مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تعلن الحرب على الغبار الدقيق

على اليمين صورة المرشح المقترح تركيبه في محركات سيارات الديزل بعد استخدامه لمدة 24 ساعة فقط، ويشير اللون الأسود إلى كمية الغبار الدقيق الذي تسربه هذه المحركات إلى الهواء يوميا Keystone

أطلق وزير البيئة السويسري موريتس لوينبرغر يوم 16 يناير الجاري حملة جديدة لتقليص نسبة الغبار الدقيق في أجواء الكنفدرالية، وقدم إجراءات وقائية هامة، بعضها يبدأ على الفور، والأخرى على مراحل مختلفة.

وبينما أعربت بعض الجهات عن سعادتها، تخوفت أطراف أخرى من عراقيل قد تقف في طريقها.

الخطة التي يدعمها وزير البيئة والطاقة والمواصلات موريتس لوينبرغر عن قناعة تامة، تتوجه أولا لحماية الأطفال وكبار السن، فطبقا للإحصائيات يموت في سويسرا سنويا 3700 شخص بأمراض تتعلق بالجهاز التنفسي نتيجة استنشاق هواء ملوث، وتصل تكاليف علاجهم إلى حوالي 4.2 مليار فرنك.

يأتي مصدر هذا التلوث في المقام الأول من عادم السيارات على اختلاف أنواعها وبعض أجهزة التدفئة، حيث يصف لوينبرغر الوضع بأنه يدعو للقلق، ولذا يجب التحرك على المدى البعيد والقصير أيضا.

ومن بين الإجراءات السريعة التي سيقوم المسئولون في تطبيقها، إجراء تعديلات سريعة على محركات الحافلات وبقية وسائل المواصلات العامة التي تستخدم الديزل كوقود لها، إذ يجب عليها تركيب مرشحات أكثر قوة، تمنع تسرب الغبار الدقيق في العوادم، التي يجب أن تكون اقل من المعدلات القياسية العالمية أيضا.

في الوقت نفسه يعمل الخبراء على وضع معايير جديدة لمقدار الانبعاث الضار في عوادم السيارات، سواء للاستعمال الخاص أو العام، على أن تلتزم الشركات المنتجة بتوضيح نسب الانبعاث الضار التي تتسبب فيها محركاتها.

وحتى حرق الأخشاب سواء للتدفئة أو للتخلص منه كنفايات يجب أن يخضع لمقاييس ومعايير جديدة، فحسب برنامج لوينبرغر، لابد من الحصول على تراخيص قبل حرق الأخشاب لمعرفة المناطق التي ستقع فيها، ولأي غرض والآثار التي يمكن أن تتركها، كما يجب على 5000 محرقة كبيرة للخشب منتشرة في سويسرا أن تخضع لمعايير قياسية دقيقة للغاية، فضلا عن منع حرق النفايات الخشبية في الغابات.

تأييد وتحذير

وما كان لمثل تلك المقترحات أن تمر دون أن تعلن أطراف مختلفة عن رأيها ووجهة نظرها، فقد رحب الحزب الاشتراكي ونادي السيارات السويسري وجماعات الحفاظ على البيئة بالبرنامج، واعتبروها خطوة في الاتجاه الصحيح، مع المطالبة بمزيد من الإيضاحات حول الجدوى الاقتصادية لتلك الأفكار، ومنح السيارات ذات الانبعاث القليل امتيازات في الضرائب، لتشجيع المواطنين على الإقبال عليها

بل إن الاتحاد السويسري لسيارات الشحن والنقل أيد هذا البرنامج واقترح إتباع إجراءات أخرى أكثر صرامة مثل سحب رخصة السيارات المخالفة، بينما أعرب الحزب الديمقراطي المسيحي عن دهشته من هذا البرنامج الجيد، وأكد على دعمه لجميع الخطوات التي تدفع إلى تحمل المسؤولية بقدر أكبر.

أما الحزب الراديكالي فقد أعرب عن تشككه في نجاعة هذه المقترحات لأن أغلب السيارات التي يتم إنتاجها حديثا الآن مزودة بالفعل بمرشحات قوية، تمنع تسرب الانبعاث الضار بالبيئة، ليشاطر في هذا الرأي نادي المواصلات السويسري.

وبينما كان من المتوقع أن يؤيد حزب الخضر هذه الباقة من المقترحات، فقد اعترض عليها لأنها لا تتناسب مع حجم ضحايا تلوث الهواء في سويسرا، بل اقترح أن تكون الإجراءات أكثر حزما وقوة، مؤيدا منع استخدام السيارات والشاحنات ذات محرك الديزل القديمة بدلا من تبديل محركاتها.

وتفرد حزب الشعب اليميني، بالسؤال حول ما إذا كان وزير البيئة والطاقة والمواصلات قد استشار زملاءه في الحكومة الفدرالية في هذا البرنامج قبل طرحه على الرأي العام، وقال الحزب في تعليقه بأن الحكومة رفضت من قبل مشروعا مشابها يفرض على الشاحنات ووسائل النقل والمواصلات العامة تركيب مرشحات تحد من الغبار الدقيق في العادم.

ويعني هذا عمليا بأن المقترحات التي عرضها موريتس لوينبرغر على الرأي العام يوم الاثنين الماضي، سوف تكون محل نقاش ومفاوضات بين أعضاء الحكومة الفدرالية، قبل إحالتها إلى البرلمان.

سويس انفو مع الوكالات

يعيش في سويسرا 3 ملايين نسمة في مدن ومناطق تتجاوز نسبة الغبار الدقيق فيها المعدلات القياسية المسموح بها وهي 50 ميكروغرام في كل كيلومتر مربع واحد.

في المقابل، تسمح الولايات المتحدة بارتفاع تلك النسبة إلى 3 أضعاف.

يصل متوسط كمية الغبار الدقيق سنويا إلى حوالي 21000 طن، 56% منها من عادم وسائل المواصلات والنقل العامة والخاصة، و44% منها من عوادم المحروقات.

ينطلق خبراء البيئة السويسريون من حقيقة أن الغبار الدقيق المنتشر في الجو، هو من أحد المسببات لأمراض الجهاز التنفسي لاسيما السرطان، الذي يودي بحياة 3700 شخص سنويا
يروج الخبراء لبرنامج متعدد الأوجه للقضاء على هذه المشكلة بشكل تدريجي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية