“المشاركة في الحياة السياسية مفتاح نجاح الديمقراطية”
تستضيف جنيف في منتصف أغسطس الجاري المؤتمر السنوي الثالث والتسعين (93) لمنظمة السويسريين في الخارج، وذلك قبل بضعة أسابيع من الإنتخابات البرلمانية الفدرالية التي ستجري يوم 18 أكتوبر 2015. ويركز المؤتمر هذا العام على مشاركة المواطنين في الحياة السويسرية، بما أن إسهامهم النشط يعتبر حجر الزاوية للديمقراطية المباشرة المُعتمَدة في الكنفدرالية.
نعقد المؤتمر رابط خارجيتحت شعار: “التربية المدنية: ضمان للديمقراطية الحيّة”. وفي بلاد لها تقاليد عريقة في تنظيم الإستفتاءات الشعبية، وقبل تسعة أسابيع فقط من انتخابات تجديد أعضاء البرلمان الفدراليرابط خارجي، يُعتبر المواطنون المُهتمون بالسياسة والمُلمون بالقواعد الديمقراطية مفتاح نجاح النظام السياسي.
قد يُفاجئ البعض بأن نسبة المشاركة في الإستفتاءات الوطنية في سويسرا لا تزال ضئيلة، إذا تتراوح بين 40 و50%، وهو ما يؤكد وجهة نظر البعض الآخر الذي يعتبر أن آليات الديمقراطية المباشرة مُتطلّبة ومُعقدة للغاية.
وقد يُشير المُنتقدون بأصابع الاتهام إلى جيل الشباب على وجه الخصوص، حيث شارك أقل من ثلثهم في الإنتخابات البرلمانية لعام 2011.
غير أن معدلات الإقبال على التصويت ليست أعلى في صفوف المغتربين السويسريين، بالمقارنة مع الناخبين داخل الوطن، رغم اهتمامهم المتزايد بتسجيل أنفسهم على قوائم التصويت والإنتخابات. وكثيرا ما يُلقى باللائمة على الخدمات البريدية في بعض البلدان (إذ لا تصل الوثائق الخاصة بالإنتخابات إلى المعنيين بالأمر في الوقت المناسب – التحرير).
لهذا السبب، تدفع منظمة السويسريين بالخارج منذ فترة باتجاه اعتماد التصويت الإلكتروني لصالح جميع المُغتربين في شتى أنحاء العالم. وتقول آريان روستيشلي، المديرة المشاركة لمنظمة السويسريين في الخارج: “نحن نتحرك في الإتجاه الصحيح، رغم البطء والنكسات الجدية. ولكن لايزال هناك الكثير من المغتربين الذين لا يستطيعون الإستفادة من خيار التصويت الإلكتروني”.
وبعد أن قررت الحكومة الفدرالية في وقت سابق من هذا الأسبوع التقليص بشكل كبير في عدد المستفيدين من التصويت الألكتروني لأسباب تتعلق بضمان أمن وسلامة عملية الإقتراع، صرحت روتشيلي: “إنها أخبار سيئة جدا بالنسبة لنا. نحن ندعو السلطات إلى أن يكون التصويت عبر الإنترنت مضمونا لجميع المغتربين السويسريين أثناء الإنتخابات البرلمانية لعام 2019”.
وكانت الحكومة عبّرت في بداية الأمر عن الرغبة في أن يتمكن حوالي نصف المُغتربين المسجلين على اللوائح الإنتخابية (وعددهم (142000 شخص) من الإدلاء بأصواتهم ألكترونيا في موعد أكتوبر القادم.
توعية الشباب
أوجه القصور التقنية أمر يمكن تداركه، ولكن اعتماد التصويت الإلكتروني على نطاق واسع لن يكون كافيا لإقناع جميع الناخبين بالإدلاء بأصواتهم. فقد أظهرت بعض الدراسات ضرورة توعية الشباب على وجه الخصوص بحقوقهم وواجباتهم كمواطنين. وتحاول المدارس، إلى جانب مبادرات عامة وأخرى خاصة، الإسهام في جلب اهتمام الأجيال الشابة وحثها على المشاركة في الحياة السياسية.
المزيد
ما هي التربية المدنية؟
في الأثناء، يُساهم مؤتمر السويسريين في الخارج في هذه الجهود من خلال تنظيم سلسلة من النقاشات حول موائد مستديرة، وعدد من ورش العمل، فضلا عن تأمين مشاركة مجموعة من الساسة البارزين، مثل السيدة دوريس لويتهارد، وزيرة البيئة والنقل والطاقة والإتصالات.
من جهة أخرى، سيقوم خبراء في التصويت الإلكتروني، والإتصالات، وحقوق الإنسان، بتسليط الضوء على جوانب مختلفة من الديمقراطية المباشرة، والتربية المدنية في سويسرا والخارج.
من المُتوقع أن يشتمل النقاش على نوعية المعلومات التي يحتاجها المواطن لتشكيل رؤيته وبلورة اختياره وأن يتطرق إلى طبيعة الدور الذي يمكن أن تقوم به المدارس، ووسائل الإعلام، والمنظمات غير الحكومية في المجتمع المدني، وكيف يمكن لـ “بوليتبوكس”رابط خارجي مثلا، وهو مشروع خاص متعدد الوسائط تشترك فيه جميع وحدات هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، أن يساعد على زيادة اهتمام الشباب بالديمقراطية المباشرة.
المؤتمر السنوي لمنظمة السويسريين في الخارج
تُمثل منظمة السويسريين في الخارج التي ستحتفل العام القادم بمرور 100 عام على تأسيسها مصالح أبناء الكنفدرالية المُغتربين.
تنعقد أعمال المؤتمر 93 للمنظمة في مدينة جنيف يومي 15 و16 أغسطس 2015، يسبقها يوم 14 اللقاء نصف السنوي لـمجلس السويسريين في الخارجرابط خارجي، وهو الناطق الرسمي باسم المنظمة، والمكون من 125 موفدا من جمعيات ونوادي السويسريين في الخارج، ومن ممثلي المؤسسات داخل الوطن.
في بداية أشغال هذه الدورة، انتخب المجلس رئيسا جديدا للمنظمة خلفا لجاك-سيمون إيغلي الذي يشغل المنصب منذ عام 2007. وقد تحصل ريمو غيزين، المرشح المقترح من طرف الهيئة المديرة للمنظمة بأغلبية مريحة جدا (67 صوتا على 73).
(نقلته من الإنجليزية وعالجته: إصلاح بخات)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.