الضرورية.
الخطوة وضعت حدا للخلافات القائمة بشأن تبادل عينات الفيروس لكنها تحتاج لمزيد من اللقاءات الدولية لتحديد التفاصيل العملية المتعلقة بحقوق الملكية وتوفير الموارد المالية لمساعدة الدول النامية.
تميزت الدورة الستون لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة في جنيف ما بين 14 و 23 مايو 2007 بتوصل الدول الأعضاء الـ 193 الى اصدار وثيقة مرحلية تحدد شروط التعاون الدولي في مجال محاربة انتشار وباء انفلونزا الطيور أو ما تطلق عليه منظمة الصحة العالمية شعار “التأهب لمواجهة الأنفلونزا الجائحة”.
هذا الاتفاق المرحلي يعتبر بمثابة أرضية لمعالجة موضوع تبادل نماذج الفيروس المتسبب في مرض انفلونزا الطيور والمعروف ب H5N1 وكذلك مسألة استفادة الدول النامية من هذا التعاون بالحصول على مساعدات لتشخيص المرض في بلدانها وعلى لقاحات بأسعار معقولة أو الحصول على دعم لتصنيع وانتاج اللقاح في مختبراتها.
هذه الخطوة تضع حدا لخلافات ظهرت بين بعض الدول النامية التي بها انتشار للمرض وعدد من المخابر الساهرة على تطوير لقاحات ضد انفلونزا الطيور في الدول الغربية والتي استفادت من تلك النماذج لتطوير لقاحات خاضعة لبراءات اختراع ومحمية بموجب قوانين حقوق الملكية.
في انتظار التفاصيل
قرار الجمعية العامة للصحة تضمن أيضا حثا للدول الأعضاء على ضرورة مواصلة دعم وتقوية الشبكة العالمية لترصد الأنفلونزا، ودعم الأبحاث الرامية للوقاية من العدوى وحث الدول على تطوير سياسات وطنية لتوفير اللقاحات الضرورية.
ولكن عندما تعلق الأمر بالتفاصيل، أوكلت الجمعية العامة للمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغاريت شانغ مهمة تحديد الآليات العملية سواء فيما يتعلق بالحصول على التمويل الضروري لتوفير اللقاحات الضرورية للبلدان التي تحتاج إليها، أو لمساعدة الدول النامية المستحقة على تصنيع لقاح الأنفلونزا على الصعيد القطري.
ومن النقاط الخاصة باللقاح، دعا هذا الاتفاق الدول الأعضاء إلى العمل على تشكيل مخزون من اللقاح المضاد لانفلونزا الطيور بغية تمكين البلد الذي قد يصاب بالاجتياح بمعالجة الوضع على الأقل بالنسبة للعمال الساهرين على عملية الرصد والعلاج أو الفئات الأكثر عرضة للخطر.
من جانبه، أقر نائب المدير العام المكلف بالأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية دافيد هايمان بأن “الإمكانيات المتاحة حاليا في العالم لا تسمح بانتاج ما يكفي من اللقاح لمعالجة سكان العالم”، ومن المتوقع أن تعقد اجتماعات مستقبلية تستمر طوال العام الحالي حول هذه المسألة على أن تعرض نتائجها على دورة العام القادم للجمعية العامة للمنظمة.
استئناف التعاون
هذا القرار المرحلي أسفر عن بعض الإيجابيات من بينها تسوية المشكلة العالقة بين عدد من الدول النامية التي عرفت انتشار انفلونزا الطيور وبين بعض المخابر الساهرة على تطوير لقاحات للعلاج.
فقد تأزمت الأوضاع عندما أوقفت اندونيسيا وبعض الدول النامية الأخرى عملية تبادل نماذج الفيروسات التي تعثر عليها فوق أراضيها مع بعض المخابر الساهرة على تطوير لقاحات لأغراض تجارية، وهو إجراء استمر العمل به في المحافل الطبية منذ أكثر من 50 عاما.
التأزم بلغ ذروته عندما نقلت عينات من هذه الفيروسات التي أرسلت لمخابر منظمة الصحة العالمية الى مخابر شركات أدوية تجارية، وقد تم تعليل ذلك بأن “هناك ضرورة لمعرفة ما إذا كانت هذه العينات من الفيروسات عرفت تطورا يجعل منها فيروسات مقاومة للدواء”.
لكن الدول النامية المعنية تساءلت “كيف نقدم نحن كل هذا العمل لكي تطور مخابر تجارية أدوية تبيعها لنا بأسعار باهظة وتخضعها لبراءات اختراع وحقوق حماية الملكية الفكرية”؟.
عن هذا الموضوع يقول الدكتور دافيد هايمان “لقد استمعنا كمنظمة الصحة العالمية لآراء الدول الأعضاء وشكلنا فريق عمل عليه تحديد أحسن الطرق لتبادل هذه العينات من الفيروسات، كما عليه أيضا تحديد أحسن الطرق لتوزيع الفائدة على الجميع”.
وكان القرار المرحلي الصادر عن الجمعية العامة للصحة قد شدد أيضا على ضرورة توفير لقاحات بأسعار معقولة بل حتى مساعدة بعض الدول على تصنيع اللقاح عند الضرورة.
توصية سويسرية
وفي معرض تعليقه على التوصية التي أصدرتها السلطات السويسرية مؤخرا للسكان بالتزود بحوالي 50 قناعا لكل شخص لمواجهة احتمال انتشار وباء انفلونزا الطيور في البلاد، قال دافيد هايمان، نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية المكلف بملف الأمراض المعدية “إن المنظمة لا توصي بذلك في الوقت الحالي لأن التجارب لم تظهر فعالية ذلك في التصدي لانتشار الوباء”.
وأضاف الدكتور هايمان “سنتابع باهتمام كبير في فريق العمل المشرف على التصدي لإحتمال انتشار الوباء، التجربة التي تقوم بها سويسرا وباقي التجارب التي يتم القيام بها في العالم”.
وكانت الحكومة الفدرالية قد أصدرت في 15 مايو الجاري توصية تحث كل السكان على القيام بتخزين 50 قناعا (يمكن اقتناؤها من الصيدليات والمحلات التجارية) لكل شخص كوسيلة للوقاية في حالة انتشار وباء انفلونزا الطيور على نطاق واسع.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
– إقرار أكبر ميزانية في تاريخ منظمة الصحة العالمية للسنتين 2008 و 2009 والمقدرة بحوالي 4،2 مليار دولار أمريكي أي بزيادة مليار دولار عن ميزانية السنتين الماضيتين.
– إصدار قرار بتعزيز التصدي لمرض حمى المستنقعات او الملاريا الذي يحصد حوالي مليون شخص سنويا. كما نص القرار على تعديل سياسات الدول المانحة لتفادي التركيز على تمويل شراء آرتيميسين ومحاربة حملات التزوير التي تروج لأدوية مغشوشة.
– حث الدول على اعتماد استراتجيات لمحاربة مرض السل بهدف التخفيض الى النصف في حدود العام 2015 من مستوى وفيات السل في العالم.
– حث الدول المانحة على تقديم ما يفتقر له صندوق محاربة شلل الأطفال من أموال مقدرة بحوالي 540 مليون دولار للسنتين 2007 و 2008. وترى المديرة العامة أن عدم الإيفاء بذلك “قد يفسد جهود أكثر من عشرين عاما من محاربة شلل الأطفال”.
– قرار يحث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على مواصلة تقديم الدعم للسكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة مع مراعاة أن النقص في التمويل يعمل على تقويض الجهود الهادفة لتمكين الجميع من الوصول الى العلاج.
– قرار لمراجعة كل الأبحاث التي تتم على فيروس الجدري انطلاقا من العام 2010 على ان تعرض النتائج في دورة العام 2011.
– وإلى جانب العديد من القرارت الخاصة بتحسين ظروف عمل عمال القطاع الصحي ناقشت الجمعية العام لمنظمة الصحة العالمية بشكل موسع الأضرار الصحية المترتبة عن تناول المشروبات الكحولية. وقد قررت عرض الموضوع من جديد على مناقشات المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في يناير من العام 2008.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.