مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا ومنتدى دافـوس: “ارتـباط دائـم”

بالنسبة لمؤسس ومدير المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شفاب، سيظل المنتدى مرتبطا دائما بسويسرا Keystone

اختُتمت أعمال الدورة الـ32 لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي مساء الأحد بـ"حصيلة إيجابية" في دافوس، إذ أشاد كل من المنظمين والسلطات السويسرية بـشراكتهم المتينة.

ولدى مغادرة المنتجع السويسري، شدد العديد من الزعماء على ضرورة إدماج القيم الأخلاقية في المقاربات الاقتصادية وجميع مناحي الحياة الإنسانية.

منذ إنشاء “المنتدى الاقتصادي العالمي” في منتجع دافوس بكانتون غراوبوندن في عام 1971، اكتسب صفته العالمية (مثلما يؤكد على ذلك اسمه الرسمي). لكن منذ انطلاقه، ارتبط المنتدى أيضا بسويسرا. وسيظل ذلك الارتباط قائما دائما حسب مؤسس ومدير المنتدى كلاوس شفاب.

ففي تصريح لسويس انفو، قال السيد شفاب “ستظل سويسرا أحد البلدان المفضلة حول العالم على مستوى جودة الخدمات. إن سويسرا هي أيضا كنوع من مركز للعالم في وسط الطريق بين أمريكا الجنوبية وآسيا”.

كما شدد على “التعاون الممتاز” مع السلطات السويسرية “على كافة المستويات”، مضيفا: “نحن نقوم بنشاطات متزايدة في مناطق أخرى من العالم (مثل نيويورك وبيكين)، لكن مركز العمليات والاجتماع السنوي سيظلان في سويسرا”.

للانـتقاد مكانٌ أيضا ..

في الجانب السويسري، أشار رئيس الكنفدرالية موريتس لوينبرغر إلى أن مسألة مغادرة المنتدى الاقتصادي العالمي لسويسرا لم تعد مطروحة مثل السابق، قائلا: “لم تعد (المسألة) موضع اهتمام. ولا أعرف أحدا يشترط ذلك”.

ويعتقد السيد لوينبرغر أن الشعب السويسري يدعم حضور منتدى دافوس الذي يجمع أبرز القوى الاقتصادية على تراب الكنفدرالية.

وأضاف بهذا الشأن: “في البداية، كان الأمر يتعلق بلقاء بين رجال الأعمال. أما اليوم، فتحول إلى تظاهرة تجمع السياسيين والمثقفين ورجال الأعمال”.

كما نوه إلى أن منتدى دافوس أصبح حدثا مفتوحا للانتقاد أيضا، قائلا: “هنا في دافوس، تجري لقاءات مع أشخاص ينتقدون المنتدى الاقتصادي العالمي. وهذا هو المعنى الحقيقي للحوار”.

وأكد رئيس الكنفدرالية أن سويسرا تستفيد من تواجد المنتدى الاقتصادي العالمي فوق أراضيها إذ أنه “يمنحنا إمكانية إقامة اتصالات نحاول الحصول عليها بدون جدوى خلال بقية العام. إن المنتدى الاقتصادي العالمي مهم بالنسبة لدلالات بلادنا في العالم”.

مبادرات..

من جهته، وفي تقييم إيجابي لحصيلة الدورة الثانية والثلاثين لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، قال وزير الاقتصاد السويسري جوزيف دايس: “الاتفاقيات مع الروس والأمريكيين، واللقاء غير الرسمي حول مفاوضات منظمة التجارة العالمية: كان المنتدى ممتازا. نحن راضون جدا، إن استضافة هذا الحدث فرصة بالنسبة لبلادنا”.

وفضلا عن رئيس الكنفدرالية ووزير الاقتصاد، حضر أعمال منتدى دافوس ثلاثة أعضاء من الحكومة الفدرالية، وهم وزيرة الخارجية ميشلين كالمي ري ووزير العدل والشرطة كريستوف بلوخر ووزير المالية هانس رودولف ميرتس.

وقد شهد المنتدى انطلاق العديد من المبادرات خاصة في مجالات مكافحة الفقر (لتحقيق أهداف الألفية) والتربية والصحة.

أما المحاور التي شكلت جوهر نقاشات المنتدى فتراوحت بين النمو الاقتصادي المتزايد للصين والهند، والمشاكل المرتبطة بالمناخ، والتشغيل، والهويات الإقليمية والأزمات المترتبة عنها.

القيم الأخلاقية

وفي ختام 244 جلسة نقاش على مدى خمسة أيام، ظهرت جملة من العناصر التي تبعث على القلق، مثل تعدد أوجه الخلل في مجتمعات العالم، وانعدام التوازن خاصة فيما يتعلق بالنمو الديموغرافي.

وفي هذا الإطار، قال بيتر برابيك ليتمات، رئيس مجموعة نستلي السويسرية الدولية لصناعة المنتجات الغذائية: “هنالك أوجه خلل كثيرة في مختلف مناطق العالم تقريبا. إذا لم نعالج المشكلة، فسنشهد تكاثر الحكومات الشعبوية”.

من جهته، قال رئيس المجمع الديني للعدالة والسلام في الفاتيكان ريناتو رافايل مارتيون: “في ختام المنتدى، أرى أن هنالك حاجة بدأت تأخذ شكلا ملموسا، وهي الحاجة إلى الأخلاقيات التي يجب أن تُُطبق على كافة مجالات التنظيم الإنساني”.

بـيير فرانسوا بيسون – سويس انفو – دافوس

(نقلته إلى العربية إًصلاح بخات)

كان شعار الدورة الـ36 لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي “الحاجة المُلحة للابتكار”.
كان الاقتصاد والسياسة محور مباحثات الدورة التي تواصلت من 25 إلى 29 يناير 2006.
على هامش المنتدى، برز مؤشر إيجابي حول ملف مفاوضات منظمة التجارة العالمية.
على المستوى السويسري، سُُجل تقارب مع الولايات المتحدة وروسيا والصين.
تم كذلك إطلاق عدد من المبادرات، من أبرزها مخطط عالمي لمحافكة السل. (مبادرة لبيل غيتس).
كما أطلقت علامة (RED) لتمويل صندوق عالمي لمكافحة مرض فقدان المناعة المكتسب “إيدز” (بونو وعلامات تجارية أخرى).

تم تأسيس المنتدى الاقتصادي العالمي من قبل السويسري كلاوس شفاب تحت اسم ندوة الإدارة في منتجع دافوس بكانتون غراوبوندن عام 1971.
في عام 2002، انعقد المنتدى السنوي بشكل استثنائي في نيويورك، بعد أربعة أشهر من الهجمات على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001.
شارك في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي لعام 2006 حوالي 2400 زعيما سياسيا واقتصاديا من بيهم 735 من أرباب العمل ورؤساء الشركات متعددة الجنسيات، وحوالي 15 رئيس دولة وحكومة، وبعض مشاهير السينما الأمريكية مثل الممثل مايكل دوغلاس والنجمة الشابة انجولينا جولي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية