سـاعـات فـاخـرة جدا .. ومطالب عادلة جدا
افتتح وزير الاقتصاد جوزيف دايس صباح 30 مارس الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض بازل الدولي للساعات التي تتواصل حتى 6 أبريل، وسط طموحات الشركات السويسرية بتحقيق رقم قياسي في مبيعات هذا العام.
في الوقت نفسه تضامن نقابيون سويسريون مع عمال مناجم الماس في آسيا الذين يعانون من أخطار صحية جسيمة.
قال وزير الاقتصاد السويسري لدى افتتاح معرض بازل الدولي للساعات إن النجاح الذي يسجله هذا القطاع الصناعي يعكس التوازن المثالي في السياسة والاقتصاد في سويسرا.
وتناول الإيجابيات التي يقدمها الاقتصاد السويسري من عام إلى آخر، مشيرا في الوقت نفسه إلى باقة الإصلاحات المعمول بها منذ التسعينيات، والإستراتيجيات التي سيتم إتباعها في السياسة الاقتصادية الخارجية السويسرية، وأنها تتوافق جميعها تماما مثل الساعة السويسرية.
وقد أعلنت الهيئة المشرفة على المعرض وضع معايير أكثر دقة لإختيار الشركات الراغبة في التواجد في فعاليات “عالم بازل” السنوية بعد أن زاد إقبال الشركات عليه بنسبة كبيرة للغاية. وبررت إدارة المعرض ذلك برغبتها في الحفاظ على مستوى المعرض الجيد، إذ لا يجب أن يضم سوى الشركات ذات السمعة الطيبة والكفاءة المتميزة.
من ناحيته، أعرب جاك دوشان رئيس لجنة العارضين أن التحدي الذي تواجهه الشركات السويسرية يتمثل في مواصلة الاهتمام بالشريحة المتوسطة من الساعات بدلا من التركيز فقط على النوعيات الفاخرة، التي زاد الإقبال عليها بشكل واضح في السنوات الأخيرة.
أما المشكلة الحقيقية من وجهة نظره، فتكمن في الحجم الهائل من الساعات المزيفة التي يتم تسويقها سنويا بأسماء علامات تجارية سويسرية مشهورة. ويقدر السيد دوشان خسارة سويسرا السنوية في هذا المجال بحوالي 40 مليون قطعة. والمشكلة حسب رأيه أن التقليد والتزييف أصبح على درجة عالية من الحرفية والإتقان بشكل يجعل اكتشافه أمرا صعبا للغاية، كما تسهل شبكة الإنترنت عملية البيع بصورة احترافية أكثر من ذي قبل.
من أجل تجارة عادلة
في الوقت نفسه، استغلت بعض المنظمات غير الحكومبة والنقابات هذا التجمع الإعلامي الدولي الكبير في بازل، ونظمت مسيرة أمام مقر المعرض انتهت بمؤتمر صحفي بالقرب منه لتشرح معاناة عمال مناجم الماس في جنوب شرق أسيا.
وتطالب تلك المنظمات بتحسين ظروف عمل هؤلاء الضحايا في كل من الهند والصين، حفاظا على صحتهم المتضررة من غبار السليكون والعوادم السامة في المناجم التي يواجهونها مع عدم توفر أية طرق للوقاية. ونشرت المنظمات صورا للضحايا ومعاناتهم مع غياب أساليب العلاج المناسبة.
كما توجهت منظمة “سوليفون” بطلب إلى إدارة معرض بازل من أجل حظر التعامل مع الشركات التي لا تلتزم بتقديم المعايير الصحية المناسبة لعمال المناجم في تلك الدول النامية، والتأثير على شركات تجارة الماس لدفع التعويضات لأسر الضحايا والمرضى العاجزين عن العمل.
ويطالب النائب البرلماني في بازل وعضو إدارة منظمة “سوليفون” ريمو غيسين بأن تتجه أنظار حملة التجارة العادلة أيضا إلى المشتغلين في تصنيع وبيع المجوهرات كي يصبح الاهتمام بالعمال في الدول النامية من أحد توجهاتها، إذ يجب أن تشمل التجارة العادلة جميع المجالات.
ويقول غيسين في تصريحات لسويس انفو، بأن التجارة العادلة تعني أيضا وضع الحالة الصحية للعمال في عين الاعتبار لاسيما عندما تتعرض لخطر قاتل، ولذا يجب، حسب قوله، أن تشتمل اتفاقيات منظمة التجارة العالمية على ضمانات لصحة العمال في الدول النامية، وأن تتضمن آلية لمراقبة عمل الشركات الدولية في تلك المناطق، لضمان معايير اجتماعية جيدة لها.
أمنيات بتحقيق رقم قياسي
ويشارك في معرض بازل للساعات هذا العام، الذي يحتفل بدورته الرابعة والثلاثين، 2127 عارضا من 45 دولة، ينتشرون على 16000 متر مربع، هي مساحة المعرض الذي يتم تقسيم قاعاته بين الشركات الكبرى لتصنيع وإنتاج الساعات، والأخرى ذات العلامة التجارية فقط، وجناح مستقل للصين وهونغ كونغ، وجناح خاص بالأجهزة وتقنيات الإنتاج، ومن المتحمل أن يصل عدد زوراه هذا العام إلى 90 ألف.
ويعتبر معرض بازل الدولي للساعات حجر الزاوية في صناعة وتجارة الساعات والمجوهرات على مستوى العالم، إذ يحدد معالم وتوجهات هذا القطاع الهام، ويحرص على المشاركة فيه جميع المهتمين في التعامل معه سواء في مجال التصنيع أو البيع والشراء.
وتتطلع الشركات المتخصصة في إنتاج الساعات الثمينة إلى الاستفادة من معرض هذا العام وإبرام أكبر عدد ممكن من الصفقات التجارية. فإذا صدقت توقعات الخبراء المتخصصين باستمرار الإقبال على الساعات الثمينة، فإن ذلك يعني أن حجم المبيعات السويسرية سيسجل رقما قياسيا جديدا هذا العام، عندما يتجاوز 12 مليار فرنك.
سويس انفو
يصل عدد الشركات العارضة هذا العام إلى 2127 من 45 دولة.
يبلغ عدد الشركات السويسرية العارضة 427، تليها ايطاليا بـ 361 شركة، ثم هونغ كونغ بـ 359 شركة.
تبلغ المساحة الإجمالية للمعرض 160000 متر مربع.
من المحتمل أن يصل عدد زوار هذا العام إلى حوالي 90 ألف شخص من 100 دولة.
يتواصل المعرض من 30 مارس إلى 6 ابريل 2006.
يرسم معرض بازل الدولي للساعات والمجوهرات الخطوط العريضة لتوجهات هذه الصناعة على مستوى العالم، رغم وجود معارض متخصصة في أكثر من دولة.
يعتمد السويسريون على سمعتهم العريقة في هذا المضمار، رغم المنافسة القوية من الشركات الصينية والآسيوية عموما.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.