The Swiss voice in the world since 1935

مولدوفا: بلد صغير محايد في مفترق الطرق بين الاتحاد الأوروبي وروسيا 

لقد احتلت جمهورية مولدوفا بؤرة الاهتمام العالمي منذ فبراير 2022. وتنخرط سويسرا كذلك لأجل بناء الديمقراطية ودمج الأوكرانيين والأوكرانيات في مولدوفا. 

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

تشترك جمهورية مولدوفا مع سويسرا في عدد من الميزات: فهي أيضاً بلد صغير ومحايد، ويتحدث أهله أربع لغات قومية، وغير ساحلي. 

إلا أن هذه المشتركات ما تلبث أن تتوارى أمام بعض الاختلافات الجوهرية، إذ تعد جمهورية مولدوفا إحدى أفقر الدول الأوروبية. 

مولدوفا في قلب الجغرافيا السياسية 

لقد شهد هذا البلد آخر نزاع مسلّح قبل 30 عاماً فقط، لكن ما لبثت مولدوفا أن احتلت قلب الجغرافيا السياسية، منذ بدء الغزو الروسي للجارة أوكرانيا. فيتمركز في جمهورية ترانسنيستريا الانفصالية بحكم الأمر الواقع، والجزء من جمهورية مولدوفا بموجب القانون الدولي، حوالي 1700 جندي روسي، على حدود أوكرانيا الغربية. 

وفي الوقت نفسه، لم تستقبل دولة أخرى مثل هذا العدد من اللاجئين واللاجئات من أوكرانيا، مقارنةً بعدد سكانها، مثلما فعلت مولدوفا. فتمكن بذلك هذا البلد، الذي قلما تحظى قراه بشبكة تَزوُّدٍ بالمياه الصالحة للشرب، من الإسهام في التغلب على هذا الوضع، الذي يشغل أوروبا بأسرها. 

وجدير بالذكر، أن الاقتراع الشعبي الذي أُجري بجمهورية مولدوفا في أكتوبر من عام 2024، قد أسفر عن إدراج الانضمام للاتحاد الأوروبي في دستورها، كهدف مستقبلي. فقد حَظي المقترح بـتأييد 750،075 صوتاً، بينما رفضه 738،799. وقد بلغت نسبة التأييد 50،38%. 

وقد جاءت نتيجة الاستفتاء أقل مما توقعته استطلاعات الرأي مقدماً. كما حصلت القوى المناصرة لروسيا في الانتخابات الرئاسية، على نتائج أفضل من المنتظر. 

حملة استفتاء حول الاتحاد الأوروبي وروسيا وحلف شمال الأطلسي؟   

 التقت سويس إنفو (SWI swissinfo.ch) عند زيارتها البلاد خلال حملة الاستفتاء أيضاً، بسكان مولدوفا الذين كانوا مقتنعين بعلاقات البلاد الوثيقة مع روسيا.   

المزيد
حملة إشهارية

المزيد

هل تصوت جمهورية مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغم التأثير الروسي؟  

تم نشر هذا المحتوى على في 20 أكتوبر، يصوّت سكان جمهورية مولدوفا، البلد الصغير المحايد، والمحاذي لأوكرانيا، على مقترح الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. فهل يحول التأثير الروسي دون ذلك؟

طالع المزيدهل تصوت جمهورية مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغم التأثير الروسي؟  

ولا تُميّز النقاشات العامة بين الانضمام للاتحاد الأوروبي، والالتحاق بعضوية حلف شمال الأطلسي (Nato). وقد تحدث أحد أبناء مولدوفا المناصرين لروسيا بصراحة مع سويس إنفو، وأعرب عن أمنيته أن يحظى وطنه بنظام فدرالي، تماماً مثلما هو الوضع في سويسرا. 

وتشير بعض المؤشرات إلى أنّ شراء الأصوات قد ألقى بظلاله على النتيجة المتقاربة لاستفتاء الاتحاد الأوروبي. فقد أفاد فريق صحفيّ من هيئة الإذاعة البريطانيّة يوم الانتخابات، في 20 أكتوبر 2024،  بوجود” أدلة على شراء الأصوات “.    

وبدورها، تحدثت مايا ساندو، رئيسة مولدوفا المنتخَبة مجددا مؤخراً، عن “عدوان منقطع النظير على الحرية والديمقراطية”. كما ذكرت رقم 300،000 صوت تم شراؤها.    

وورد عن وسائل الإعلام مثل دويتشه فيله، حصول المولدوفيين الذين صوتوا ضد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولصالح مرشح صديق لروسيا، على ما يعادل حوالي 100 فرنك منها. ويُعتبر مبلغا مهما في مولدوفا الفقيرة، ولكنه ليس كافياً لتأمين لقمة العيش.  

 الشتات المولدوفي الواسع 

كانت الجاليات المولدوفية الكبيرة في الشتات هي التي أوصلت الاستفتاء على الاتحاد الأوروبي إلى خط النهاية، ومنحته الأصوات المؤيدة للأغلبية. فقد حشدت صفوفها في العديد من دول أوروبا الغربية، بما فيها سويسرا خارج الاتحاد الأوروبي، من أجل الاستفتاء لصالح الانضمام إليه.    

المزيد
مولدوفا

المزيد

كيف تمكّن أفقر بلد في أوروبا من دمج 120 ألف أوكرانيّ وأوكرانيّة؟ 

تم نشر هذا المحتوى على لم يسبق لبلد أن استقبل كل هذا العدد من اللاجئين واللاجئات من أوكرانيا، مقارنةً بعدد سكانه، مثل جمهورية مولدوفا. 

طالع المزيدكيف تمكّن أفقر بلد في أوروبا من دمج 120 ألف أوكرانيّ وأوكرانيّة؟ 

وتسعى جمهورية مولدوفا إلى التواصل مع العديد من مواطنيها في الخارج. ولديها استراتيجية و”مكتبها الخاص لشؤون المغتربين“. ونيابةً عن هذا المكتب، تقدم فالنتينا تشيبان من سويسرا ومولدوفا، المشورة لمواطنيها الذين يرغبون في العودة إلى مولدوفا أو القيام بأعمال تجارية في البلاد.  

دور سويسرا في مولدوفا 

كما أطلق التعاون الإنمائي السويسري مشروعًا، يهدف إلى تعزيز الروابط بين الشتات المولدوفي في الخارج ووطنه الأم. وتعد سويسرا وفق وزارة خارجيّتها، إحدى” أهم المانحين الثنائيين لمولدوفا“.    

 ولعبت سويسرا حتّى، دورًا أساسيًا في جعل مادة دراسية إلزامية في المدارس. وتهدف مادة” التعليم من أجل المجتمع “، إلى إعداد تلاميذ مولدوفا للقيام بدور مواطنيّ مهم في دولة ديمقراطية.   

المزيد
فيرا ليزينغر

المزيد

بدعم سويسريّ … مدارس مولدوفا تعدّ أجيال الديمقراطيّة  

تم نشر هذا المحتوى على يعتبر التعليم من أجل المجتمع موضوعًا شائعًا في المدارس المولدوفية. ويدعم التمويل السويسري هذا النهج التقدمي للتربية. وقد زارت سويس إنفو الفصول الدراسية هناك لمعرفة كيفية عمل ذلك.

طالع المزيدبدعم سويسريّ … مدارس مولدوفا تعدّ أجيال الديمقراطيّة  

sزارت سويس إنفو برنامجا دراسيا في مدرسة ناطقة بالرومانية، وأخرى ناطقة بالروسية. وأعطت إحدى مديرات المدارس وصفًا مثيرًا للإعجاب لمن علّمها التفكير النقدي ذات يوم: معلم التاريخ في العهد السوفياتي. ومع ذلك، لم يفهم سوى عدد قليل من طلاب فصلها، تشجيع هيئة التدريس على التدقيق النقدي في الأحداث الاجتماعية والسياسية.   

لكن، تمثّل سويسرا أيضًا، موطنا للأموال التي اختلسها حكام مولدوفا السابقين الفاسدين، وأشهرهم الأوليغارشي فلاديمير بلاهوتنيوك. فقد صودرت فيلته الواقعة على ضفاف بحيرة جنيف، في سبتمبر 2024.   

وقد اشترى بلاهوتنيوتش، الذي سيطر على سياسة جمهورية مولدوفا الفقيرة حتى عام 2019،  هذا القصر مقابل 31،5 ملايين فرنك.

كيف تدعم الحكومة السويسرية جمهورية مولدوفا؟ 

في تحليله الذي نُشِر في سويس إنفو، أقر الصحفي الاستقصائي فرانسوا بيليه، أن العلاقات بين الدولتين المحايدتين، سويسرا ومولدوفا، تتوقف على قرارات القضاء السويسري كذلك، خلافا للدبلوماسية السويسريّة. 

ولقد عُقدت في العامين الأخيرين أربعة لقاءات رسمية، بين كل من سويسرا ومولدوفا. وعلاوة على ذلك، فقد عززت سويسرا دعمها. إذ ترتبط هذه العناية بها، بأهميتها المتزايدة منذ اندلاع العدوان الروسي على أوكرانيا. 

 لقد احتلت جمهورية مولدوفا بؤرة الاهتمام الدولي، وستظل كذلك إلى أن يتغير الوضع. 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: بنيامين فون فيل

هل الديمقراطيات المباشرة أكثر عرضة للتضليل الإعلامي؟

من المتوقع أن تؤثر موجة المعلومات المضللة بشكل خاص على الديمقراطيات المباشرة، مثل سويسرا أو العديد من الولايات الأمريكية.

57 إعجاب
85 تعليق
عرض المناقشة

تحرير: مارك ليفنغستون 

ترجمة: هالة فرَّاج 

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية