دعوة سويسرية إلى مؤتمر إنساني دولي حول العراق
أعربت سويسرا عن رغبتها في تنظيم مؤتمر دولي الشهر الجاري في جنيف لبحث الانعكاسات الإنسانية التي قد تنجم عن الحرب المحتملة ضد العراق.
ووجهت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – راي الدعوة للعراق والدول المجاورة والولايات المتحدة والاتحاد الأروبي للمشاركة في هذا المؤتمر
جاء إعلان وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – راي يوم الاثنين 03 فبراير عقب محادثات أجرتها مع لجنتي السياسة الخارجية في غرفتي البرلمان الفدرالي.
ومن بين الدول التي وُجهت لها الدعوة لحضور المؤتمر الإنساني الذي لم يحدد بعد تاريخ انعقاده، العراق وإيران وسوريا والكويت والمملكة العربية السعودية وتركيا والأردن والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
ومن المُفترض أن تشارك في هذا المؤتمر منظماتٌ دولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وقد أعربت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف انطونيلا نوتاري عن بالغ اهتمامها بالاقتراح السويسري.
ويُتوقع أن يركز المؤتمر الإنساني في جنيف على الانعكاسات الإنسانية التي قد تترتب عن ضربة عسكرية ضد العراق وعلى التحركات الدبلوماسية الجارية داخل منظمة الأمم المتحدة.
ما بعد دافوس
وتأتي بادرة وزيرة الخارجية السويسرية كتأكيد للرسالة التي أبلغتها لنظيرها الأمريكي كولين باول خلال حضورهما أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي انعقد ما بين 23 و28 يناير الماضي في المنتجع السياحي السويسري. وكانت السيدة كالمي – راي قد أوضحت للسيد باول موقف برن من الحرب ضد العراق، كما عرضت مساعي سويسرا الحميدة للتوصل إلى حل دبلوماسي للمسألة العراقية من خلال استضافة “مؤتمر اللحظة الأخيرة” بين بغداد وواشنطن.
وشددت وزيرة الخارجية السويسرية أيضا خلال منتدى دافوس على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، محذرة نظيرها الأمريكي من خطر حدوث كارثة إنسانية. واليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تؤكد السيدة كالمي – راي قناعتها بصحة تحركاتها الدبلوماسية التي يرى فيها البعض مواقف مندفعة. وتقول وزيرة الخارجية السويسرية في هذا السياق “إن سويسرا ليست بلدا صغيرا من حيث المصداقية بل إن تأثيرها أكبر بكثير من مساحتها الجغرافية”.
وتستعدُّ وزارة الخارجية السويسرية بالتعاون مع دائرة التنمية والتعاون التابعة لها لتعزيز المساعدات الإنسانية في العراق، حيث شرعت الجهتان في تحضير “سيناريو” خاص لمواجهة أزمة محتملة في العراق. ويُذكر أن المنظمات الإنسانية والتنموية السويسرية تنشط في العراق منذ عام 1993. وتُخصِّصُ الكنفدرالية حاليا 5 ملايين فرنك سنويا لنشاطات هذه المنظمات في العراق.
الحياد السويسري
وتطرقت وزيرة الخارجية السويسرية ولجنتا الشؤون الخارجية في البرلمان الفدرالي خلال محادثاتهما حول المسألة العراقية إلى سياسية الحياد السويسري. واتفق الطرفان على أن الكنفدرالية ستظل محايدة في حال توجيه ضربة للعراق دون تبني قرار أممي ثاني حول المسألة. ويعني هذا الموقفُ بوضوح أن عبور المجال الجوي السويسري من طرف القوات المتحالفة ضد العراق “ليس واردا على الإطلاق”.
لكن في حال تبني قرار أممي جديد، أوضحت السيدة كالمي – راي أن الحكومة السويسرية، التي تتمتع بصلاحية اتخاذ القرار في مثل هذه الحالات، قد تسمح بعبور مجالها الجوي لكنها لن تكون مضطرة لذلك. وجدير بالذكر أن سويسرا قد سمحت منذ عام 1993 بعبور مجالها الجوي في إطار تكليف صادر عن الأمم المتحدة.
وقد خرجت لجنتا البرلمان بحصيلة ايجابية من المحادثات التي أجرتاها مع وزيرة الخارجية يوم الاثنين. وحصلت اللجنتان على حق استشارتهما من طرف الحكومة الفدرالية حول مسألة عبور المجال الجوي السويسري في حال تبني قرار أممي جديد. وأكدت رئيسة لجنة مجلس النواب السيدة ليلي نابلوز أن اللجنة حصلت على أجوبة “مرضية” من طرف السيدة كالمي – راي، مشددة على أن لجنتي البرلمان ترغبان أن تكونا “شريكا في المحادثات” مع الحكومة الفدرالية السويسرية.
سويس انفو مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.