سويسرا: تحسن القدرة التنافسية
اشاد التقرير السنوي لمعهد التطوير الاداري الموجود مقره في لوزان بتحسن القدرة التنافسية للاقتصاد السويسري الذي صمد امام الهزات الاخيرة واظهر استقرارا جيدا.
سجلت سويسرا تقدما بثلاثة مراكز على قائمة افضل عشر دول يتمتع اقتصادها بقدرة تنافسية قوية. فقد تقدمت سويسرا من المركز العاشر الى المركز السابع ضمن هذه القائمة التي تتصدرها امام سويسرا الولايات المتحدة وفنلندا واللوكسمبورغ وهولندا وسنغافورة والدانمارك.
ويعزو المعهد الدولي للتطوير الاداري صلابة القدرة التنافسية للاقتصاد السويسري للاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتميز به الكنفدرالية. هذا اعلى الصعيد الداخلي. اما في الخارج، فان التقرير برر تقدم سويسرا بالظروف الصعبة التي مرت بها بلدان في اوروبا واسيا على اثر احداث 11 سبتمبر وما تبعها من مضاعفات على الاقتصاد العالمي.
فقد تراجعت سنغافورة من المركز الثاني الى المركز الخامس وتراجعت هونك كونغ من السادس الى التاسع، في حين تراجعت ايرلندا من المركز السابع الى المركز العاشر. هذه اهم استنتاجات التقرير العالمي حول القدرة التنافسية الذي يعده المعهد الدولي للتطوير الاداري حول القدرة التنافسية لخمسين بلدا، وذلك على اساس اكثر من ثلاث مائة مقياس ومؤشر يتم جردها بالتعاون مع ست وثلاثين مؤسسة دولية شريكة للمعهد.
آفاق مشجعة ولكن…
بخصوص سويسرا، يشير التقرير الى ان معدل النمو قد تراجع في الكنفدرالية عام الفين بمعدل 3 بالمائة، وعام 2001 بمعدل 1,3 بالمائة، ويضيف ان آفاق هذا العام تظل هشة. لكن رغم ذلك، يتميز الاقتصاد السويسري بقدرة تنافسية عالية على الساحة العالمية، اذ تحتل سويسرا المركز الثالث في العالم فيما يتعلق بفائض الميزان التجاري، وتحتل المركز الثاني فيما يخص معدل البطالة وتكاليف راس المال.
وعلى الرغم من صغر حجم سويسرا، فان ثقلها الاقتصادي في اوروبا وفي العالم معروف، اذ ان الكنفدرالية تحتل المركز السابع عالميا في الاستثمارات في الاسواق المالية وهي عاشر مستثمر في الخارج في العالم.
والقدرة التنافسية ليست فقط مؤشرات ومعطيات احصائية جامدة، ذلك ان وراءها كفاءات بشرية مؤهلة وظروف عمل جيدة. في هذا المجال، تحتل سويسرا صدارة الترتيب العالمي فيما يتعلق بالحوافز المتوفرة للعمال والموظفين. كما تحتل المركز الثاني فيما يخص العلاقات بين ارباب العمل والعمال، وبالبنية التحتية الطبية، وبمعدل موازنات البحث العلمي مقارنة بعدد السكان، وتاتي الكنفدرالية في المرتبة الثانية عالميا بخصوص نظامها التربوي. واخيرا، وقد يكون هذا الاهم، تحتل سويسرا المرتبة الثالثة عالميا في مجال الشفافية.
فيما يتعلق بالجوانب غير الايجابية، يشير تقرير المعهد الدولي للتطوير الاداري الى ان سويسرا تاتي في المرتبة التاسعة والعشرين فيما يتعلق بقدرة الحكومة على مواكبة التغييرات الاقتصادية بالسرعة المطلوبة، كما تحتل سويسرا المرتبة الحادية والثلاثين في مجال الحماية والمرتبة الثانية والثلاثين فيما يخص قوانين الهجرة. وتاتي في المرتبة السادسة والثلاثين فيما يخص منح الصفقات العمومية للاجانب.
ويختتم تقرير المعهد الدولي للتطوير الاداري استنتاجاته باستعراض التغييرات التي طرأت على العالم والتي تفرض على المؤسسات والاشخاص مفاهيم جديدة بخصوص حماية المكتسبات الاقتصادية، ذلك انه يكفي حدوث هزة اقل من تلك التي عاشها العالم يوم الحادي عشر من سبتمبر، كي تتراجع الثقة ويعود الركود ويسود عدم الاستقرار.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.