“أنا هنا للإستفادة من محصلة تجارب الآخرين”
أوضح جاو ماثيوس، الرئيس المشارك للمنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة في حديث إلى swissinfo.ch أنه جاء إلى سان سيباستيان حيث تنعقد الدورة السادسة لهذه التظاهرة العالمية للإستفادة من تجارب المشاركين الآخرين والعودة إلى بلده بأفكار جديد تساعد في تطوير الممارسة الديمقراطية في تعزيز المشاركة المواطنية. وماثيوس كاتب ومفكّر وناشط سياسي أمريكي من ولاية كاليفورنيا.
ولأهمية هذه الشهادة خاصة وانها تأتي بعد أسبوع من الإعلان عن النتائج المفاجأة للانتخابات الأمريكية التي فاز فيها دونالد ترامب، ننشر هذا الحوار الذي أجريناه مع الناشط الأمريكي يوم الأربعاء 16 نوفمبر بدونوستيا.
swissinfo.ch: لماذا اخترتم هذه المدينة لتنظيم هذه الدورة؟
جو ماثيوس: الأسباب عديدة: أوّلا، تلقينا دعوة من هذه المدينة لإستضافتنا،وحتى وإن لم يفعلوا ذلك، كنا سنستدعي أنفسنا.، وثانيا، نحن نحتفي ونعير أهمية كبرى لأي منطقة تظهر ريادة وتقوم بمبادرة يعبّر عن التزام بتعزيز المشاركة المواطنية وتوسيع الديمقراطية المحلية. وسان سيباستيان أصبحت في السنوات الأخيرة رائدة في هذا البا، وأنا قادم من الولايات المتحدة وآمل أن يتحقق لنا ما تحقق لسكان هذه المنطقة.
swissinfo.ch: ما هي أبرز القضايا التي ستعالجها هذه الدورة؟
جو ماثيوس: هناك حزمتان من القضايا: المشاركة المحلية في ظل الأنظمة الديمقراطية، والإنفتاح على الجميع دون اقصاء في مجتمعاتنا الحديثة بما يحقق التعايش المشترك بين الجميع. وهناك حاجة ملحة إلى تعاون على المستوى العالمي لمعالجة المشكلات الكبرى لعالمنا كمسألة البيئة على سبيل الذّكر والهجرة والفقر. ورغم أن هذه القضايا شاملة وكونية، لكنها تحتاج إلى أن نبدأ بمعالجتها محليا أوّلا، ثم ارساء تعاون مثمر بين ما هو محلّي وما هو دولي وعالمي.
swissinfo.ch:كيف تصف لنا وضع الديمقراطية التشاركية اليوم في العالم؟
جو ماثيوس: جئت من كاليفورنيا حيث كان تصويتها في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة مختلفا تماما عن بقية الولايات. وفي الحقيقة الإنتخابات قسّمت بشكل حاد المجتمع الأمريكي. وشخصيا لم أقدر حتى الآن على إيجاد تفسير للطريقة التي صوّت بها الناخب الأمريكي. ما أعلمه أن نسبة كبيرة من الشعب الأمريكي منفتحة على الأجانب بما في ذلك المقيمين غير الشرعيين. يقينا الديمقراطية تواجه ضغوطا وتحديات على أكثر من صعيد وهناك صعود للنزعات الشوفينية والنماذج الديكتاتورية، وهذا مدعاة للتساؤل والبحث والتمحيص خلال هذه الدورة الحوارية. وأنا، المسؤول الأوّل المشارك في تنظيم هذه التظاهرة أعي بأن الديمقراطية هي طريقة شاقة في إدارة الشأن العام وحكم الدول، ولكن لا أعلم أي نظام أفضل منها!
swissinfo.ch: ما هو الأمل الذي تعلّقه على مشاركتك في هذه الدورة؟
جو ماثيوس: قدومي إلى هنا في الحقيقة ليس الإهتمام بالقضايا الكبرى في العالم، بل ما يهمّني في المقام الأوّل هو الوضع في كاليفورنيا، وإيجاد السبيل الأنسبب لتحسين الوضع المحلّي هناك عبر مشاركة الجميع والإنفتاح على كل الفئات. كذلك أنا هنا للإستفادة من محصّلة تجارب المشاركين الآخرين. وهمّي العودة من حيث أتيت بأفكار جديدة من ذلك مثلا الطريقة التي تدير بها السلطات المحلية في هذه المدينة التي نحن فيها مسألة تعزيز حضور المرأة على المستوى الإداري والتمثيل السياسي حيث بات من الإجباري حضور المرأة بنسبة محترمة على القوائم الإنتخابية، أمر لا نظير له في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس انتخاب ترامب إلا مؤشرا على أن أوضاع الديمقراطية في أمريكا ليست على ما يرام. وأعود فأقول: المهمّ في هذه المحطات هو تبادل التجارب وتلاقح الافكار، واختبارها، إما لتصبح أكثر يقينية ومتانة، أو تأكيد وجاهة الأفكار التي تعارضها، ناهيك عن أنها تساعد في مد الجسور بين التجارب الرائدة في هذا المجال، في وقت لا تزال فيه هذه المحاولات كالجزر المترامية في محيط متلاطم
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.