سويسرا تزيد في حجم مساعداتها لإعمار كوسوفو
تعهدت سويسرا خلال مؤتمر للمانحين دعا له الإتحاد الأوروبي وعقد الجمعة 11 يوليو ببروكسل بتخصيص 77 مليون فرنك كمساعدات إضافية لإعادة إعمار إقليم كوسوفو.
وتقول حكومة الإقليم الذي لم تعترف باستقلاله عن صربيا سوى 40 دولة، إن الحاجة ماسة ومستعجلة إلى 1.4 مليار دولار للتقدم في مشروعات إعادة الإعمار.
وقررت سويسرا تخصيص 16 مليون فرنك إضافية إلى جانب المبلغ المحدد مسبقا والذي يصل إلى زهاء 60 مليون فرنك خلال سنة 2008. وسوف تخصص من هذا المبلغ 21.1 مليون فرنك لحماية البيئة، و8.2 مليون لقطاع الطاقة.
الحكومة السويسرية قررت أيضا منح كوسوفو مبلغ 8 مليون أخرى لدعم ميزانية الإقليم، و6.6 مليون لتعزيز حقوق الإنسان، و5.6 مليون لإرساء دولة القانون والمؤسسات.
جميع هذه المساعدات ستشرف على استثمارها الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون الدولي، وكتابة الدولة للشؤون الاقتصادية، والمكتب الفدرالي للهجرة.
لكن المساعدات التي أعلن عليها الجمعة 11 يوليو، لا تشمل المساعدات العسكرية، وقد سبق للبرلمان أن مدد بداية هذه السنة مهمة الكتيبة السويسرية العاملة بكوسوفو إلى نهاية 2011. وتعد هذه الكتيبة 220 جنديا، يعملون في الكوسوفو كجزء من قوات حلف شمال الأطلسي لحفظ السلام في البلقان، والبالغ عددها 16.000 جنديا.
وقد استبقت الولايات المتحدة مؤتمر بروكسل بإعلانها تخصيص مساعدة لكوسوفو تصل إلى 400 مليون دولار خلال السنوات الأربع القادمة. من جهته، وعد الإتحاد الأوروبي بتخصيص 500 مليون يورو لفترة السنتيْن القادمتين، وذلك بغرض دعم إعادة الإعمار، وتهيئة الإقليم في أفق الانضمام المحتمل إلى الإتحاد الأوروبي.
بطالة مستفحلة
المبالغ التي تعهدت بها اليوم الدول المانحة، سوف توجّه بالخصوص إلى خفض نسبة البطالة العالية في الإقليم، والتي تصل حاليا إلى 60 %، وهي ظاهرة تمس في الأساس فئة الشباب، هذه الفئة التي تمثل 70 % من مجموع السكان تقريبا.
ودعا وزير المالية الكوسوفي أحمد شالا، إلى ضرورة حضور ممثلين عن صرب كوسوفو لأعمال مؤتمر المانحين. وسوف يتقدّم الوزير الصربي المعني بعودة اللاجئين بمقترحات ومشروعات لتحسين الأوضاع المعيشية للأقلية الصربية بكوسوفو.
وتساعد سويسرا هذه الدولة الفتية في مجال إرساء دولة القانون، وتحديدا في إدارة الأمن ووزارة العدل. كذلك تعتزم سويسرا مساعدة كوسوفو في مجال تنظيم قطاع الهجرة. وعبرت برن في العديد من المناسبات عن انشغالها بمستقبل الأقليات في البلد وخاصة المجموعات الصربية القاطنة في شمال كوسوفو.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء السويسرية، عبّر كريستيان مويلي، السفير السويسري في بريشتينا، عن ثقته بأن “الدولة الناشئة، واتباعا لما جاء في إعلان استقلالها، سوف تسير في الاتجاه الصحيح”، وأضاف مستدركا “لكن الحكومة تفتقد للخبرة على المستوى التنفيذي خاصة على مستوى العلاقات الدولية”.
وعن مؤشرات التعاون المثمر بين إقليم كوسوفو والكنفدرالية، نوه السفير مويلي بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس الإقليم والتي أشار فيها إلى أن سويسرا “ستكون من بين أولى الدول التي تفتح فيها سفارة للدولة الفتية”.
علاقة وثيق بين سويسرا ومنطقة البلقان
سرّع الانتقال التدريجي لإدارة الإقليم من سيطرة الأمم المتحدة إلى الإدارة المحلية بالتعاون مع “بعثة الإتحاد الأوروبي لتنفيذ القانون” من وتيرة التعاون بين الإقليم وسويسرا. وبالإضافة للعمل من خلال كتيبة “سويس كوي”، باتت سويسرا تتعاون بشكل واسع مع البعثة الأوروبية.
ويوجد من ضمن 1900 خبيرا أوروبيا في الإقليم، 13 خبيرا سويسريا، موزعين بين بعثة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي، وبعثة الأمم المتحدة، والمنظمة الأوروبية للأمن والتعاون. ومن بين هؤلاء خبراء في الشؤون الأمنية، وفي القانون المدني، وفي التنمية والتعاون الدولي.
ولتلبية حاجة الإقليم في مجال إدارة الهجرة، عرضت سويسرا على كوسوفو تدريب موظّفين محليين في مجالات تقنية دقيقة، كاستخراج البطاقات الثبوتية. وهذا المشروع يخدم مصلحة البلدين، بسبب وجود ما يزيد عن 150.000 كوسوفي يقيمون في سويسرا ويحتاجون إلى قنصليات مؤهلة ومجهزة كما ينبغي ترعى مصالحهم.
وتعمل سويسرا التي لها خبرة واسعة في مجال التعايش بين الأقليات، على تسهيل التعايش بين الأكثرية الألبانية والأقلية الصربية ودفع الطرفيْن إلى تبنّي خيارات واقعية بعيدا عن مخاطر التعصب العرقي.
ولا شك في أن أشكال الدعم المتعددة هذه سوف تساعد الدولة الناشئة على تجاوز التحديات الجسيمة التي تواجهها. فبناء المؤسسات، وتحسين الوضع الأقتصادي والإجتماعي، مهام تتطلب استثمار إمكانيات كبيرة.
سويس انفو مع الوكالات
تعداد السكان: 1.9 مليون نسمة.
نسبة الألبان: 91%.
نسبة الصرب: 5%.
أعراق أخرى: 4%.
نسبة البطالة تتراوح بين 40 و80%، حسب المصادر.
50% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.
تم الإعلان عن استقلال كوسوفو من جانب واحد يوم الأحد 17 فبراير 2008.
بعد 10 أيام من ذلك التاريخ، اعترفت سويسرا – التي كانت أول بلد دعا منذ عام 2005 إلى استقلال كوسوفو – بالدولة الجديدة.
شهد الإقليم طيلة القرن العشرين تحركات متعددة للمطالبة بالحصول على الحكم الذاتي، تحولت للمطالبة بالإستقلال في أعقاب انهيار الجمهوريات التي كان يتشكل منها الإتحاد اليوغسلافي سابقا وذلك ابتداء من عام 1990.
في عام 1965، بدأت سويسرا في استقدام اليد العاملة من إقليم كوسوفو واليوم تشير التقديرات إلى أن عُـشـر سكان كوسوفو يقيم في سويسرا.
يعيش في سويسرا 200 ألف شخص من ألبان كوسوفو، وتمول الحكومة السويسرية منذ عام 1999 مشروعات في الأمن والمساعدات الإنسانية والبنية التحتية ودعم اللاجئين العائدين، بلغت قيمتها حتى نهاية 2005 نصف مليار فرنك سويسري.
في سويسرا، يبلغ حجم الجالية الوافدة من منطقة البلقان حوالي 270 ألف شخص يقدمون من كوسوفو وألبانيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك.
تحتاج خطة إعادة الإعمار التي وضعتها حكومة الإقليم للفترة الممتدة بين 2008 – 2011، إلى 1.4 مليار دولار للتوصل إلى انجازها.
يواجه كوسوفو صعوبات في طريقه إلى تطبيع وضعه في ضوء اعتراض صربيا على إستقلاله مدعومة في ذلك من روسيا. وقد استدعت بلغراد سفيرها لدى برن عندما إعترفت الأخيرة بإستقلال الإقليم.
يعطل غياب الإعتراف الدولي بكوسوفو المستقلة، انضمام الدولة الجديدة إلى المنظمات الدولية وإلى الأمم المتحدة، وهو ما يحرمه من الحصول على الكثير من الإعانات والمساعدات والمنح.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.