مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تطالب الولايات المتحدة بأجوبة

هل نظمت وكالة الاستخبارات الأمريكية بالفعل رحلات طيران سرية لنقل مساجين عبر المجال الجوي السويسري؟ Keystone

طالبت سويسرا الولايات المتحدة بالإجابة على المزاعم القائلة بأن متهمين بالإرهاب تم نقلهم سراً عبر المجال السويسري الجوي إلى مراكز اعتقال سرية.

تزامن الطلب السويسري مع بدء وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس زيارة إلى ألمانيا، والتي يهيمن عليها الخلاف حول المعتقلات التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية.

بدأ الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية أيضاً في ممارسة الضغط في هذا الإطار بعد أن أكدت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي- راي يوم الاثنين 5 ديسمبر في البرلمان الفدرالي أن برن طرحت أسئلة حول هذه القضية على الولايات المتحدة.

فقد طلبت وزارة الخارجية السويسرية مرتين إيضاحات حول مزاعم بتنظيم وكالة الاستخبارات الأمريكية لرحلات جوية لطائرات توقفت في مطار جنيف، ونحو 30 رحلة طيران أخرى عبرت المجال الجوي لسويسرا. لكن واشنطن لم ترد حتى الآن على هذه الاستفسارات.

وقد أوضحت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية كارين كاري في حديث مع سويس انفو أن السفارة السويسرية في واشنطن أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية بمخاوفها في منتصف شهر نوفمبر.

وتقول “هذه الرحلات العابرة وهبوط (بعضها) في سويسرا يُزعم أنها نقلت مساجين، وهذه واحدة من النقاط التي طلبنا إيضاحاً بشأنها”.

وتكمل “الطائرات التي نتحدث عنها مرت على أنها طائرات خاصة، وليس لدينا معلومات حول أهدافها أو هوية الركاب على متنها. سويسرا لا تعرف إذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد نظمت هذه الرحلات – هذا هو سؤال أخر طرحناه على الولايات المتحدة”.

وأردفت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية السويسرية قائلة “إذا تأكدت هذه المزاعم فإن سويسرا ستدين هذه الممارسات، لكن لا يوجد حتى الآن أدلة ملموسة”.

حجاب من السرية

كان الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية قد أعرب عن قلقه حول ستار السرية الذي أحيط برحلات الطيران هذه.

وقد أوضح السيد يورج كيلير مدير الفرع في حديث مع سويس انفو قائلاً “نحن نطرح أسئلة، ونمارس الضغط على الحكومة السويسرية للحصول على معلومات”.

“إذا كانت هذه الرحلات تحمل على متنها مساجين فإننا لا نحوز على أي طريقة تمكننا من معرفة ما إذا كانوا يتعرضون للتعذيب أو ما إذا كانت الاستشارة القانونية متاحة لهم”.

يشار إلى أن زيارة السيدة رايس إلى أوروبا هيمن عليها الجدل الدائر حول هذه القضية بعد أن نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً حول مزاعم بوجود مراكز اعتقال سرية في أوروبا الشرقية.

ويترأس البرلماني السويسري ديك مارتي حالياً لجنة تحقيق أوروبية في هذه المزاعم.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد نفت بصورة متكررة أن مساجين قد تعرضوا للتعذيب، لكنها أثارت انتقادات عليها عندما أشارت إلى عملية انتقال متهمين بالإرهاب بكلمة “تسليم” (renditions)، وهي كلمة أصبحت تحمل معنى القبض على شخص في بلد، ونقله إلى بلد أخر لاستجوابه.

هذا وقد صرحت السفارة الأمريكية في برن لسويس انفو إنها سلمت المشاغل التي عبرت عنها السلطات السويسرية حول هذه الرحلات إلى واشنطن في الصيف، لكن المتحدث باسم السفارة رفض التعليق أكثر حول الموضوع.

وأوضحت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية السويسرية أن سويسرا تعارض من حيث المبدأ مراكز الاعتقال السرية.

وتقول “بالنسبة لسويسرا فإن اعتقال مساجين في أماكن سرية يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان والحق الأساسي للحرية، عندما يتم حرمان المساجين بهذه الطريقة من الحماية اللازمة التي يضمنها القانون”.

وأكملت “في الحرب ضد الإرهاب، يجب حماية حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”.

سويس انفو مع الوكالات

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية