مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سابقةٌ انـتخابية في سويسرا الرومانـدية

بهجة البرتغالي ماريو أغوستو لدى إطلاعه على نتائج التصويت بعد ظهر الأحد 8 فبراير 2004 Keystone

أصبح البرتغالي ماريو أغوستو المُقيم في كانتون فو أولَ أجنبي يُُنتخب عضوا في أحد المجالس البلدية بسويسرا الروماندية.

وبهذا الانتخاب التاريخي، يكون أوغوستو قد استفاد من الدستور الجديد للكانتون الذي منح للأجانب منذ بداية العام حق التصويت والترشح على المستوى البلدي.

دخلت قرية “تيولير” التاريخ الانتخابي يوم 8 فبراير 2004. ففي هذه البلدة الصغيرة الواقعة في كانتون فو والتي لا يتجاوز عدد سكانها 170 نسمة، تم انتخابُ أول أجنبي في أحد المجالس البلدية بسويسرا الروماندية (أي المتحدثة بالفرنسية).

وبـ 40 صوتا من أصل 62، اختار الناخبون في الدور الأول من التصويت، البرتغالي ماريو أوغوستو المقيم في سويسرا منذ 14 عاما، ليخلف بيير كوليار في مجلس البلدية. وقد استفاد السيد أوغوستو البالغ من العمر 35 عاما، من الدستور الجديد للكانتون الذي منح منذ 1 يناير 2004، حق التصويت والترشح للأجانب المقيمين فوق ترابه، على مستوى المجالس البلدية.

ويُـذكر أن أبنزل رود- إكستريور في سويسرا الألمانية كان أول كانتون أتاح حق الترشح للأجانب للمشاركة في إدارة الشؤون المحلية للبلدية التي يقطنون بها. وقد انتخبت بلدية فالد في عام 2002 مواطنا هولنديا في مجلس البلدية، وتم منحه بعد ذلك الجنسية السويسرية.

دلالات رمزية

وفي قرية تيولير بكانتون فو، كان البرتغالي ماريو أوغوستو المرشح الوحيد للمنصب الشاغر في المجلس البلدي. وقد شارك في عمليات التصويت 62 شخصا من أصل 131 المسجلين في مكتب الاقتراع، أي ما يعادل مشاركة بنسبة 43%.

وعن فوزه التاريخي بمقعد في مجلس بلدية تيولير التي يقطنها منذ ثلاث سنوات، أعرب أوغوستو عن اعتقاده أن التغطية الإعلامية لانتخابه مبالغ فيها، حيث يرى أن ذلك “لن يغير شيئا في حياة القرية”.

في المقابل، يدرك هذا التقني في مجال حمامات السباحة أن انتخابه له دلالات رمزية لكونه أجنبي. ويرى هذا الأب لطفلين أنه من “المهم أن يحدث هذا الانتخاب في قرية”. فذلك يظهر حسبه أن “سكان تيولير، وخلافا للاعتقاد السائد، منفتحون مثل سكان المدينة”.

فكرة المشاركة في الحياة السياسية لم تخطر في السابق على السيد أوغوستو. لكن التصويت على الدستور الجديد لكانتون فو في سبتمبر من عام 2002 ولّد لديه رغبة الانخراط في النشاطات البلدية.

ويَعتَبرُ العضو الجديد في بلدية تيولير نفسه مندمجا تماما في القرية. كما يعتقد أن حق الأجانب في التصويت عامل إيجابي بالنسبة للمجتمع ككل، حيث يوضح أنه كلما زاد عدد السويسريين أو المهاجرين المشاركين في الحياة السياسية، كلما تيسرت المساعي للعيش في مجتمع أفضل.

ولا ينوي السيد أوغوستو التقدم بطلب للحصول على الجنسية السويسرية لأنها ليست أولوية بالنسبة له في الوقت الراهن. ويرى العضو الجديد في بلدية تيولير أن “إجراءات الحصول على الجنسية السويسرية معقدة جدا ولا تشجع الأجانب في غالب الأحيان، حتى أولئك المقيمين هنا منذ عقود”.

بداية واقع جديد للأجانب

وقد تقدم أجنبي آخر، هو الإسباني ألبيرتو دي فرانشيسكو، للانتخابات البلدية في رينان بكانتون فو أيضا. لكنه انهزم في الدور الثاني بـ75 صوتا مقابل 68 أمام أحد أبناء الكانتون السويسريين شارل مونار. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 34,78%.

في المجموع، تمكن 11 ألف أجنبي في كانتون فو يوم الأحد من ممارسة حق التصويت والترشح لأول مرة في 22 بلدية. ويشار إلى أن زهاء 80 ألف أجنبي من حاملي بطاقات الإقامة من نوع “B” أو “C” المقيمين في الكانتون منذ ثلاث سنوات والحاصلين على بطاقة إقامة في سويسرا منذ 10 سنوات، أصبحوا منذ الفاتح من يناير الماضي يتمتعون بحق التصويت والترشح في فو وفقا لمقتضيات الدستور الجديد للكانتون.

وبفضل انضمام الأجانب إلى الحياة السياسة والعامة المحلية، ارتفع عدد الناخبين في كانتون فو إلى 450 ألف شخص. وفي رونون بضاحية لوزان، قفز معدل الناخبين بنسبة 70% منذ أن بدأ الأجانب في ممارسة حق التصويت والترشح.

وإن كان البرتغالي ماريو أوغوستو يعتقد أن التغطية الإعلامية لانتخابه التاريخي كان مبالغا فيها، فلأنه ربما لم يدرك بعد أن هذا الحدث يدشن حقبة انفتاح واندماج جديدة في حياة الأجانب المقيمين فوق التراب السويسري. فلحد الآن، حصل الأجانب على حق التصويت والترشح على مستوى البلديات في خمسة كانتونات (نوشاتيل، جورا، غريزون، أبنزل رود-إكستريور، فو). وربما ينضم كانتون فريبورغ لهذا الركب مستقبلا حيث سيصوت الناخبون هذا العام على مقترح يدعو إلى منح هذا الحق للأجانب المقيمين في فريبورغ.

أما كانتون نوشاتيل الذي منح حق التصويت للأجانب على المستوى البلدي في عام 1849، فيستعد للخطوة الموالية حيث سيطرح مبادرة شعبية لكي يتمكن الأجانب من ممارسة حقوقهم السياسية على مستوى الكانتون. ومن يدري، إن أحسن الأجانب الاستفادة من هذه الحقوق لمُُنحوا ثقة وحق الانخراط في السياسة الفدرالية مُستقبلا.

سويس انفو مع صحيفة “لا ليبرتي”

منذ فاتح يناير 2004، أصبح بإمكان 80 ألف أجنبي يقيمون في كانتون فو ممارسة حق التصويت والترشح على المستوى البلدي.
11 الف منهم مارسوا هذا الحق في الانتخابات البلدية التي جرت يوم 8 فبراير الجاري في بلدة تيولير
تمنح 5 كانتونات سويسرية (على 26) الحقوق السياسية للأجانب المقيمين فوق أراضيها يقدر عدد الأجانب المقيمين في الكنفدرالية بمليون ونصف المليون شخص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية