رغم الصعوبات .. تعليم البنات في تقدم
سجل صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في آخر تقرير له، حصول تقدم ملموس في مجال تعليم البنات في العالم، ولكن بنسب متفاوتة.
التقرير الذي قدمته المديرة التنفيذية لليونيسيف كارول بلامي في آخر ظهور إعلامي لها قبل مغادرتها لهذا المنصب، يشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط لا زالت تعاني من مشاكل في تعليم البنات.
في آخر ظهور إعلامي لها قبل مغادرتها لمنصب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، يونيسيف، تعرضت السيدة كارول بلامي في ندوتها الصحفية في جنيف صباح الاثنين 18 أبريل، لآخر تقرير أصدرته المنظمة عن وضع التعليم في العالم، وبالأخص تعليم البنات.
التقرير الذي يحمل عنوان “تقدم من أجل الأطفال”، استعرض التقدم الحاصل في مجال المساواة بين الذكور والبنات في مجال الحصول على التعليم الأساسي.
وقد أشادت المديرة التنفيذية لليونيسيف أمام الصحافة “بالتقدم المسجل، سواء في مجال وصول الأطفال إلى فصول التعليم، أو فيما يتعلق بالحد من الهوة القائمة بين الجنسين في هذا المجال”.
تقدم ملموس
يشير تقرير اليونيسيف إلى أن 125 بلدا من بين 180 التي تتوفر معطيات عنها في مجال التعليم، بإمكانها أن تحقق حتى نهاية عام 2005، المساواة بين الجنسين في مجال وصول مواطنيها إلى التعليم الأساسي، وكان هذا هو الهدف الذي حددته الأمم المتحدة في إطار طموحات قمة الألفية.
وعلى الرغم من تراجع نسبة الأطفال المحرومين من التعليم في العالم، من 115 مليون عام 2001 إلى حدود 100 مليون حاليا، فإن هذا التفاؤل لم يمنع المديرة التنفيذية لليونيسيف من التكهن بأن المجموعة الدولية لن تستطيع تحقيق الهدف الذي حددته الأمم المتحدة، والمتمثل في تمكين كل أطفال العالم من الحصول على تعليم أساسي مع مطلع عام 2015.
العالم العربي ما فوق المتوسط
يرى تقرير اليونيسيف في فقرته المخصصة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن الجهود المبذولة في بلدان المنطقة منذ 25 سنة، سمحت بتحقيق تقدم معتبر في مجال التعليم الأساسي، بل يذهب التقرير إلى حد اعتبار أن المنطقة العربية سجلت أعلى نسبة تسجيل ومواظبة في مجال التعليم الأساسي في العالم فاقت 1،4% سنويا.
ويرى التقرير انه لو استمرت وتيرة العالم العربي على هذا المنوال، فإنه بإمكانه تحقيق أهداف الألفية في عام 2015، أي تحقيق التعليم لكل أبنائه البالغين سن الدراسة.
ولكن إذا كانت النسبة العامة تدعو إلى الارتياح، فإن فحص كل بلد على حدة يترك مجالا لفوارق شاسعة في مجال التعليم، إذ يعتبر تقرير اليونيسيف أن بلدانا مثل الجزائر والبحرين ومصر والأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة وقطر وسوريا وتونس، تقترب من تحقيق التعليم للجميع.
وقد خص التقرير بالذكر تونس، التي قال إنها حققت حصيلة جيدة للغاية، تمثلت في تمكين كل الأطفال البالغين السن الدراسي من الالتحاق بالمدارس، بل يعتبر التقرير أن تونس تجاوزت نسبة المساواة بين الذكور والإناث في بعض القطاعات التعليمية.
ومن الدول العربية التي يرى تقرير اليونيسيف أنها لا زالت تعاني، سواء في مجال تمكين كل أبنائها من التعليم او في تحقيق المساواة بين الذكور والإناث في حقل التعليم، اليمن، إذ على اليمن الذي بذل جهدا متواصلا لرفع مستوى فرص التعليم أمام أبنائه بتخصيص حوالي 20% من ميزانيته لهذا القطاع وحده خلال السنوات الأخيرة، أن يبذل المزيد لتحقيق المساواة في فرص التعليم الابتدائي بين البنات والذكور، والتي تمثل اليوم 60 فتاة مقابل كل 100 ذكر.
وإذا كان التقرير يرى أن هناك دولا أخرى في وضع اليمن مثل السودان وجيبوتي، فإنه يتطرق إلى حالة عكسية، وهي وضعية البحرين التي تعتبر شاذة في المنطقة، بحيث تفوق فيها نسبة الفتيات في المدارس الابتدائية عدد الذكور.
محمد شريف – سويس انفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.