مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“خـيـمـة حـوار” بين مسلمي جنيف وسكانها

عبد الحفيظ الورديري من مؤسسة "التعارف"، وعباس عروة من مؤسسة "قرطبة" أثناء الندوة الصحفية التي عقدت في مقر النادي السويسري للصحافة يوم 14 يونيو 2004 swissinfo.ch

تنظم مؤسستا "قرطبة" و"التعارف"، خيمة للحوار بين الجالية المسلمة، وأهل جنيف وقادتها، في خطوة قد تتحول إلى بداية مسار يهدف إلى محو التخوفات وتصحيح الأفكار المسبقة.

“خيمة الحوار” التي تستمر نشاطاتها لـ10 ايام لن تقتصر على المحاضرات والندوات بل تشمل العروض الفنية والحفلات الموسيقية وفن الطبخ الشرقي.

هل سيكون تنظيم تظاهرة “خيمة الحوار – المسلمون في لقاء مع سكان جنيف”، الذي ستشرف عليها مؤسستا “قرطبة” و “التعارف” ما بين 24 يونيو و 4 يوليو القادم، انطلاقة فعلية لحوار متواصل بين مسلمي جنيف وأهالي هذه المدينة الدولية؟.

سؤال يجمع ممثلا المؤسستين اللذين شاركا في ندوة صحفية انعقدت صباح الاثنين 14 يونيو في النادي السويسري للصحافة، على الإجابة عنه بالتأكيد على أن “نهاية التظاهرة ستكون بداية العمل الفعلي لمواصلة هذا الحوار على شتى المستويات الرسمية والمؤسساتية وعلى مستوى الجمهور”.

آن الأوان للتحرك…

كثيرا ما وجهت انتقادات للجالية الإسلامية بأنها لا تقوم بنشاطات ملموسة للتعريف بواقعها وبخصوصياتها. بعض هذه الانتقادات مصيب وبعضها مبالغ فيه لأن هناك مبادرات تتم من حين لآخر وعلى مستويات ضيقة وبصورة فردية وهو ما يجعلها ذات تأثير محدود سواء في صفوف الجالية المسلمة أو في الأوساط الجماهيرية والمؤسساتية للبلد المضيف.

مبادرة “خيمة الحوار” هي نتيجة تآزر جهود مؤسستين لهما مقر في جنيف، مؤسسة “التعارف” ومؤسسة ” قرطبة” بهف تقديم برنامج منوع يستمر عشرة أيام، يشمل الندوات الفكرية والمناقشات السياسية والعروض الفنية والسهرات الموسيقية وفن الطبخ الشرقي.

وقد دعت اللجنة المنظمة لذلك عدة شخصيات من داخل سويسرا وخارجها ومن مختلف الطوائف الدينية كما يعكس برنامجها. وستكون نشاطات هذه الخيمة “الواجهة الظاهرية للعمل من أجل حوار فعلي”، مثلما يقول عبد الحفيظ الورديري، أحد مؤسسي “مؤسسة التعارف”.

أما المدير العام لمؤسسة “قرطبة” عباس عروة فيرى “أن الهدف من هذه الخيمة هو فتح فضاء للتعارف في مدينة جنيف بين الجالية العربية والإسلامية من جهة وسكان مدينة جنيف من جهة أخرى”.

ومثلما يعكس برنامج التظاهرة – التي لقيت دعما من السلطات المحلية في جنيف وبلدية ميران، ومن المؤسسة الثقافية السويسرية بروهيلفيتسيا، ومن رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي -، هناك اهتمام بعدة شرائح من المجتمع ومن مختلف الطوائف الدينية “للاستفادة من روح الانفتاح في جنيف ولإظهار ما ساهم به الإسلام في نهضة الغرب” على حد قول السيدة لولي بولاي ممثلة مؤسسة “قرطبة” والمتحدرة من أصل إسباني.

أما السيدة نعمت مردم باي من مؤسسة التعارف، فتعكس نظرة الغالبية الصامتة لحد الآن من أبناء الجالية العربية والمسلمة في سويسرا، “الذين ترعرعوا في هذا البلد وتشبعوا ببعض قيم الانفتاح فيه دون التنكر لقيمهم ولثقافتهم العربية والإسلامية”.

خطوة إيجابية رغم التحديات

لقد أصبح تنظيم تظاهرة تجمع كل التيارات والتنوعات التي تعرفها الجالية المسلمة في جنيف او في سويسرا من “المستحيلات العشر” مثلما يقال، ولكن مع ذلك يرى منظمو “خيمة الحوار”، أن الباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة وليس فقط من أبناء الجالية المسلمة بل أيضا وبالخصوص من أبناء الجاليات والطوائف الدينية الأخرى. ويذهب السيد عبد الحفيظ الورديري إلى أن هذه المحاولة “قد تشكل بداية تحرك نحو هذا التوحيد”.

كما تسعى تظاهرة “خيمة الحوار” إلى تفادي سلبيات و نقائص التظاهرات التي سبق أن نظمتها بعض الأوساط المسلمة في جنيف، (التي اكتست إما طابعا دينيا صرفا او أكاديميا بحتا وهو ما حال دون جلبها للأجيال الشابة سواء من الجالية المسلمة أو من أهل جنيف) وذلك من خلال الحرص على تضمنها للجوانب الترفيهية وصورة عن كرم الضيافة العربية الإسلامية، إلى جانب الحوارات الأكاديمية والسياسية الجادة بطبيعة الحال.

فإلى جانب مواضيع جادة مثل “حوار الثقافات”، و”هل الإسلام يشكل خطرا على الديموقراطية؟”، و “هل الإسلام يتماشى مع مبادئ حقوق الإنسان؟”، التي ستحتضنها خيمة تسع لأكثر من 400 مشارك، هناك خيم جانبية ستحتضن أمسيات موسيقية تعكس التعددية الثقافية مع عازف العود العربي الشهير نصير شمة، ومع أستاذ فن المالوف القسنطيني الحاج محمد الطاهر فرجاني، وفرقة كارمونا للموسيقى الأندلسية الإسبانية، إضافة إلى عدة فرق محلية شابة.

وإذ كانت هذه التظاهرة قد لقيت تشجيعا من السلطات المحلية ومن منظمتي المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي فإن المنظمين يأسفون، كما صرحت بذلك السيدة لولي بولاي من مؤسسة قرطبة “لعدم استجابة البعثات العربية المعتمدة في جنيف وعدم ردها حتى على الرسائل الموجهة لها”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية