وافقت الحكومة السويسرية خلال جلستها الأسبوعية يوم الأربعاء 5 سبتمبر الجاري في برن على إرسال خبراء مدنيين إلى جنوب السودان للمساهمة في تعزيز قطاع الأمن، وذلك استجابة لطلب مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية السويسريتين.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
ويفترض أن يتحول فريق خبراء سويسري لا يتجاوز عدد أعضائه ثلاثة أشخاص للمشاركة في إقامة هياكل رسمية في مجالات عديدة من أهمها القانوني الإنساني والقانون الدولي والمراقبة الديمقراطية للقوات المُسلحة.
حسب القرار الذي اتخذته الحكومة السويسرية يوم الأربعاء، يمكن إيفاد فريق خبراء يضم ثلاثة خبراء مدنـيين على الأكثر، بشكل دائم إلى جنوب السودان. كما يمكن تعزيز هذا الفريق، بشكل مؤقت ووفقا لاحتياجات التكوين، بفريق متخصصين في مجال التكوين، لكن لفترة لا تتجاوز شهرا واحدا.
ويفترض أن يستقر الخبراء السويسريون في مدينة جوبا (على بعد 1700 كلم من العاصمة الخرطوم) حيث توجد مكاتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التابعة لوزارة الخارجية.
وشددت الحكومة السويسرية على أن الفريق السويسري سيتكون من موظفين من وزارة الدفاع أو من جيش الميليشيات السويسري، وأن نشاطاتهم لن تكون في إطار عسكري، ولن يكون لها أي طابع عسكري، إذ سيعملون بالزي المدني.
تشجيع السلام
وقد صادقت الحكومة الفدرالية يوم الأربعاء على طلب مشترك بهذا المعنى من وزارة الدفاع وحماية السكان والرياضة ووزارة الخارجية من أجل الالتزام بإحلال السلام المدني.
وتم الاتفاق على المشاركة السويسرية في قطاع الأمن بجنوب السودان مع الحكومة المركزية السودانية في الخرطوم وحكومة جنوب السودان وبعثة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويعتبر السودان سويسرا شريـكا موثوقا، كما أن الالتزام المرتقب في مجال الأمن بجنوب السودان يتماشى مع أهداف المساعي الدولية لإحلال الاستقرار في هذه المنطقة.
جبال النوبا
يذكر أن وفدا من جنوب السودان كان قد اتصل رسميا بالحكومة السويسرية بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جبال النوبا في يناير من عام 2002 في بورغنشتوك بكانتون نيدفالدن السويسري.
واستعلم الوفد آنذاك عن إمكانية الحصول على دعم سويسري لإنشاء هياكل رسمية في تلك المنطقة.
وكانت معاهدة بورغنشتوك أساس المفاوضات اللاحقة التي توصلت في يناير من عام 2005 إلى معاهدة سلام بين الحكومة المركزية السودانية في الخرطوم وحكومة جنوب السودان في جوبا.
وأظهرت التحاليل في عين المكان أنه بإمكان سويسرا المساهمة في إقامة تلك الهياكل الرسمية من خلال إرسال خبراء من وزارة الدفاع.
أما المجالات المعنية بالمساهمة السويسرية فهي القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي في حالات الحرب، والمراقبة الديمقراطية للقوات المسلحة، والقانون الجنائي التأديبي، والتكوين الصحي، والإدارة في قطاعات الإمداد اللوجستي، والإدارة والاتصال.
سويس انفو مع الوكالات
يقع السودان غرب إفريقيا ويعد أكبر بلد من حيث المساحة في القارة السمراء. بعد 21 عاما من المعارك الدامية بين شمال البلاد (المكون أساسا من المسلمين) وجنوبها (مسيحيون واحيائيون)، وقع الجانبان اتفاقية سلام في يناير 2005. تم إحداث حكومة مستقلة في جنوب السودان وفقا لمعاهدة السلام. تشير التقديرات إلى أن النزاع المسلح الذي شهده السودان لأكثر من عقدين أسفر عن مقتل مليوني شخص ونزوح أربعة ملايين آخرين. ومازال غرب البلاد يشهد أعمال عنف خطيرة في إقليم دارفور.
توجد إفريقيا في قلب الالتزام السويسري في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية.
خلال السنوات الماضية، نشطت سويسرا في مجال تشجيع السلام وشاركت في بلورة اتفاقيات مختلفة من أهمها:
اتفاقيات السلام في جنوب السودان (2005)
وقف المعارك في جبال النوبا (2002)
اتفاقيات السلام في أروشا، بوراندي (1993)
عملية السلام الصومالية (التي بدأت في أكتوبر من عام 2002 ولم تكتمل بعد)
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
مخاوف مصر من اتفاق السودان
تم نشر هذا المحتوى على
ومع أن ممثلي الحكومة المصرية امتنعوا عن انتقاد الاتفاق، إلا أنهم أيضا امتنعوا عن الترحيب به مكتفين بالتأكيد على تأييدهم لوحدة السودان، الأمر الذي يمكن إرجاعه للمخاوف المصرية إزاء الاتفاق. فالقاهرة لا تستطيع أن تعلن صراحة معارضتها لاتفاق يزعم أطرافه المباشرون وأصحاب المصلحة الأولى فيه أنه سيضع حدا للصراع الأهلي الدامي الجاري في جنوب السودان…
تم نشر هذا المحتوى على
في بلدة بورغنستوك (Burgenstock) المُطلة على بُحيرة مدينة لُوسيرن السويسرية، تم التوقيعُ يوم السبت خلال حفل رسمي على اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة جبال النوبا وسط السودان بين مُمثلين عن الحكومة السودانية ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان. ووقع الهدنة عن الجانب الحكومي السوداني السيد مُطرف صديق والسيد عبد العزيز آدم الهيلو عن الجيش الشعبي…
تم نشر هذا المحتوى على
من بين المنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة، هناك كاريتاس سويسرا، التي تدعم مشاريع، ترمي إلى توفير الخدمات الأساسية للسكان وتعزيز المجتمع المدني في جنوب السودان. “المشكلة الكبرى في توريت، هي الماء. لدينا مضخة واحدة لتزويد الشبكة المائية، وقبل فترة أدى توقفها عن العمل إلى بقاء السكان بدون ماء لأسبوع كامل”، هذا ما يقوله داريو…
تم نشر هذا المحتوى على
وقال جوليان هوتنغر، الذي يشارك في المفاوضات التي يديرها الاتحاد الإفريقي في أبوجا: “إن آمال التوصل الى اتفاق مع نهاية الشهر لم تعد ممكنة”. أشار الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة كوفي أنان يوم الخميس 16 فبراير إلى أنه مستعد لإرسال قوات حفظ سلام أممية الى المنطقة لتعويض القوات التابعة للاتحاد الإفريقي، التي انتشرت في المنطقة…
تم نشر هذا المحتوى على
صعوبة ظروف المعيشة في الجنوب وتأثيرات عشرين عاما من الحرب الأهلية لن تسمح في الوقت الحالي إلا بعودة تجريبية لحوالي 150 لاجئا من بين حوالي نصف مليون. أعلنت المفوضية السامية لشئون اللاجئين في جنيف صباح الثلاثاء 13 ديسمبر، عن الشروع رسميا في العودة الطوعية للاجئين السودانيين إلى الجنوب السوداني. وأعلنت السيدة جنيفر باغونيس أن “المفوضية…
تم نشر هذا المحتوى على
وأكد الخبير القانوني لسويس انفو أن الوضع ليس آمنا بعدُ تماما لرجوع المُُرحلين رغم عودة السلام إلى البلاد بعد 20 عاما من الحرب الأهلية. فور عودته من زيارة استغرقت عشرة أيام إلى مخيمات النازحين جنوب السودان، دعا البروفيسور فالتر كالين يوم الخميس 14 اكتوبر الجاري المجتمع الدولي والدول المانحة والحكومة السودانية إلى احترام حقوق زهاء…
تم نشر هذا المحتوى على
وأكد الطرفان على أن سلام الجنوب مرتبط عضويا بالاستقرار وإنهاء التهميش ورفع المظالم فى ربوع السودان الأخرى، لاسيما إقليم دارفور. يستقطب إقليم دارفور اهتماما دوليا واسع المدى، وتنذر تطوراته بمواجهة قانونية وسياسية بين الخرطوم والأمم المتحدة على خلفية الطريقة التى ستتم بها محاسبة المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان التى شهدها الإقليم فى العامين الماضيين. هذه…
تم نشر هذا المحتوى على
سويسرا التي كانت الراعية لمفاوضات الهدنة، ومساهمة رئيسية في أعمال اللجنة وفي تمويلها، وصفت حصيلة السنوات الثلاث والنصف الماضية بـ”الإيجابية”. هي قصة نجاح، بدأت فصولها عند توقيع الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان لاتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة في 19 يناير 2002 في بلدة بورغينستوك بسويسرا، بعد مفاوضات صعبة رعتها برن، ودعت إليها…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.