زيارة هانيبال قذافي لماكس غولدي تثير تساؤلات الصحافة السويسرية
غداة الزيارة المفاجئة التي قام بها نجل الزعيم الليبي، هانيبال القذافي، إلى رجل الأعمال السويسري ماكس غولدي المسجون في طرابلس، أبدت معظم الصحف السويسرية الصادرة صبيحة الثلاثاء 2 مارس استغرابها من الخطوة وتساءلت عن المغزى الحقيقي منها.
في جنيف (حيث كانت شرطة الكانتون قد اعتقلت هانيبال القذافي وزوجته ألين في صيف 2008 وهي الشرارة التي أدت إلى اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين)، كتبت صحيفة “لوتون” تحت عنوان “زيارة هانيبال القذافي الغريبة لماكس غولدي”: (… حدث ما يشبه حلقة جديدة من الاستفزاز الليبي، هانيبال القذافي زار ماكس غولدي في السجن حيث يُفترض أنه يقضي عقوبة سجن مدتها أربعة أشهر بتهمة “الإقامة غير الشرعية”).
وتعليقا على تصريحات غولدي خلال لقائه بهانيبال القذافي التي جاء فيها: “إنه شرف لي أن يأتي كابتن هانيبال لرؤيتي وآمل في أن يتمكن من استخدام نفوذه ليساعدني في هذا الموقف”، كتبت صحيفة لوتون أن “ماكس غولدي يعلم جيدا أنه من مصلحته تماما أن ينحني وأن يقبل بالإهانات وتأدية تمثيلات مسرحية مهما كانت كريهة”.
وفي جنيف أيضا، أعربت صحيفة “لا تريبون دو جنيف” عن اعتقادها بأن زيارة هانيبال القذافي لماكس غولدي “تزيد من الضغط على جنيف”، مشيرة إلى أن تلك الزيارة اعتــُبرت كإشارة على بعض الانفراج في الأزمة بين البلدين. ونوهت الصحيفة إلى أن ماكس غولدي قال أثناء اللقاء: “سويسرا يجب أن تعطي للكابتن هانيبال الحق في أن يمارس حقه (…) تسريب الصور لم يكن مقبولا ويتعارض مع القانون.”
وكان هانيبال القذافي رفع دعوى قضائية ضد سلطات جنيف في ديسمبر الماضي بشأن صورة التقطتها الشرطة في أعقاب اعتقاله نشرت في صدر صحيفة “تريبون دو جنيف”، ومن المقرر أن تنظر فيها إحدى المحاكم السويسرية في غضون شهر مارس الجاري.
صحيفة “لوماتان” الواسعة الإنتشار اختارت كعنوان لمقالها “هانيبال يتقمص دور اللطفاء”، ولم تتردد بدورها في وصف ما حدث بـ “تمثيلية”، إذ كتبت اليومية التي تصدر بالفرنسية في لوزان: “بعد الدعوة إلى الجهاد (ضد سويسرا) التي أطلقها معمر القذافي، هاهو ابنه يقوم بدور المُضيف الجيد بزيارته لماكس غولدي. (…) وبعدما علم ابن الدكتاتور أن يوم زيارته (يصادف) عيد ميلاد والدة البرناوي (ماكس غولدي)، طلب على الفور أن يتمكن هذا الأخير – الممنوع من الاتصال بالخارج – باستخدام هاتف للاتصال بوالدته في الحين”.
وبعد التذكير بتصريحات غولدي المؤيدة لموقف هانيبال في قضية صوره أثناء اعتقاله في جنيف، تابعت الصحيفة: “إنها تمثيلة بالتمام والكمال. ابن القذافي يواصل تنفيذ مهمته: الإنتقام من سويسرا. العين بالعين والسن بالسن، مثلما أقسمت بذلك أخته في جنيف بعد اعتقاله”.
وفي المناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية، كتبت صحيفة “تاغس أنتسايغر” التي تصدر في زيورخ تحت عنوان: “تحية من هانيبال”: “كان يوما مهتاجا في طرابلس، هانيبال، مخرب جنيف، زار علنا ماكس غولدي وتحدث إليه بود ولطف. وفي نفس الوقت تقريبا، نظم والده التعبئة أمام السفارة السويسرية. 1000 متظاهر يدعون إلى الجهاد ضد سويسرا”.
وتابعت اليومية: “القضية واضحة بالنسبة للعارفين بالشؤون الليبية: الحدثان جزءان من المسرح السياسي للإستخدام الداخلي. هانيبال يظهر كرجل دولة، والمتظاهرون يستطيعون الإسترخاء قليلا، وبإرساله الشرطة لحماية السفارة السويسرية، يوضح القذافي الأهمية التي يوليها لحماية السفارات الأجنبية”.
صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” الرصينة ركزت أيضا على أن ليبيا سمحت بتنظيم المظاهرة وبتوضيب زيارة هانيبال القذافي لماكس غولدي، منوهة إلى أن “وسائل الإعلام الليبية حصلت يوم الإثنين (1 مارس) على حق تغطية الحديثين المُرتبين”، فيما شددت صحيفة “بليك” الشعبية الواسعة الانتشار، والتي تصدر أيضا في زيورخ، على أن ماكس غولدي “يأمل (الحصول على) مساعدة هانيبال القذافي”.
أما صحيفة “لا ليبرتي” التي تصدر بالفرنسية في فريبورغ، فأعربت عن مخاوفها واعتبرت أن الأمر يتعلق بـ “مسرحية لا تدعو إلى الطمأنينة”.
إصلاح بخات – swissinfo.ch
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.