مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زعماء الأمريكيين العرب والمسلمين يستنكرون تصريحات ترامب حول غزة

reuters_tickers

من ناثان لين وأندريا شلال

(رويترز) – انتقد زعماء للأمريكيين العرب والمسلمين، ومن بينهم من دعموا دونالد ترامب في انتخابات 2024، اقتراح الرئيس الأمريكي بأن تسيطر الولايات المتحدة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين، لكن بعضهم قالوا إنهم ما زالوا يرون أنه الخيار الأفضل للسلام الدائم في المنطقة.

وفي معرض رفضهم، وصف زعماء تعليقات ترامب بأنها مجرد تهديدات غير واقعية، لكنهم قالوا إنه من غير المرجح أن يدفع ثمنا سياسيا كبيرا فيما يتعلق بدعم الأمريكيين العرب والمسلمين له.

وقال بشارة بحبح، الذي أسس جماعة “عرب أمريكيون من أجل ترامب” وساعد في حشد الدعم لترامب في ميشيجان وغيرها من الولايات المتأرجحة، لرويترز “نعتقد أن أفكاره، على الرغم من حسن نواياها، أزعجت كثيرين”.

وأضاف “نعارض أي نقل للفلسطينيين من وطنهم طوعا أو كرها على السواء”.

وقال بحبح إنه ما زال يؤيد ترامب، ويرى فيه الخيار الأفضل لتجنب الصراع في غزة. وأضاف أن جماعته غيرت اسمها إلى “عرب أمريكيون من أجل السلام” قبل يومين، في انعكاس لتغير محور اهتمامها بعد انتخاب ترامب.

وطرح ترامب فكرة “استيلاء” الولايات المتحدة على غزة في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء. كما طرح ترامب اقتراحا بنقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة وإعادة تطوير المنطقة المتضررة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وقال محللون استراتيجيون إن دعم الأمريكيين العرب والمسلمين لعب على الأرجح دورا في تحقيق ترامب انتصارات في عدد من الولايات المتأرجحة، وكان التأثير الأكبر في ميشيجان، موطن أكبر عدد من العرب والمسلمين والفلسطينيين في البلاد.

وصوت كثيرون من الأمريكيين العرب والمسلمين ضد نائبة الرئيس آنذاك كامالا هاريس احتجاجا على دعم إدارة بايدن لإسرائيل في هجومها على غزة، الذي نفذته ردا على هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. كما ينسب البعض إلى ترامب الفضل في تنسيق وقف إطلاق النار، على الرغم من حدوثه قبل عودته إلى البيت الأبيض.

وأظهر استطلاع في الولايات المتحدة أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أن 53 بالمئة من المسلمين صوتوا لصالح مرشحة حزب الخضر جيل ستاين في انتخابات 2024، بينما حصل ترامب وهاريس على 21 بالمئة و20 بالمئة على الترتيب. وشكل الاستطلاع، الذي شمل 1575 ناخبا مسلما عبر الرسائل النصية، تباينا حادا مع انتخابات 2020، عندما صوت 69 بالمئة من المسلمين الأمريكيين لصالح بايدن، بينما حصل ترامب على 17 بالمئة فقط.

وقال رابيل تشودري، المشارك في تأسيس جماعة “مسلمون من أجل ترامب”، إنه شعر بخيبة أمل بسبب عدم مناقشة أي حل طويل الأمد للسلام وإعادة الإعمار في غزة، لكنه لا يندم على دعم ترامب.

وقال “الخلط بين خطاب ترامب وأفعال بايدن وهاريس ليس فقط غير صادق بل وغير نزيه تماما”، وانتقد إمداد إدارة بايدن لإسرائيل بالأسلحة وغير ذلك من أشكال الدعم أثناء قصف غزة. وأضاف “إذا قارنا بين أفعال ترامب وبايدن وهاريس، فلن يمكننا تجاهل الفارق بينهما وهو أن ترامب خيار أفضل”.

وأيدت إدارة الرئيس السابق جو بايدن إسرائيل بشدة أثناء هجومها على غزة ودأبت على حثها على بذل جهود أكبر للحد من الخسائر بين المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما أشاد بايدن باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي باعتباره صورة إلى حد كبير لإطار الاقتراح الذي قدمه العام الماضي.

وقال أسامة السبلاني، وهو ناشر صحيفة عرب أمريكان نيوز ومقرها ديربورن بولاية ميشيجان، إنه لا يعتقد أن كثيرين من الناس في الجالية العربية والمسلمة سيندمون على قرارهم إما بدعم ترامب أو الامتناع عن التصويت لهاريس بسبب دعمها لإسرائيل.

لكن السبلاني، المتحدث باسم اللجنة العربية الأمريكية للعمل السياسي التي لم تؤيد أي مرشح في انتخابات 2024، شبه خطاب ترامب بخطاب “الرجل المجنون” وقال إن هذا لن يدعم قضية السلام.

وقال لرويترز إن ترامب “بدلا من مساعدة الناس في التعافي، يحاول استغلال بؤسهم. لا أصدق أن رئيس الولايات المتحدة يطرح مثل هذا الاقتراح”.

وقال يحيى باشا، وهو طبيب ومؤسس منظمة “مسلمون من أجل التقدم الأمريكي”، إن تعليقات ترامب لم تفاجئه، بالنظر إلى التصريحات السابقة التي أدلى بها صهره جاريد كوشنر حول كون غزة موقعا جيدا لمنتجع في المستقبل، لكنه ما زال متشككا في أن تنفذ الولايات المتحدة هذه الخطط.

وقال باشا، وهو من أوائل المؤيدين لترامب في ميشيجان “لا أشعر بالندم على أي شيء فعلته لانتخاب ترامب، وآمل أن نرى علامات إيجابية في المستقبل”.

وأضاف أنه يعتقد أن تعليقات ترامب كانت استفزازية في كثير من الأحيان وليست أساسا للسياسة، مستشهدا بتعليقاته عن رغبته في شراء جرينلاند أو جعل كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.

وقالت الأمريكية اليمنية سمراء لقمان، وهي ديمقراطية صوتت لصالح ترامب في 2024 على أمل أن يحقق وقفا لإطلاق النار في غزة، إنها لا تدعم اقتراح ترامب بالسيطرة الأمريكية على القطاع. لكنها قالت إنها لا تزال تنظر إلى ترامب بشكل أكثر إيجابية مقارنة بتصرفات إدارة بايدن.

وأضافت سمراء (42 عاما) المقيمة في ديربورن بولاية ميشيجان “لست سعيدة لسماع أمور حول نزوح الناس من وطنهم إلى الأبد، ولكن على الأقل لا يُقتلون بالآلاف أو المئات يوميا كما رأينا العام الماضي”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية